Advertisement

أخبار عاجلة

الكذب ملح الرجال!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
01-04-2015 | 02:23
A-
A+
Doc-P-3117-6367052874514876841280x960.jpg
Doc-P-3117-6367052874514876841280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هل للكذب لون أو تاريخ؟ فالكذبة كذبة سواء أكانت بيضاء أم سوداء. والكذب كذب سواء أكان في الأوّل من نيسان أم في الأوّل من تشرين الثاني مثلاً. قد تكون كذبة الأول من نيسان، وهي نوع من الدعابة الطريفة، جائزة ولها ما يبررها في أيّ مكان إلّا في لبنان. إنّه البلد الوحيد الذي لا يحق لأبنائه أن يكذبوا في هذا اليوم بالذات، بل اقترح أن يكون يوماً للصدق وقول الحقيقة. يوم واحد في السنة يكفي لكي يكون اللبناني على غير طبيعته، وليس العكس. ما الفرق بين كذبة 1 نيسان وبين سائر أيّام السنة على المستوى اللبناني؟ ما كلو كذب بكذب! نعيش والكذب إلى جانبنا منذ اليوم الأوّل لولادتنا، حيث يدلل الصبي بصيغة المؤنث، وتُغنش الفتاة بصيغة المذكر. وهكذا ننمو وينمو الكذب والزعبرة وما يسمى "شطارة" معنا، فيصبح رفيقنا الدائم على مدار الأربع والعشرين ساعة في اليوم الواحد، وعلى امتداد 365 يوماً في السنة. ألم نتعلم أنّ الكذب هو ملح الرجال، وهو مثل أصبح من عاديات الأمور، بما يعني أنّ الذي لا يكذب ليس برجل. وهل هي صدفة أنّ معظم سياسيينا رجال؟ وهذا لا يعني أبداً أن النساء لا تكذب! وليس من قبيل المزحة أن نتبادل التهاني في مثل هذا اليوم، باعتباره عيداً للكذّابين. وكم واحد منّا يطفئ شمعة العيد في مثل هذا اليوم؟ يُحكى أنّ السلطة الفيدرالية في كندا اضطرت أن تغيّر الكثير من قوانينها وأنظمتها لكي تستطيع ان تكشف الآعيب اللبنانيين الذين وفدوا إليها في السنوات العشرين الأخيرة بكثرة، وهي لم تفهم في البداية لماذا "يتذاكى" اللبنانيون، وغالباً ما يقولون عكس ما يضمرون، حتى اكتشفت أنّ هذا الأمر هو جزء من ثقافتهم الشعبية. وعلى هذا الأساس صار التعامل معهم، بحيث أصبح كلّ لبناني في أرض الصقيع مرادفاً، بالنسبة إلى الكنديين، للكذب والغش. هكذا هو اللبناني أينما كان يعيش أيام السنة بساعاتها ودقائقها، وكأنّه في أوّل نيسان دائم.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك