Advertisement

مقالات لبنان24

"طوني سليمان فرنجية"... هذا الشّبلُ من ذاك الأسد!!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
23-02-2018 | 00:57
A-
A+
Doc-P-442382-6367056365208779421280x960.jpg
Doc-P-442382-6367056365208779421280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن تخلّي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن مقعده النيابي سوى تمهيداً لتوريث الزعامة "للبيك الزغير"، هذا اللقب الذي حمله ابن فرنجية البكر منذ طفولته حيث كان "فتى بنشعي المدلل" المنحدر من جذور عائلة سياسية عريقة والذي تأثر بالعمل السياسي خلال سنوات دراسته الجامعية حيث استطاع من خلالها اكتساب صداقات واسعة عزّزت حضوره وزادت من شعبيته وفتحت بوابةً من الأمل لدى جيل الشباب. وقد استطاع "طوني فرنجية" في السنوات الاخيرة أن يجتاز حواجز "الألقاب" فاندفع بتواضعٍ نحو أهالي زغرتا يشاركهم جلساتهم ونكاتهم واحتفالاتهم مرتكزاً على دعم والده "بيك زغرتا" الذي حرص دوماً على أن ينخرط طوني بأبناء منطقته الأمر الذي شكّل له حالة شعبية كبيرة وجعله محاطاً بمحبة الجميع. على مدى ايام ترقّب اللبنانيون الإطلالة الأولى لطوني سليمان فرنجية هذا الشاب الذي نشط مؤخرا سياسياً واجتماعيا على طول الخط الممتد بين زغرتا والكورة والبترون وصولاً الى بشرّي لتقديم نفسه على أنه مرشّح تيار المردة عن المقعد النيابي الذي يشغله والده "سليمان فرنجية". هذا الترقّب لم يأتِ من فراغ، إذ أن للّبنانيين تجربة مريرة مع "الوراثة السياسية" الأمر الذي وضع "البيك الزغير" أمام امتحان جماهيري علّه يثبت أنه "زعيم" ويكسر الصورة النمطية عن البيوت السياسية التقليدية التي اعتادت أن تُسقط ابن الزعيم "بالباراشوت" على اللبنانيين الذين ورغم امتعاضهم سرعان ما يرضخون للأمر الواقع "كرامة عيون" الزعيم. وعلى السوشيل ميديا، اجتاح هاشتاغ #طلّة_مارد ليحقق المراتب الأولى مع انطلاقة حلقة برنامج "كلام الناس" والذي انقسم حوله اللبنانيون بين من اعتبر أنّ هذه الإطلالة تمثّل فعلاً "طلة المارد" لشاب مثقّفٍ وطموح وبين آخرين، الذين بدوا بغالبيتهم من جمهور التيار الوطني الحر، ممن اعتبروا أن هذه الحلقة معدّة سابقاً وقد جرى التحضير لها جيداً لإظهار "فرخ البطّ" على أنه "عوّام". وعلى الرغم من أنّ مواقف "طوني فرنجية" لم تكن هجومية، حيث شدّد خلال مقابلته على فصل العلاقات الشخصية والعائلية عن المواقف السياسية، إلا أن الحملة الالكترونية التي شُنّت ضدّه، قد ارتكزت على "الوراثة السياسية" لضرب طموحات "فرنجية" بالوصول، حملةٌ منظّمة بدت كالنشاز بين التناغم الشعبي الكبير الذي حصده الأخير من تغريدات المناصرين والناشطين على موقع تويتر، ورغم أنّ الهجمات المضادة كانت هزيلة الا أنها عبّرت عن مدى تأزّم العلاقة بين تيار المردة والتيار الوطني الحر وخصوصاً بعد رفض "فرنجية" اعتبار الرئيس ميشال عون "بيّ الكل" معلّلاً ذلك بأن "من يريد ان يكون بيّ الكل عليه النظر الى الشباب الذين يهاجرون من البلد ولا يجدوا فرصة عمل" مؤكّداً على محبّته لفخامة الرئيس متحفّظاً على بعض "الممارسات التي تحصل اليوم"! "الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس سعد الحريري، الوزير فيصل كرامي، الرئيس عصام فارس، وغيرها من الأسماء التي طُرحت على طاولة الحوار مع "فرنجية" في السؤال عن طبيعة العلاقة بينها وبين "تيار المردة"، أسماء كبيرة جدا نسبة الى عمر "الفتى الزعيم" وخبرته السياسية والذي تمكّن بديبلوماسية فائقة من الحفاظ على حدّ كبير من الاحترام والمودة تجاه هذه الشخصيات مقسّماً الأدوار بين حليف وصديق بحيث رفض البوح بإسم مرشّح "تيار المردة" لرئاسة الحكومة نظراً للعلاقة الوديّة التي تربطهم بالرئيس سعد الحريري إضافة الى مراعاة التحالف الوثيق الذي يجمع الوزير فرنجية بالرئيس ميقاتي، وفي الحديث عن التحالفات السياسية، تطرّق مارسيل غانم الى الهجوم الذي يشنّه بعض حلفاء "تيار المردة" على حزب الله والنظام السوري، ملمّحاً الى الوزير بطرس حرب، فقد استطاع "فرنجية" التفلّت من الإحراج الذي تعمّد "غانم" ربّما إيقاعه فيه، معتبرا أن هذه التحالفات ما هي الا ودّ مصحوب بمصالح انتخابية وليست سياسية وهدفها خدمة مصلحة البلد. "شهادتي مجروحة بالرئيس برّي، وموقفنا من حزب الله غير مسعّر" بهذه العبارات نسف "طوني فرنجية" كل الإشاعات التي طالت العلاقة بين "المردة وحزب الله" وخصوصا بعد التحالف بين الحزب والتيار الوطني الحر الذي وقف عائقاً أمام وصول "فرنجية" الأب الى رئاسة الجمهورية، لكنّ "طوني" اعتبر أن "التحالف ما بين القوات والوطني الحر هو من شكّل حجر عثرة في طريق والده نحو الرئاسة مؤكدا على أن الرئاسة ظرفية والطريق طويل". إذاً فإن الأمل ما زال قائماً، إن لم نقل الوعود، حيث يؤكد مقرّبون من آل فرنجية أن "الوريث الصغير" يتحدث عن المستقبل الرئاسي لوالده همساً في مجالسه الخاصة، وبأن "العين على بعبدا" لم تزل مفتوحة. ومن جهة أخرى، فقد أطلق "فرنجية" نيرانه على "العهد القوي" معتبراً أن الشعارات كانت أكبر من الواقع إذ أن التطبيق لم يحمل معه سوى "المحسوبيات والمحاصصات والملاحقات القانونية" وأشار الى أن الإصلاح يبدأ أولاً بوقف الهدر، مشيراً الى أن ملفّ "البواخر" هو فضيحة كبرى و"بحصة" عالقة في حنجرة "المردة" ولكن الوقت غير مناسب "ليبقها"، مشيراً الى مواقف الوزير "جبران باسيل" الأخيرة التي اعتبر أنها "متقلبة وغير مفهومة" لافتاً الى أن التجربة مع الأخير لم تكن ناجحة. وأمّا عن العلاقة مع "القوات" فقد أكّد "فرنجية" أن الصفحة مفتوحة الا أن لقاء معراب ليس مطروحاً الآن. مما لا شكّ فيه أن "البيك الزغير" قد قدم صورة مغايرة عن تلك التي انطبعت في أذهان اللبنانيين عن "ابن الزعيم" الذي غالباً ما يختبىء تحت عباءة والده فيظهر "ركيكا" عاجزاً يفتقر الى الخبرة والحنكة السياسية، ورغم أن حظوظ "طوني فرنجية" جعلته متميزاً عن سواه من الشباب الطامح، نظراً الى أنه إبن "الزعيم الزغرتاوي" الا أنّ ذلك لا ينفي أبدا أن هذا الشاب الواعد استطاع أن يكسر تلك المعادلة الظالمة فظهر بمظهر "الفتى" الذي تدرّج لأعوام طويلة في "زواريب" السياسة، وانتفض على مرارة الواقع والتحق في صفوف الشباب المناضل رافعاً راية همومهم مطالباً بضرورة تأمين فرص عمل لهم ورافضاً للمشاكل الحياتية التي باتت عبءً على كاهل اللبنانيين. هذا الشبل من ذاك الأسد"، عبر هذه المقولة يدخل "طوني سليمان فرنجية" من بوابة الحياة السياسية مطهَّراً من الأحقاد مصافحاً بيدٍ ممدودة للجميع، آملاً أن يتحقق الحلم الكبير بنقل لبنان من حقبة التبعية والفساد الى حقبة الإصلاح والكفاءات. " نفتخر بالغفران والمسامحة في بيتنا السياسي"، رسالة وجّهها "فرنجية" الى من كانوا يوما أعداء الماضي، وربّما حملها نحو الحاضر و"المستقبل" مؤكدا على أنه مقتنع تماما بخيارات والده السياسية مؤمناً بأنّ "الصداقات تخدم البلد" هو حتماً ليس بقدّيس ولكنّه ببساطة "فرخ" مارد!!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك