Advertisement

مقالات لبنان24

الدفاعات الجوية السورية تصوب نحو موسكو وتحضيرات ايرانية غير متوقعة!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
16-02-2018 | 02:11
A-
A+
Doc-P-439278-6367056345585308591280x960.jpg
Doc-P-439278-6367056345585308591280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أخطر ما يحمله الواقع السوري اليوم بعد سبع سنوات من الصراعات الدامية هو إسقاط سيادته واستقلاله بضربة غربية، خاصة بعد خسارته للحضن العربي الضامن لها. حيث كشفت السنوات الاخيرة على ان الربيع العربي لم يكن ليولد الا لينتهي بوضع حد لحرب باردة لا يعرف منتهاها، بين رأسي المحورين الاميركي والايراني، شكلت سوريا نقطة الالتقاء المباشرة لها، نظرا لما يشكله موقعها الجغرافي وتاريخها وسياستها على مدار السنوات الماضية من مركز جاذب. فالمحور الاميركي وحلفائه يجد في سقوطها ضربة قاضية للوجود الايراني وحلفائه في المنطقة، والمحور الايراني يجد في انتصارها انتصاراً له ولنفوذه في المنطقة. والحال أن سوريا وقت بين المحورين "دفة" و"مسمار"، فاذا بحالها "سلة تين" إلتم حولها كل "عديم". بالطبع وبغض النظر عن ممارسات النظام السوري طوال السنوات الماضية والمآخذ عليه وبغض النظر عن الآراء المناصرة لسياسته اوتلك المعادية له، فان الواقع السوري يمر اليوم في اصعب مراحله بعدما بدا ان دخول القوى الاجنبية اراضيه سواء باذن شرعي او غير شرعي لم تكن غايته مواجهة الارهاب فحسب وانما تشريع الساحة السورية لتكون مسرحا لتصفية الحسابات بين المحورين الاميركي والايراني فسحت معها المجال ايضا نحو التحاق قوى اخرى تقاطعت مصالحها، فاذا بأمر المغادرة عن اراضيها من المحال في الوقت الحاضر. قد يجد البعض بان التطورات الاخيرة التي شهدتها الاجواء السورية بعد اسقاط طائرة العدو الاسرائيلي الاسبوع الماضي حدث استراتيجي هام تتجه فيه المنطقة الى معادلة جديدة مستندين في ذلك الى سلسلة من التحليلات والقراءات، قد تكون هذه التحليلات والقراءات صحيحة في جانب منها، إلا أنه، وفي نظرة سريعة، لا بد ايضا من القاء الضوء على المعطيات الاخيرة الدائرة في فلك القوى اللاعبة على المسرح السوري الجوي والبري، لاسيما لناحية قرار الرد السوري، اذ يبدو انه تم بقرار منفرد من النظام السوري ،قضى بركل العدو الاسرائيلي عند محاولة الاخير تثبيته له من الضربة الثالثة بعد سلسلة من الغارات الاسرائيلي على نقاط مختلفة في سوريا، ودلالات ذلك نوجزها بالنقاط التالية : -ليس من مصلحة موسكو النفخ مجددا في النيران السورية حفاظا على مصالحها في سوريا وأيضا حفاظا على خارطة التسوية التي رسمتها بالتنسيق مع اللاعب الاميركي. أضف الى ذلك حرصها على علاقتها الاستراتيجية مع العدو الاسرئيلي وهذا ربما ما فسر تدخل الرئيس الروسي السريع باتصال هاتفي اجراه بالكيان الاسرائيلي لوقف المواجهة وعدم التصعيد في الجبهة السورية. -تلويح واشنطن بعصا الاتفاق النووي وامكانية فرض عقوبات جديدة على طهران يشكل عائق امام اي حراك ايراني مباشر نحو فتح مواجهة بدون تنسيق مع الجانب الروسي الذي يدين لها بفيتوات عدة سابقة، وهي تعول عليه ايضا في تحصين الاتفاق النووي في المرحلة المقبلة. -محاولة العدو الاسرائيلي تدعيم مزاعمه لناحية خطر وجود ايران وحلفائها في سوريا على كيانه وقد برز ذلك باستدراجها الاخير لضرب طائراته واضعا نفسه في موقع المعتدى عليه مبديا حرصا على عدم فتح مواجهة.وهذا بالفعل ما عمل على اظهاره عبر مطالباته الاخيرة من روسيا واميركا الى وقف تدهور الاوضاع وعدم التصعيد. ولكن أمام هذا المشهد يبقى السؤال، لماذا اتى رد النظام السوري على الاعتداء الاسرائيلي في هذا التوقيت بالذات ولم يكن في السابق؟! اذا ما صحت فرضية ان قرار رد الدفاعات الجوية السورية على الاعتداء الاسرائيلي تم بقرار منفرد، فهذا يعني ان النظام السوري ربما يكون قد استشعر ان مصير رأسه لم يعد في أمان في ظل القبضة الروسية ومسايرة النظام الايراني لها وان على مضض، وانه لا بد من القيام بخطوة صادمة يصل صداها الى مسامع الدب الروسي، وهي بانه مازال قادرا على المواجهة واتخاذ القرار فيها منفردا، ويقتضي بالتالي اضافة كرسي له على طاولة التسوية عوضا عن طرح وضعه كورقة بين اوراق التنازلات. بالمحصلة مازال كل لاعب من اللاعبين باوراق المنطقة يدقق في حساباته ونتائج التسويات المرتقبة، ولكن من المؤكد ان اي خسارة لاي طرف فيها لن يمر بردا وسلاما، اذ ان الخطة "ب" يبدو انه بدأ العمل عليها من قبل بعض الاطراف، والمعلومات الاخيرة تناولت ايران حيث تحدثت عن قيامها بتهريب سلاح عبر الحدود الاردنية العراقية الى المخيمات الفلسطينية في سوريا استتبعه نفي صادر عن السلطات الاردنية، في حين نقلت احدى الصحف الاجنبية عن جنرال اميركي في وزارة الدفاع الاميركية قوله بان الالاف من جنود الحشد الشعبي العراقي بدأوا ينضمون الى المقاتلين في سوريا وقد تم السماح للفلسطينيين في سوريا بالتسلح، كما وردت معلومات اليه ايضا بان السلاح بدأ يصل الى الفلسطينيين في لبنان وذلك منذ اعلان الرئيس الاميركي ترامب مدينة القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك