Advertisement

مقالات لبنان24

ما كان ناقصو إلاّ "يقوصني"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
25-02-2018 | 01:34
A-
A+
Doc-P-443106-6367056370726964421280x960.jpg
Doc-P-443106-6367056370726964421280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لو كان في حوزته مسدس أو رشاش لكان رماني بكمّ رصاصة وجعلني بلحظات من عداد المرحومين. القصة بدأت عندما "كسر" عليّ بسيارته بسرعة جنونية وكأنه في سباق "الفورميلا"، وكاد يتسبب بحادث "مطنطن" لولا العناية الالهية، ولولا إنتباهي في آخر لحظة وحرفت السيارة خارج الطريق. "خطيتي" المميتة أنني أومأت برأسي كتعبير عن إشمئزازي من الطريقة المتهورة التي يقود بها. وكان في عندو عقل وطار. نزل من سيارته وبدأ يكيل لي كل أنواع الشتائم، التي لم توفرّ لا أمي، رحمها الله، ولا أختي ولا عرضي، حتى أنه همّ علي مهدّدا ومتوعدًا ولولا تدّخل من صودف مرورهم في تلك اللحظة، وهم شهود أحياء عن طريقة قيادته المجنونة وعن تصرفاته معي، وأمسكوا به وأعادوه إلى السيارة لكنت "اكلت" نصيبي كمّ كفّ وكمّ لبطة على "الماشي". "قال هزّ براسو أخو(...)مش عاجبو. بعض ناقص. مش عارف مع مين علقان". كلام من هذا العيار كنت أسمعه وأنا أردّد في نفسي "الله يطولك يا هالروح"، لأن "رفالات" الإهانات والشتائم التي نزلت على رأسي متل الشتي كانت تحتاج إلى نعمة الصبر وطولة البال وعدم فقدان أعصابي وخروجي عن طوعي. الله ستر وأنقضت القصة بهذا الوابل من زخات الشتائم ولم تتطور الأمور مع أخينا إلى أكثر من هيك. فلو كان يملك سلاحاً، وهو عادة في يد (...) بيجرح لكانت عائلتي تتقبل الآن التعازي وتسمع كل التعابير التي تعني كل شيء ولا تعني شيئًا في الوقت نفسه، وأصبح من دون إسم ومجرد مرحوم. الله لطف واقتصرت الأضرار على القصف الكلامي العشوائي، ولم تتطور الأمور إلى فتح جبهات قتالية الخاسر فيها معروف بالطبع، وهو من هم أمثالي الذين لا يزالون يصدّقون أن "الأوادم" تحميهم الدولة، التي غالبًا ما تكون غائبة عندما تحتاج إليها، وإن حضرت تقف إلى جانب الجلاد وتدين الضحية. إنها شريعة الغابة بكل مقاييسها ومفاهيمها والفوضى التي تتحكم بها. هذه الحادثة ( TRUE STORY) هي واحدة من مئات الحوادث التي تحدث كل يوم على طرقات الموت وفي شوارع الذل في بلد الحضارة وإشعاع والنور، وزيد عليهم مؤخرًا "التغيير والإصلاح"، لأن بعض الرعاع وشذاذ الآفاق لا يتحمّلون مجرد هزة رأس أو إشارة إستغراب من اليدين أو حتى مسبّة على الخفيف، أو حتى إهانة الحيوانات حين نصف هذا النوع من البشر بأحدها، وغالبًا ما يقع الخيار على الحمار المسكين الذي يتحمّل منا إهانات عَ مدّ عينك والنظر. يا أيتها الدولة المحترمة لا نطلب منك الكثير. ما نطلبه بكل بساطة أت "تضبي" "الزعران" عن الطرقات قبل أن تنقرض فئة "الأوادم" من الأسواق اللبنانية وقبل نفاذ الكمية القليلة المتبقية وقبل أن يصبحوا في قائمة "المراحيم". تشبوحتو لموريو*. * تعبير يستعمل في الجناز الماروني باللغة السريانية.
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك