Advertisement

لبنان

الطفل "مهنّد" جثّة في برميل والقاتل في مغارة

سمر يموت

|
Lebanon 24
16-03-2018 | 03:55
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان "مهنّد" يبلغ من العمر أحد عشر عاما، طفلا مفعما بالحياة والآمال. كان الصبيّ يحلم بمستقبل زاهر وينتظر بلوغه سنّ الرشد كي ينخرط في السلك العسكري. لكنّ حلمه الكبير دُفِن مع جسده الصغير في يومٍ مشؤوم قرّر فيه الجار الإنقضاض على براءته. كان "محمود.ك" ابن الـ 27 عاماً، صاحب سيرة سيّئة ومن أصحاب السوابق، يتحيّن الفرصة لتحقيق مبتغاه ويخطّط له. الى أن أتى يوم 29 تشرين الثاني الماضي. كانت الساعة الثامنة صباحاً حين شاهد "محمود" بعد عودته من عمله في ملهى ليلي في محلّة جونية، جاره الصغير "مهنّد.خ" متوقّفاً بالقرب من إحدى الفيلات في محلّة العبدة-عكّار. كانت علامات الغضب مستشرية في نفس الموظّف المطرود من عمله في تلك الليلة. ولتنفيذ مأربه طلب من جاره الصغير أن يساعده في حمل صندوق تفاح بحجّة أن يده مجروحة ومشطوبة في أماكن عدّة. صدّق الطفل البريء مزاعم الجار، ورافق الأخير الى داخل بستان مجاور. هناك استفسر من "محمود" أين صندوق التفّاح، فأجابه:"لا يوجد صندوق تفّاح". استغرب القاصر الجواب وهو الذي كان يرغب بالمساعدة، فاستدار محاولاً العودة الى منزله، لكنّ "محمود" أمسكه محاولا التحرّش به، وعرض عليه مبلغ خمسين ألف ليرة كي يقبل، لكنّ "مهنّد" رفض قطعياً الأمر وقال له :"ما بدّي أعمل هيك بدّي فوت عالجيش بس إكبر". لم تحرّك براءة "العسكري الصغير" ساكناً في إيقاظ ضمير الجار من "شهوته الحيوانيّة"، بل استشاط غضباً والتقط غصن شجرة مرمياً على الأرض، هدّد به الطفل المذعور بأنّه سيضربه به. امتثل الأخير لطلب المدعي الذي راح يرتكب أفعالاً منافية للحشمة مع القاصر من دون حصول مجامعة. ما أن انتهى المُرتكب من فعله حتى هدّده القاصر بإخبار أهله بما حصل معه، فثارت ثائرة المعتدي وراح يضرب الفتى بغصن الشجرة الكبير على رأسه مرّات عدّة حتى فارق الحياة. جسّ الجاني رقبة الصغير وعندما تأكّد من موته، حمله ووضعه في برميل من المياه مجاور في المكان، يُستعمل عادة لري المزروعات. كان القاصر يرتدي كنزة حمراء اللون وسروالاً كحليّاً وحذاءً أبيض وأسود. وبعد العثور على الجثّة تبيّن أن رأس القاصر كان الى الناحية السفليّة من البرميل ورجليه صعوداً وأنّ الجاني وضع فوقه حجراً من الإسمنت يستعمل عادة لتدعيم الأشجار وفوق الحجر أوراق أشجارٍ ميتة، فيما وُجد الغصن المستعمل في الجريمة قرب البرميل. اثر اختفاء القاصر تمّت مراجعة كاميرات المراقبة التي أظهرت تجوّل المدعى عليه "محمود" في المكان بشكلٍ مُريب. تمّ توقيف الأخير، اعترف بما أُسند اليه، فيما أفادت تقارير الأطباء الشرعيين أنّ سبب الوفاة هو تحطّم واسع من الناحية اليسرى والخلفيّة للرأس ناتج عن الضرب بآلة حادّة. هذا وقد اختبأ الجاني بعد ارتكابه الجرم في مغارة مجاورة لمنزله لمدّة ثلاثة أيّام، وقد أخفى الثياب التي كان يرتديها يوم الجريمة في كيس وضعه في حفرة مجاورة لمنزله، تمّ ضبطها واجراء الفحص المخبري اللازم عليها. وبيّنت التحقيقات أنّ القاتل أوقف في السابق بتهمة محاولة قتل شخص سوري يدعى "عمر". قاضي التحقيق الأوّل في الشمال سمرندا نصّار التي تولّت التحقيق في القضية، أصدرت قرارها الظني بحق المدعى عليه "محمود.ك" وطلبت انزال عقوبة الإعدام بحق الجاني سنداً للمادة 549 من قانون العقوبات بعدما ظنّت به بقتل المغدور "مهنّد.خ" عمداً بعد ممارسة أفعال منافية للحشمة معه وإحالته للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك