Advertisement

مقالات لبنان24

الأزمة السوريّة.. والدخان الأبيض المرتقب في مؤتمر سوتشي!

جمال دملج

|
Lebanon 24
23-01-2018 | 12:14
A-
A+
Doc-P-428297-6367056277382387961280x960.jpg
Doc-P-428297-6367056277382387961280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مع إعلان وزارة الخارجيّة الروسيّة اليوم الثلاثاء أنّ رئيس هيئة المفاوضات السوريّة نصر الحريري تسلَّم البارحة في موسكو من الوزير سيرغي لافروف دعوة رسميّة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطنيّ السوريّ المقرَّر عقده يوميْ التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الجاري في مدينة سوتشي، وعطفًا على المعلومات التي أكَّدت في وقتٍ سابقٍ إدراجَ أسماءِ ممثِّلين عن المكوِّن الكرديّ في قائمة المدعوّين من أجل ضمان حضور كافّة أطياف النسيج الاجتماعيّ في سوريا، نظامًا ومعارَضةً، تحت سقفٍ واحدٍ، فإنّ التقديرات المتوافرة في الوقت الحاليّ باتت تؤشِّر بوضوحٍ إلى أنّ عدد المشاركين سيصل إلى حوالي ألفٍ وخمسمئةِ شخصٍ، الأمر الذي يُفترَض أن يجعل من هذا المؤتمر الأكبر من نوعه على الإطلاق منذ تفجُّر الأزمة السوريّة قبل قرابة السبعةِ أعوامٍ ولغاية الآن. وعلى رغم صعوبة التكهُّن مسبَقًا بما إذا كان المؤتمرون سيقومون بالتجديف في اتّجاهٍ واحدٍ بغية إيصال زورق هذه الأزمة إلى برِّ الأمان أم إنّهم سيواصلون التخبُّط في بحر خلافاتهم وانقساماتهم المضطرب، فإنّ الجهد الديبلوماسيّ الروسيّ لا يزال منصبًّا في الوقت الراهن على توفير أكثر المناخات ملاءَمةً لتحقيق الإنجازات المرجوَّة في مجال السعي إلى الدفع بالتسوية السياسيّة إلى الأمام، وذلك عن طريق إرسال الإشارة التطمينيّة تلو الأخرى لكافّة الدول الإقليميّة والدوليّة المعنيّة بالملفّ السوريّ، وهي الإشارات التي تتمحور في مجملها حول وجوب النظر إلى مؤتمر سوتشي المرتقب على أساس أنّه خطوةٌ تمهيديّةٌ تستهدف الإسهام في إنجاح مفاوضات جنيف المتعثِّرة برعاية الأمم المتّحدة وليس بديلًا عنها بأيِّ شكلٍ من الأشكال. من هذا المنطلق، كان لا بدَّ للوزير سيرغي لافروف من أن يجدِّد التأكيد أثناء لقائه مع نصر الحريري على أنّ الهدف الرئيسيّ من وراء إطلاق فعاليّات مؤتمر سوتشي يتمثَّل في توفير أكبر قدْرٍ ممكنٍ من الدعم لمفاوضات جنيف لكي تأتي المباحثات بالنتائج المنتظَرة في أوساط جميع السوريّين، الأمر الذي أكَّد عليه أيضًا المندوب الروسيّ الدائم لدى الاتّحاد الأوروبيّ فلاديمير تشيجوف عندما قال إنّ عمليّة تسوية الأزمة السوريّة "ترتقي إلى مستوى جديدٍ"، موضحًا أنّ مرجعيّة جنيف تحت الإشراف الأمميّ يجب أن تكون أساسًا لهذه التسوية، وأنّ بلاده ستنتظر لترى كيف ستتصرَّف دول الاتّحاد حيال هذا الموضوع. على هذا الأساس، يُصبح في الإمكان تفهُّم سبب إعلان الوزير لافروف البارحة عن أنّ محاولات بعض اللاعبين الخارجيّين العمل على تقويض الجهود الروسيّة لتسوية الأزمة السوريّة هي محاولاتٌ "غيرُ بنّاءةٍ"، تمامًا مثلما يُصبح في الإمكان أيضًا إدراج هذا الإعلان في سياق إشارات موسكو التطمينيّة التي تستهدف وضع النقاط فوق الحروف، وخصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أنّ المبعوث الأمميّ الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا كان قد بادر مؤخَّرًا إلى دعوة طرفيْ النزاع لعقد الجولة التاسعة من مفاوضات جنيف يوميْ الخميس والجمعة المقبليْن، سعيًا إلى تحقيق أيِّ تقدُّمٍ إيجابيٍّ تحت رعايته قبل ذهاب الوفود السوريّة إلى مؤتمر الحوار الوطنيّ في سوتشي، وذلك على رغم كافّة المؤشِّرات التي تدلّ إلى أنّ الأمر سيبقى بالغ الصعوبة والتعقيد طالما أنّ الدخان الأبيض المرتقب لم يتصاعد بعد من أروقة هذا المؤتمر. ولعلّ ما يعزِّز الاعتقاد بأنّ لا تقدُّم يمكن إحرازه من دون انطلاق فعاليّات مؤتمر سوتشي، بالإضافة إلى كلّ ما سبق ذكره أعلاه بخصوص الإشارات التطمينيّة الروسيّة المتكرِّرة وعدد المشاركين السوريّين الكبير، يتمثَّل في أنّ تعثُّر العمليّة التفاوضيّة تحت الرعاية الأمميّة وعودتها إلى نقطة الصفر بعد مرور قرابة الخمسةِ أعوامٍ على بدئها، وفقًا لما دلَّت إليه نتائج الجولة الثامنة في جنيف في شهر كانون الأوّل من العام المنصرم، أصبح يستوجب التحرُّك بقوّةِ دفعٍ جديدةٍ خارج نطاق تأثيرات اللاعبين الخارجيّين "غير البنّاءة" التي تحدَّث عنها الوزير لافروف البارحة.. وحسبي أنّ قوّة الدفع المطلوبة تكمُن الآن في سوتشي.. وما على السوريّين، نظامًا ومعارَضةً، سوى الأخذ بالنصيحة الروسيّة والبدء بالتجديف في اتّجاهٍ واحدٍ لكي يعبروا بقاربهم إلى برِّ الأمان.. والخير دائمًا من وراء القصد.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك