Advertisement

مقالات لبنان24

من ذهبية إلى خشبية.. فورقية.. هكذا سيردّ "حزب الله" على جعجع!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-03-2018 | 03:33
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" شكَلت على مدى سنوات إشكالية بين 14 و8 آذار، وكانت تفرض نفسها مادة خلافية عند تشكيل الحكومات، وبخاصة لجهة تضمين بياناتها الوزارية ما يشبه هذه المعادلة بصيغ متقاربة، وذلك حرصًا من الجميع على الحفاظ على الحدّ الادنى من الإستقرار الداخلي والحؤول دون الدخول في سجالات عقيمة على مستوى الإستراتيجية الدفاعية، التي لم تؤدِ جلسات الحوار الوطني، سواء في القصر الجمهوري أو في عين التينة، إلى رسم حتى خطوطها العريضة، فكانت حرب تموز 2006 ، مع ما حملته من نوايا عدوانية تجاه لبنان من قبل إسرائيل التي لم تخف يومًا ما تخطّط له لإبقاء الوضع الداخلي على تأزّمه وعدم تحقيق ما يمكّن لبنان من الإنتقال من حال اللإستقرار إلى حال أفضل نسبيًا، اقله على المستوى الإقتصادي. ولعل ما كُشف مؤخرًا عن إدّعاء إسرائيل بحقها من حصة لبنان من الغاز والنفط في البقعة البحرية رقم ليس 9 سوى إمعانٍ منها في الإستمرار في السياسة الإستنزافية التي تمارسها ضد لبنان منذ أن كانت الأزمة الوجودية بينهما، وكان لبنان السبّاق دائمًا في المحافل الدولية والعربية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وقد دفع ثمن مواقفه هذه ما لم يدفعه غيره. ومناسبة الحديث عن "المعادلة الذهبية" ما وصف به رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع هذه المعادلة، والتي أطلق عليها تسمية "المعادلة الورقية"، بعدما كان سبقه إلى ذلك الرئيس ميشال سليمان في نهاية ولايته عندما وصفها بـ"الخشبية". وفي رأي بعض المحللين أن موقف جعجع الجديد، وإن لم يكن يترك مناسبة إلاّ ويوجه أصابع الإتهام إلى "حزب الله" بإعتباره المعرقل الأول والأخير لقيام الدولة وحصر السلاح الدفاعي عن لبنان بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية دون غيرها، تمليه بعض المعطيات الإقليمية ودخول عناصر جديدة على خطّ أزمة المنطقة على أثر إقالة الرئيس الأميركي لوزير خارجيته السابق على خلفية خلافه معه على الملف النووي الإيراني، وتعيين رئيس جهاز الـ "سي أي أي" السابق مكانه، خصوصًا أنه يُعتبر من أشدّ المناوئين للنظام الإيراني، فضلًا عما لديه من صداقات مع عدد من اللبنانيين، وهذا يعني أن المنطقة، ومن ضمنها لبنان، مقبلة على تطورات جديدة، خصوصًا بعد إحتدام الصراع بين واشنطن وموسكو حول الوضع السوري. ويتوقع كثيرون من المراقبين أن يكون ردّ "حزب الله" على جعجع مدروسًا ومحكمًا، تمامًا كما كان ردّه على الرئيس سليمان، ولكن مع فارق في التوقيت والظروف، خصوصًا أنه لم يكن قد أنخرط في الحرب السورية بهذا الشكل الفاعل، وهو ما جعله في قلب المعادلات الإقلمية لأزمة المنطقة. وفي إعتقاد هؤلاء أن الردّ المباشر على جعجع سيكون في الميدان الإنتخابي هذه المرّة، حيث سيضع "حزب الله" كل ثقله في هذه المعركة، حيث له تأثير على نتائجها في المناطق التي لـ"القوات اللبنانية" مرشح فيها كدائرة بعلبك – الهرمل، وهو سيسعى بكل ما لديه من إمكانات تجييش لإسقاط مرشح "القوات" أنطوان حبشي، حتى ولو إضطّر إلى "التضحية" بالمقعد السني. وكذلك سيفتح الحزب النار على مرشح "القوات" في جبيل من خلال تجيير أصوات شيعة جبيل، بعدما ضمنَ وقوف العائلات إلى جانب مرشحه الشيخ حسين زعيتر، لدعم لائحة "التيار الوطني الحر"، على رغم الخلاف بينهما على خلفية رفض "التيار" فرض ترشيح زعيتر بهذه "الطريقة الإستعلائية"، كما وصفها الوزير جبران باسيل. فما بين "الذهبية" و"الخشبية" و"الورقية" مساحة من الزمن تبدأ مفاعيل المواجهة بوجهيها الدولي والإقليمي بعد شهر ونصف من الآن وستأخذ شكلًا مغايرًا على الساحة اللبنانية بدءًا من 7 أيار 2018، وهو للمصادفة يأتي بعد عشر سنوات من 7 أيار 2008.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك