Advertisement

مقالات لبنان24

بين تداعيات "محمرش" و"النسبية" – البعبع... هذا هو مصير الإنتخابات!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
06-02-2018 | 00:56
A-
A+
Doc-P-434362-6367056316168635071280x960.jpg
Doc-P-434362-6367056316168635071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لأن الإنتخابات النيابية ستجرى هذه المرّة بقانون جديد على أساس النسبية يبدو جميع الأطراف السياسية مربكة، إذ لا شيء واضحًا حتى الساعة، وبالأخصّ أن الجميع لا يزالون يتصرّفون من منطلقات مغايرة لروحية القانون الجديد، الذي لا يزال مبهمًا بالنسبة إلى البعض، سواء من حيث الترشيحات أوالتحالفات أو"البونتاجات" أوالتقديرات التي كانت تجرى في السابق على الورقة والقلم، مع توقع النتائج مسبقًا بنسب متقاربة، وذلك إستنادًا إلى قوة مفاعيل المحادل والبوسطات، التي يبدو أنها ستغيب هذه المرّة ولن يكون لديها ما يكفي من قوة حشد وتجييش وتجيير. ولأن الإرباك هو سيد الموقف على الساحة الإنتخابية يجد جميع الأطراف أنفسهم في حال من الترقب والإنتظار قبل الإعلان عن تحالفاتهم وترشيحاتهم باستثناء "القوات اللبنانية"، التي سبق أن أعلنت عن أسماء أكثر من مرشح، وهي ستستكمل ترشيحاتها في المناطق التي لم تحسم بعد أسماء مرشحيها فيها، من دون أن تحسم تحالفاتها بعد. ووفق ما هو ظاهر حتى الآن فأن التحالفات لن تكون شاملة لكل المناطق، بل سيصار إلى إعتماد خطة تقوم على التحالفات بالقطعة، بمعنى أن الفرقاء الذين سيتحالفون في دائرة معينة قد يتواجهون في دائرة أخرى وفق ما تمليه طبيعة الإنتخابات في كل دائرة على حدة، باستثناء الثنائي الشيعي الذي حسم خياراته، مع الأخذ في الأعتبار الدوائر المختلطة، حيث تفرض طبيعة الترشيحات تعاونًا لا مفرّ منه بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، مع إصرار الحزب على عدم إحراج حركة "امل" في الدوائر التي لها حضور وعلى تماس مضطرب مع مرشحي "التيار"، نتيجة الأزمة الأخيرة وقبلها فقدان عامل الثقة بينهما، بغضّ النظر عما سيخرج به لقاء بعبدا. ومن بين الأمور التي تجعل موتورات الماكينات الإنتخابية هامدة أن ثمة تشكيكًا بإمكانية إجرائها في موعدها المقرر في 6 ايار، بفعل تنامي الخلافات الداخلية والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة وتيرتها، والتي تنذر بما لا يدعو إلى الإطمئنان والنوم على حرير الوعود والضمانات الخارجية. وعليه، فإن التوقيت المحلي للإستحقاق الإنتخابي يبدو مضبوطًا على إيقاع ما يمكن أن يستجدّ من تطورات ومفاجآت غير محسوبة النتائج، مع ما تمليه من تريث في إتخاذ أي خطوة قد تكون ناقصة في الظرف الراهن المثقل بأكثر من ملف ساخن يحتاج إلى من يبرّده، وإن كان ينقص خراطيم البعض الماء الكافي، الذي كان يستخدمه إطفائيو الأزمات في السابق، وهم باتوا في حاجة إلى من يمدّهم بالماء البارد الذي من شأنه أن يثلج الصدور. وبين الإضطرابات الداخلية الناتجة عن خفّة في المعالجات والتهديدات الخارجية القائمة على التحدّي والإستفزاز يبدو الإستحقاق الإنتخابي في مهبّ الريح، مع ميل شبه تام لدى أغلبية الأطراف بعدم إجراء هذه الإنتخابات المعلقّة على حبل المصالح الآنية وعلى الخوف من نتائج غير مضمونة. وحدهم الذين يشبهون ناسهم ويعبّرون عن هواجسهم، سواء من داخل البرلمان أو خارجه من خلال سلسلة مشاريع إنمائية كتعويض عن غياب الدولة ومؤسساتها، هم الذين ينامون وضميرهم مرتاح، وهم مطمئنون إلى النتائج التي ستكون معبّرة عن إرادة الناس وخياراتهم، بغض النظر عن بعض التحالفات الهجينة، التي تهدف فقط إلى إيصال أكبر عدد من المرشحين إلى الندوة البرلمانية، من دون الأخذ في الإعتبار مصالح عامة الشعب، الذي يبدو في وادٍ والمسؤولين في وادٍ آخر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك