Advertisement

مقالات لبنان24

ليس دفاعًا عن سامي الجميّل

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
25-01-2018 | 01:22
A-
A+
Doc-P-428945-6367056281510441571280x960.jpg
Doc-P-428945-6367056281510441571280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يحتاج رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى من يدافع عنه. هو كفيل بالدفاع عن نفسه في حال كان في موقع الدفاع. ولكنه ومن موقعه ومن صلب معارضته لأداء السلطة نراه يهجم، وغالبًا ما تأتي ردوده على من يهاجمه ويتهمه بالشعبوية، وهو لا يخجل بكونه شعبويًا بالمعنى الإيجابي للكلمة، أي الدفاع عن حقوق الشعب وإيصال صوته إلى حيث يجب أن يصل. وليس في الأمر ما يندى له الجبين، وهو المنتخب من هذا الشعب وينطق بإسمه، وهذا ما يفترض أن يقوم به كل نائب، وهذا هو دوره وهذه هي مهمته الأساسية. ما رأيناه في اليومين الماضيين وما شممناه من روائح كريهة لم يكن سببًا بل نتيجة. وهي نتيجة قصر النظر في المعالجات وفي التوقعات. لن أسمح لنفسي بالدخول في الأسباب التي أدت إلى تكدس النفايات على الشاطىء الأزرق، ولم يعد كذلك، سواء أتت من البحر الذي جرفت أمواجه مكبات الزبالة وأعاد لفظها من حيث أتت، أو سواء أتت من ضفاف نهر الكلب أو أي نهر آخر بفعل قلّة المسؤولية ورمي النفايات والمخلفات فيه وفيها. ما يهمني وما يهمّ أي مواطن يتطلع إلى رؤية بيئته نظيفة، وهي على غير هذه الصورة، أن نعرف كيف تصرّف المسؤولون، كل من موقعه، لمنع حصول مثل هذه الكارثة أو أي كارثة أخرى، وما أكثرها في بلد يتقاذف فيه المسؤولون التهم من دون أن نجد واحدًا منهم يعترف بخطأه وبتقصيره ويحمل حقائبه ويتنحى عن مسؤولية هو غير أهل لها. فإذا كان النائب الجميل على صواب كان يُفترض أن يواجه بعدم مدّه بكل هذه الموجبات التي "تغذّي" حملته ويحمل وحده تقريبًا لواء الدفاع عن حق المواطن ببيئة نظيفة وخالية من مسببات كل أنواع الأمراض التي تتهدّدنا، وليس بإتهامه بأنه يستغل هذه "الظاهرة" من أجل مكاسب إنتخابية. أما إذا كان الحقّ مع وزير البيئة طارق الخطيب، ونسّلم بذلك جدلًا، فكان حرّي به، ومعه وزراء معنيون بهذه الأزمة، أن يفعلوا المستحيل حتى لا نصل إلى الكارثة التي أوصلونا إليها، وما كان يُفترض بهم أن يذخّروا سلاح النائب الجميل من جعبتهم، الذي لن يتركهم مرتاحين ما دام في كل شاردة وواردة "إنّ"، وما دامت المعارضة تقف لهم بالمرصاد، من غير مهادنة أو "يا أمي إرحميني". وبغض النظر عمّا خلفته العاصفة الأخيرة من فضائح فاقت رائحتها رائحة النفايات التي احتلت شواطئنا ولوثّت بحرنا وسماءنا نكتفي بما تناقلته وسائل الإعلام الغربية بعدما شوهّت هذه المناظر "الخلابة" سمعتنا أمام الأجانب، حتى أصبح إسم لبنان مرتبطًا بهذا الكمّ الهائل من النفايات، إلى حدّ وصف بعضٍ منها حال الآتين من الخارج إلى بلاد الأرز الذين يضطّرون إلى تسكير أنوفهم ما أن تطأ أرجلهم أرض مطار بيروت لئلا يتنشقون تلك الروائح الكريهة الناتجة عن تخمّر النفايات، التي تسرح وتمرح في محيطه وعلى الشواطىء المحيطة به. ما نقوله في هذه الأسطر القليلة ليس دفاعًا عن سامي الجميل بل دفاعًا عن حكومة، هي أولى حكومات عهد "التغيير والإصلاح"، ودفاعًا عن صناديق الإقتراع التي يحاول البعض إستبدالها بمستوعبات الزبالة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك