حرب مباشرة بين أميركا وروسيا.. واحتمال جدّي بقصف دمشق

تنذر التطورات في سوريا بمرحلة عصيبة في ضوء اﻻشتباك اﻻقليمي الدولي. فخروج النازحين من مناطق الغوطة الشرقية لا يعد، وفق المتابعين، انفراج أزمة النازحين بقدر ما هو إنتقال جبهات المواجهة نحو مناطق اخرى ما يساهم حقيقية بإستمرار التراجيديا السورية بانماط مختلفة . كل هذا يجري في ظل تدخل عسكري مباشر متعدد اﻻطراف يجعل من سوريا دولة مقطعة اﻻوصال جغرافياً و سياسيا. فحسب التقديرات اﻻولية تنصرف الولايات المتحدة اﻻميركية نحواﻻعداد جديا لفتح جبهة الجنوب كتعويض عن خسارة الغوطة الشرقية وإبقاء حدة التوتر على العاصمة دمشق. فقد ذكرت سلسلة تقارير أمنية عن حشود عسكرية معارضة عند اوتوستراد درعا وخربة غزالة تحضيراً لهجوم يطال جنوب العاصمة ويجعلها في مرمى صواريخ المعارضة . فالتدخل اﻻميركي المباشر يهدف حقيقة إلى تحصين "التنف" كقاعدة اميركية ثابتة في سوريا بات يضم نحو 300 خبير امني اميركي جرى استقدامهم من العراق لمتابعة الوضع في سوريا، يضاف الى احتمالات حصول ضربات جوية تطال أهدافا في عمق العاصمة السورية ما يعتبر تحديا مباشرا لروسيا مما قد يساهم في ولادة صراع مباشر بين القطبين العالميين على اﻻراض السورية . في المقابل يتفرغ الجانب التركي لاسقاط مدينة عفرين بأي ثمن، بعدما تحدثت معلومات عن مفاوضات غير مباشرة يجريها اﻻتراك مع النظام السوري بطريقة غير مباشرة تهدف إلى دخول الجيش السوري مدينتي نبل والزهراء لقطع الطريق على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي . أردوغان ينسج تحالفاته في سوريا وفق مصالح بلاده التي باتت أقرب ﻻيران وبمواجهة مباشرة مع أميركا التي تدعم نفوذ اﻻكراد القائم على مناطق غنية بحقول النفط و الغاز، لذلك يسعى الجيش التركي إلى تأمين شريط في الشمال السوري يقف عائقا أمام قيام الحكم الذاتي الكردي . المفارقة اﻻساسية بعد 7 سنوات من إندلاع اﻻزمة في سوريا تكمن في إنقلاب المواقف وتبدل التحالفات بين الدول المعنية وفق المصالح واﻻطماع وسط إستمرار مأساة إنسانية مرشحة من جديد للتفاقم .