Advertisement

مقالات لبنان24

"أبو طاقية": لهذه الأسباب أُعدِم "البزّال" و"حميّة"

سمر يموت

|
Lebanon 24
23-01-2018 | 15:34
A-
A+
Doc-P-428365-6367056277713705251280x960.jpg
Doc-P-428365-6367056277713705251280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أكّد الشيخ السلفي مصطفى الحجيري المعروف بـ"أبو طاقيّة" أنّ "أبو صهيب التلّي" هو من اتّخذ قرار قتل العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة" بحجّة أنّه كلّما قتل عسكريّاً كان يتقرّب من الله أكثر. يقول الحجيري أنّه عبثاً حاول إقناع التلّي بالعدول عن فكرة إعدام العسكريين، مشيراً إلى أنّ "أبو صهيب" و"أبو مالك التلّي" كانا ومنذ اليوم الأوّل لخطف العسكريين يرغبان بقتل الشيعة منهم فقط، باعتبار أنّ "حزب الله" كان يُقاتل في سوريا ويتمتع بشعبية شيعية واسعة. يجزم "أبو طاقية" أنّه لم يكن موجوداً ساعة إتخاذ قرار الإعدام، ويروي خلال استجوابه مساء أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد حسين عبدالله، أنّه أخّر تصفية علي البزّال ثلاث مرّات ويقول: "أنا كنت أدافع عن العسكريين مثلهم مثل أبنائي". للمرة الأولى منذ توقيفه في 15 تشرين الثاني الماضي يُستجوب الحجيري على مدى ساعتين في ملف أحداث عرسال، ويتكلّم عن الفترة التي سبقت أحداث عرسال وبعدها مروراً بالمفاوضات التي حملها على عاتقه تارة وبتكليف من الحكومة اللبنانية تارة أخرى. فبعد شرح مطوّل لدراساته الدينية في أزهر بيروت وباكستان حيث نال فيها شهادة الماجيستر في الفقه الإسلامي، وإعطائه دروساً دينية في جمعيات عدّة وصولاً إلى بنائه مسجد "دار السلام" المعروف بإسمه (مسجد أبو طاقية) وإنشائه مدرسة لتعليم القرآن الكريم في عرسال، تحدّث الشيخ عن اهتمامه بمساعدة اللاجئين السوريين نظراً لتعاطفه مع الثورة السوريّة. فصّل "أبو طاقيّة" مطوّلاً علاقته بأمير جبهة النصرة في القلمون "أبو مالك التلّي"، وقال أنّه التقى به في المرّة الأولى في يبرود حيث عرض التلّي عليه مشروعه وأهدافه محاولاً إقناعه بالإنتساب إلى "جبهة النصرة". لم يلقَ عرض "أبو مالك" قبولا عند "أبو طاقية" - حسبما أفاد - نافياً ما ذُكِر عن إعجابه بشخصيته، وقال: "أبو مالك التلّي أتى طارئاً على الثورة السورية، أنا عندما أيّدت الثورة لم يكن هناك لا "نصرة" ولا "دولة إسلامية"، هذان الفصيلان دمّرا أهداف الثورة، وأنا لم تصبح علاقتي وثيقة بـ"أبو مالك" إلّا بعدما كلّفتني الحكومة اللبنانيّة بملف العسكريين، والظروف أجبرتني على مسايرته بعدما بقيت لأكثر من سنة ونصف أفاوض على ملف العسكريين ولم أقتنع يوما بفكره ". وردّاً على سؤال عن قيامه بالتحريض على الجيش ردّ الشيخ: "أبداً أنا لم أحرّض يوماً على الجيش اللبناني، ربّما انتقدت تصرّفات أشخاص معينين، لكنّ قناعتي بأنّ المؤسسة العسكرية هي ضمان بقاء لبنان وبدونها لا قيمة له". وبسؤاله عن المعلومات التي تقول أنّه -أي"أبو طاقيّة"- هو الأمير الشرعي لدى "النصرة" في عرسال، أجاب: "لو كنت أمير النصرة الشرعي لما كلّفني اللواء عباس ابراهيم بالتفاوض معهم على إطلاق العسكريين المخطوفين. سيدي لو أنا كذلك لكنت ذهبت في نفس الباصات التي رحلوا به ولما كنت اليوم في السجن. أنا فضّلت البقاء في بلدي رغم معرفتي بأنّ عليّ العديد من مذكرات التوقيف". وعن معرفته بمخطط المجموعات المسلّحة قبل معركة عرسال التي اندلعت عقب توقيف عماد جمعة، كشف الحجيري أنّ علي حسن الحجيري وجهاد الحجيري جاءاه ليخبراه أنّ المسلحين سيهاجمون القرى في عرسال وطلبا منه مرافقتهما إلى "ابو مالك": "أنا ذهبت معهما لأطلب من التلّي الإبتعاد عن قرى عرسال، لكنّه لم يكن يجيبني لا بنعم ولا بلا ويقول خير ان شاء الله". في الثاني من آب 2013 سمع "أبو طاقية" صوت إطلاق رصاص دون أن يعرف أنّ عماد جمعة قد أوقف، أسرع إلى مبنى البلدّية وعلم من رئيسها علي الحجيري أنّ مجموعات مسلّحة هاجمت الحواجز. إنطلق "الحُجيريان" كلّ بسيّارته نحو مخفر الدرك وبصعودهما الى الطابق الأوّل، حاول رئيس البلدية التحدّث مع المسلّحين دفاعا عن العسكريين فقام أحدهم بتوجيه السلاح نحوه مهدّدا إياه فعاد أدراجه وغادر المكان. أكمل "أبو طاقيّة" المهمّة وحصلت مشادّة كلامية بينه وبين المسلّحين الذين عرف منهم أحمد سيف الدين (السلس) والديماسي خاصة بعدما علم أنهم قتلوا كمال عزالدين. حاول "الشيخ" إقناعهم بعدم صوابية عملهم وأنّ الشرع لا يجيز القتل ولا الخطف. تمّ الإتفاق يومها على وضع الدرك المخطوفين "أمانة" لدى مصطفى الحجيري فنقل أربعة منهم بسيارته (استطاع أن يُهرّب منهم إثنين) والباقين نقلهم المسلحون ببيك أب إلى مسجد "دار السلام" بعدما اشترطوا إطلاق سراح عماد جمعة مقابل إطلاق سراحهم وأُمهل "أبو طاقية" حتى الساعة التاسعة مساء. يومها بقي نجل "أبو طاقية " الموقوف "عبادة" مع العسكريين المخطوفين الذين جرى نقلهم إلى دارة الحجيري نفسه بعدما طلب الأخير إكرامهم وضيافتهم ريثما يحلّ الموضوع. توّجه فورا إلى مبنى البلدية حيث قام رئيسها بإجراء عدّة إتصالات مع عدد من المسؤولين وتلقى وعودا بترك جمعة. بلغت الساعة العاشرة ليلا ولم يترك جمعة فحضر "أبو مالك" ومعه نحو 100 مسلّح وانتشروا حول المسجد وبيت "ابو طاقية" وأخذوا العسكريين بعد تهديده باقتحام البيت". وبسؤاله عن الثقة التي منحت له بالذات من قبل "النصرة" دون رئيس البلدية ردّ الشيخ الحجيري: "برأيهم أنّ رئيس البلدية كافر كونه يتكلّم مع ضبّاط وهم كانوا يعتبرونه عميلا ومرتدّا". وقال:" التليّ اعتبر أن العسكريين هم أسرى حرب، أنا حاولت منعه لكنه لم يفعل ويومها تكلّمت على شاشة التلفزيون وأعلنت أن عرسال كلّها مخطوفة". وإذ نفى الشيخ المستجوب حضوره أي اجتماع له علاقة بالهجوم على الجيش اللبناني، قال ردّا على الفيديو الذي سُرّب له (والذي يقول فيه أنّه سيهاجم الجيش اللبناني حتى الموت) " الفيديو مقتطع. لقد أخبرني "ابو مالك التلّي" أنّ الجيش اللبناني سيدخل بيوتنا ويقتحمها وسيقتل شبابنا، فأجبته نظرا لقناعتي بأنّ الجيش لا يفعل ذلك، الجيش لن يقتل شباب عرسال، لن يدمّر بيوتهم ولو فعل سأقاتله حتى آخر يوم في عمري". وتابع: "صباح الليلة التالية التي نقل فيها العسكريون إلى الجرد، صعدت إلى المركز حيث "أبو مالك" وطلبت جمع العسكريين والتفاوض عليهم لقناعتي بأنّ "تنظيم الدولة" سيقتلهم (كونه الأقوى) خاصة بعدما علمنا أنّ "أبو أحمد جمعة" (عماد) صار من جماعة "داعش". كنت أريد استرجاع العسكريين هذا كان كلّ هدفي. هناك حصلت مشادة بيني وبين "أبو عبد السلام" بعدما أنّبته على قتل عزالدين فأجابني قتلناه لأنّه مرتد، وعندها أصدروا فتوى بقتلي كوني أدافع عن العسكريين واعتبروني مرتدّا لكنّ وجودي مع "أبو مالك" سهّل خروجي". بعد عودتي تواصلت مع الوزير جمّال الجرّاح والوزير وائل أبو فاعور وارتأيت أنّه من الأفضل أن أتحرّك بإذنٍ من الحكومة اللبنانية وصرت أتنقل على الحواجز بإذن منها ومن الجيش وتمكنا بداية من إطلاق سراح 3 عسكريين ثمّ 3 آخرين ثمّ 5 وكانت الدفعة الأخيرة 16 عسكريّا. وأكد "أبو طاقية" عدم علمه بوجود مخطّط للهجوم على الجيش، مشيرا إلى أنّه لم يوافق على أن يكون ملف العسكريين ثمنا لإنهاء ملفّه، نافيا ما ورد على لسان إبنه "براء" من إنشائه مجموعة مسلّحة متهما إيّاه بالكذب أو بالتفوه بذلك وهو في حالة خوف. كما نفى ما ورد في إفادة نجله الثاني "عبادة" عن اشتراكهما " في خطف صحافي دانماركي في عرسال وتقاضيه مبلغ 45 ألف دولار لنفسه وتقاضي ابنه 90 ألفا، مشيرا إلى أنّ دوره اقتصر على استلام مبلغ 350 ألف يورو سلّمها إلى طارق العبدالله بطلب من أحمد الفليطي. كما أنكر الإتجار بالأسلحة والذخائر ونقلها للمجموعات الإرهابية في سوريا، ونفى علاقته بتزوير بطاقات مزوّرة لأشخاص إنتحاريين لتسهيل تنقلاتهم قبيل تنفيذ العمليات الإنتحاريّة في لبنان وقال: "أنا لا أُجيز قتل الأبرياء ولا العمليات الإنتحاريّة ولا أعرف أي انتحاري دخل لبنان". وبمواجهته مجدداً بإفادته الأولية المتعلقة بالعسكريين المخطوفين أكّد أنّه توجّه عدّة مرّات إلى الجرد في محاولة لإطلاق سراحهم، حيث علم من أبو مالك التلي أنّ لديه لائحة بالأسماء التي ينوي إعدامها وفي طليعتها علي البزّال ومحمّد حميّة كونهما شيعيّين، وعندما طلب بإطلاق سراح جورج خوري كونه مسيحيا من أجل تسريع المفاوضات رفض "أبو مالك" ذلك ووضع إسمه على لائحة الإعدامات. وأضاف أن التفاوض كان يحصل دائما بوجود أبو صهيب التلي الذي كان يتخذ قرار قتل هذا العسكري أو ذاك، جازما أنّه لم يكن هناك نيّة لدى "النصرة" بقتل عسكري غير شيعي، مضيفا أن علي البزال كان الإسم الأوّل على اللائحة حسبما أخبره "أبو خالد التلّي"(صهيب) كونه يؤيّد "حزب الله" ووالده يعمل سائق شاحنة لدى الحزب. ولسماع إفادات عدد من الشهود من بينهم نجلي "أبو طاقية" عبادة وبراء أرجئت الجلسة إلى السادس من آذار المقبل على أن تكون مخصّصة للمرافعات أيضاً.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك