Advertisement

مقالات لبنان24

"The Voice Kids" في الغوطة الشرقية.. من يسمع؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
21-02-2018 | 04:56
A-
A+
Doc-P-441562-6367056359608515811280x960.jpg
Doc-P-441562-6367056359608515811280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حتى الأمم المتحدة عجزت عن توصيف المحرقة التي تُرتكب ضد المستشفيات والمنشآت المدنية في الغوطة الشرقية المُحاصرة منذ العام 2013 بما فيها من مئات آلاف المدنيين المنتشرين في قرى ومدن هذه المنطقة القريبة من دمشق، حيث تحصد طائرات النظام والصواريخ الارتجاجية "الأطفال وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم" في "خسائر بشرية ضخمة" حسب بيان مقتضب لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). واشنطن ومعها كل المجتمع الدولي لم يتعبوا من الإعراب عن "قلقهم العميق" إزاء ما يجري في الغوطة وكل سوريا!! لا جديد. قبل الغوطة كانت حلب والحسكة ودير الزور وحمص والرقة، وكذلك مضايا والزبداني والغوطة والقصير وكفريا والفوعة، ومع كل مجزرة وجريمة كانت التحذيرات والإدانات الدولية تتوالى.. لكن لا شيء تغير، ولم يغير الحقد والإجرام من نهجه شيئاً. وحده صوت هذا الطفل (الصورة من الغوطة الشرقية) وملامحه البريئة، وصوته المبحوح في أغلب الظن، يعكس حقيقة المشهد. هو الخارج من تحت الركام ومن بين أنياب الموت، صارخاً، مذهولاً، مصدوماً، ينظر في المجهول ويصرخ بوجه اللاشيء. هو الوجهُ المتعبُ البريءُ الملطخ بآثار حرب لم يخترها لكنها أصرت على اغتيال طفولته. هو وجه يعكس وجع سوريا وأهلها وأطفالها، ويعكس حقيقة الجرائم المفزعة المستمرة ضدّ المدنيين منذ سبع سنوات. ومثله، وهو مجهول الاسم، كثيرون جداً لم توثق عدسة الكاميرا مآسيهم فضاعوا تحت الركام. لو شارك هذا الطفل في برنامج "The Voice Kids" لسمع العالم صوته وعرف اسمه، لكن "مسرحه" لا يشترط عمراً، ولا إعلاناً لاسم أو هواية.. أمام الجزار كل تلك تفاصيل هامشية.. هناك لا صوت يعلو على المأساة وهول الجريمة. هناك سبقنا نزار قباني مخاطباً هذا الطفل ومن سبقه ومن سيأتي بعده في العالم العربي المعذّب: ... هذا هو التاريخ، يا صديقتي، فنحن منذ قرون سائرون في جنازة.. *** ونحن، من يوم تخاصمنا على البلدان.. موتى، ولكن ما لهم جنازة !! *** لا تثقي بما روى التاريخ يا صديقتي، فنصفه هلوسة، ونصفه خطابة.. أطفالُنا ليسَ لهمْ طفولةٌ، سماؤنا ليسَ بها سَحَابَهْ. (أ. ز)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك