Advertisement

مقالات لبنان24

"أنقرة" تتحضّر لمواجهة موسكو وطهران؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
23-02-2018 | 00:48
A-
A+
Doc-P-442397-6367056365272640611280x960.jpg
Doc-P-442397-6367056365272640611280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مساحة اعلامية واسعة حجزها خبر "عفرين" السورية مؤخراً مصحوباً بكمٍّ من القراءات والتحليلات المتناقضة، عكسها التضارب في التصريحات والمعطيات التي غطت احداثها، في ظل حراك دبلوماسي لافت للقوى المسيّرة للمسار السوري، فاذا بها توقع الستار عن عورات العلاقات والتنسيق بين الدول التي من المفترض انها متفقة على ثوابت وجه سوريا المستقبلي، فبدا المشهد أشد تعقيدا، يسوده اشتراكات في المصالح فيما بينها وايضا بينها وبين مصالح الدول المعارضة لها. وبالعودة لابرز الاحداث التي شهدتها منطقة "عفرين" انطلاقا من الحديث عن حصول اتفاق بين النظام السوري ووحدة حماية الشعب الكردية، يقضي بدخول القوات التابعة للنظام السوري اليها حماية للامن الذاتي الكردي من الهجوم التركي، تبعه ترحيب تركي لم تصل فرحته مسامع النظام السوري حتى عدلت انقرة عنه بطرح شرط يقضي بعدم حماية النظام السوري لوحدات حماية الشعب الكردية، والا لن يستطع احد ايقاقها، تلا ذلك الحديث عن عدم صحة خبر توقيع اي اتفاق بين النظام السوري ووحدة الشعب الكردية برعاية روسية، وانما ما جرى هو دعوة وحدة الشعب للنظام السوري للقيام بمسؤولياته والعمل على حماية منطقة عفرين واهلها، لينتهي الامر مؤخرا بوصول "قوات شعبية" سورية الى منطقة عفرين بديلة للنظام السوري في حين ذهبت بعض المعطيات على انها قوات تابعة النظام السوري. سيناريو الاحداث هذا، لاشك انه سيؤسس لمرحلة جديدة في المواجهة ليست بين القوات التركية والنظام السورية كما دل عليها ظاهر التصاريح النارية للاعب التركي، كما ليس للميدان العسكري كلمة حاسمة فيها، وانما الكلمة فيها ستكون للميدان الدبلوماسي حيث لعبة "اظهار القوة" ستكون على الطاولة والا "كل ما يقال سيبقى في اطار الهزل" على حد قول وزير الخارجية الاميركي السابق "هنري كيسنجر"، ويبدو ان منطقة عفرين ستشكل صفارة الانطلاق لبدء عرض العضلات الدبلوماسية، ودلالات ذلك يمكن قراءتها من خلال المواقف الروسية الاخيرة في فتح اجوائها اما الطائرات التركية واستجابتها للاتصال التركي بوقف دخول النظام السوري الى منطقة عفرين وفقا لما صرح به مؤخرا الرئيس التركي"رجب طيب اردوغان" معبرة في الوقت عينه عن قلقها من الاحداث الدائرة في عفرين والضرورة للحوار بين الاطراف مبقية في آن العين على تركيا لاستدراجها للتفاوض مع النظام السوري بحجة ايجاد حل يضمن حماية امنها من اي خطر كردي مستقبلي قاذفة بواشنطن خارج الحوار باتهامها استخدام المشكلة الكردية لخلق فوضى في سوريا وصولا الى تقسيمها. في المقلب اللآخر، تقف ايران خلف الستار محركة ادواتها تسللا وهذا ما تحدثت عنه المعطيات عن ان القوات الشعبية التي دخلت مؤخرا عفرين تمت بضغط ايراني وباوامر من الحرس الثوري وهي تتالف من لواء "القدس الفلسطيني" و"درع الزهراء" وغيرها، وكان أول من اعلن عن دخولها بوصفها "قوة مقربة من الاسد" هو الجهاز الاعلامي التابع لحزب الله هذا بالاضافة الى ما نقلته احدى المصادر عن تنبيه ايراني للاعب التركي من محاولة استدراج له في فخ عفرين غامزة من القناة الروسية محاولة انتزاعه منها لضمه الى صفها بقصد ضرب العصفورين الروسي والاميركي بحجر واحد. هذا بالاضافة الى تحدث المصادرعن مفاوضات سرية جرت بين ايران والاكراد قبيل انطلاق العمليات في عفرين، اشتمت انقرة رائحتها فكان بنتيجته تحذير تركي لايران من استخدام الاكراد كأداة للضغط والابتزاز في مواجهتها. اذا، يبدو ان حلبة المواجهة الدبلوماسية ستفتتحها تركيا بنبض قوي متكلة في ذلك على عدد لابأس به من الاوراق القوية في جعبتها بدءا من الحاجة الروسية للحفاظ على علاقة وطيدة معها سيما وان انقرة تشكل ثاني اكبر مستورد للغاز الطبيعي من روسيا، وصولا الى أهمية قاعدة انجرليك الجوية التركية لواشطن والتي تحتفظ فيها بقنابل نووية، الى دور تركيا في الحلف الاطلسي ومصالح كل من ورسيا وواشنطن وايران في تجييره لما يخدم نفوذها في المنطقة. (ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك