Advertisement

أخبار عاجلة

ما بين لبنان والأردن.. الفرق شاسع!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
20-02-2018 | 00:48
A-
A+
Doc-P-440935-6367056355565667181280x960.jpg
Doc-P-440935-6367056355565667181280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حادثان متقاربان في الشكل إلى حد كبير، لكنهما مختلفان بالنتيجة إلى حدّ كبير أيضًا. الأول حدث في بلد عربي شقيق، والثاني في "بلاد الأرز"، وما بينهما فارق زمني غير بعيد. في الحادث الأول من حيث النتيجة ما يدعو المواطن الأردني إلى الإطمئنان أن ثمة من يحصّل له حقه ويحول دون تسّلط من في يدهم بعضٌ من سلطة قد تسمح لهم بـ"التمرجل" على من هم أدنى منهم درجة وظيفية. أما في الثاني فلا من يحاسب ولا من يحمي الموظف المغلوب على أمره والساعي بشق النفس إلى تحصيل لقمة عيش أطفاله ويتحمّل ما لا يُحتمل من مشقات، ومع ذلك تُهان كرامته ويُذّل. في الخبر الأول كانت النتيجة أن أقدم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على إقالة مستشار خاص في الديوان الملكي، قالت وسائل إعلام أردنية إن الإقالة جاءت بعد شكوى تقدم بها سائق حافلة. وكانت قضية السائق أثارت الرأي العام الأردني، بعدما اتهمه المستشار بالقيادة بشكل متهور على الطريق الواصل بين محافظة العاصمة عمان ومحافظة إربد شمالا. وروى سائق الحافلة في تصريحات صحافية تفاصيل ما حدث معه على طريق إربد - عمان، قائلا إن المستشار اعترض طريقه طالبا منه التوقف على جانب الطريق، قبل أن يتصل بالأمن العام ويطلب منهم إنزال مخالفة بالسائق. وتبين في وقت لاحق، بحسب الأمن العام، أن الشرطي الذي حرر المخالفة بحق سائق الحافلة تسرع في ذلك، موضحة أنه بعد سؤال الركاب تبين أن السائق لم يخالف القوانين والأنظمة. ولا حقًا نشر الملك عبد الله الثاني تغريدة على "تويتر"، بعد إصداره مرسوما ملكيا بإقالة المستشار، قال فيها "ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز". أما في لبنان فيضرب موظف على يد عميد في قوى الأمن الداخل، وحجته أنه مسك برجله ليقول له أنه لم يقبض راتبه منذ أربعة اشهر وأطفاله مهدّدون بالجوع والتشرّد في الشارع. تلقى هذا الموظف الذي لا حول له ولا قوة صفعة على وجهه لأنه تجرّأ على التعبير عن ألمه وعن قلقه من المستقبل المجهول، ولأنه نزل إلى الشارع ليطلق صرخة من القلب وليقول للجميع أن أطفاله يموتون من الجوع. هذا هو ذنبه، وهو الذي يخاطر بحياته من أجل تصليح الأعطال على شبكة الكهرباء ويعرّض حياته للخطر في كل مرة "يتعمشق" على عامود كهرباء ويتعامل مع توتر عالٍ محفوف بالمخاطر. وبدلًا من أن يُحاسب هذا العميد ويقال من وظيفته ويحّول إلى القضاء صدرت مواقف تبريرية تضع اللوم على هذا الموظف الذي ردّ على الصفعة بالقول: "أمرك سيدنا". ما بين الحادثين فرق شاسع. هناك من يحكم بالعدل. وهنا من يتدخل في عمل المحاكم العدلية. هناك يُقال مستشار من وظيفته لأنه أستغل هذه الوظيفة إستنسابيًا. وهنا يصفع موظف يعبّر عن وجعه ويتظاهر مطالبًا بحقه فيتلقى اللوم. "ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز". عبرة لمن اعتبر.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك