Advertisement

رياضة

محمد صلاح.. من الأحياء المصرية إلى العالمية!

Lebanon 24
13-02-2018 | 12:12
A-
A+
Doc-P-437774-6367056336100024141280x960.jpg
Doc-P-437774-6367056336100024141280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في نجريج في عمق دلتا النيل، يَحلم الأطفال بأن يصبحوا نجوماً في كرة القدم على خطى محمد صلاح، إبن قريتهم، هدّاف نادي ليفربول الإنكليزي وأفضل لاعب أفريقي، والذي بات معشوقَ المصريين. على بُعد أمتار قليلة من البيت الذي ولِد ونشأ فيه نجم ليفربول في نجريج والمكوَّن من ثلاثة طوابق والمطلّ مِثل معظم مباني القرية على شارع ترابي ضيّق، يقول محمد عبد الجواد (12 عاماً) لوكالة فرانس برس: "أتمنّى عندما أكبر أن أكون مِثل محمد صلاح". ويضيف قبل أن يتابع حديثه مع أصدقائه الذين يشاركونه الحلم نفسَه في القرية الواقعة على بُعد قرابة 120 كيلومتراً شمال غرب القاهرة: "بسبب أخلاقِه وتواضعه، أصبح محمد صلاح لاعباً محترفاً". ويَبرز صلاح (25 عاماً) هذا الموسم بشكل كبير مع ليفربول، وسجّلَ له 29 هدفاً، منها 22 هدفاً في الدوري الممتاز، جعلته في المركز الثاني في ترتيب الهدّافين بفارق هدف واحد خلف لاعب توتنهام هاري كاين. وكانت آخر أهدافِه في المباراة ضدّ ساوثمبتون الأحد، والتي فاز فيها الفريق الأحمر 2-0. وأتى هذا النجاح على مستوى النادي، بعد نجاح مماثل مع المنتخب المصري، تمكّنَ خلاله من المساهمة بشكل أساسي في بلوغ "الفراعنة" نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، للمرّة الأولى منذ 28 عاماً. ويدرك صلاح أنّ مسارَه ونجاحَه صارا مصدرَ إلهامٍ لأطفال مصر وأفريقيا، فوجَّه لهم عند تسلّمِه جائزةَ أفضلِ لاعب أفريقي لعام 2017 في كانون الثاني الماضي، كلمةً قال فيها: "لا تتوقّفوا أبداً عن الحلم، لا تتوقّفوا أبداً عن الإيمان". في المنزل المقفل ببوّابة حديدية كبيرة سوداء، يمتنع أفراد عائلة صلاح عن استقبال الصحافيين، "احتراماً لرغبته". ولم يكن أحد يطلّ مِن النوافذ ولم تكن هناك ملابس تتدلّى من الشرفات كما هي الحال في منازل القرية الأخرى، ربّما بسبب حِرص أهل نجم ليفربول على تجنّبِ عيونِ الكاميرات الصحافية التي تتدفّق على نجريج منذ تتويج صلاح بلقب أفضل لاعب أفريقي. "رحلة العذاب" ولم تكن مسيرة صلاح سهلة، بحسب ما يروي عارفوه في القرية. ويقول غمري عبد الحميد السعدني الذي كان مدرّباً لأشبال نادي شباب نجريح عندما بدأ صلاح التردّد إلى المركز وهو في الثامنة من عمره: "درّبتُ محمد صلاح وهو لا يزال طفلاً، وكانت موهبته واضحة منذ الصِغر"، معتبراً أنّ نجاحه ليس بسبب "مجرّد موهبة، إنّما كذلك بفضل عزيمةِِ فولاذية ومجهود وإصرار". ويروي عمدة القرية ماهر شتية باعتزاز أنّ "محمد كان لا يزال في الرابعة عشرة من عمره عندما انضمَّ إلى فريق نادي المقاولين العرب في القاهرة، وكان يضطرّ إلى أن يمضيَ قرابة عشرِ ساعات يومياً في وسائل المواصلات ليواظبَ على مرانِه اليومي". ويوضح العمدة الذي تربطه علاقة صداقة بأسرةِ محمد صلاح، إنّ الأخير كان، في "رحلة العذاب" تلك، يستقلّ أربع وسائل نقل: من نجريج إلى بلدة بسيون المجاورة، ثمّ منها إلى مدينة طنطا (عاصمة محافظة الغربية) حيث يستقلّ حافلة أخرى إلى وسط القاهرة، ثم يَبحث عن وسيلة تقلّه إلى حيّ مدينة نصر في شرق العاصمة المصرية حيث مقرّ ناديه. ونشَأ صلاح في أسرةٍ رياضية، فوالدُه وعمُّه وخاله كانوا يلعبون كرة القدم في نادي شباب نجريج الذي تغيَّرَ اسمُه وأصبَحت تعلوه لافتة كبيرة كتِب عليها "نادي شباب محمد صلاح". ويقول شتية: "عندما لاحَظ والد محمد موهبة ولدِه، سعى لإلحاقه بأحدِ الأندية الكبيرة. لعبَ صلاح في البداية مع فريق في بلدة بسيون ثمّ انتقل إلى فريق في مدينة طنطا قبل أن يلتقطَه نادي المقاولون"، ومنه رحلة احتراف في الخارج بدأت مع نادي بازل السويسري في 2012. وتربّى محمد صلاح في أسرةٍ محافِظة تنتمي إلى الطبقة المتوسّطة، وكان والداه يَعملان في وظيفتين حكوميتين بالقرية. غير أنّ والده كان يعمل، بالإضافة إلى الوظيفة، بتجارةِ الياسمين، وهو المحصول الرئيسي الذي يُزرع في نجريج ويتمّ تحويله في القاهرة إلى معجون ويتمّ تصديره إلى روسيا وبعضِ دولِ أوروبا الغربية حيث يُستخدَم في صناعة العطور. ويقول ماهر شتية إنّ محمد صلاح "يعمل الكثيرَ من أجل أهل بلده"، موضحاً أنه تبرّع بتكاليف إنشاء وحدة عناية مرَكّزة كاملة في مستشفى بسيون المركزي منذ عامين، وأنشأ أيضاً مؤسسة نجريج الخيرية التي تقدّم مساعدات شهرية للمحتاجين. (الجمهورية)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك