Advertisement

صحافة أجنبية

«كامب ديفيد»: تطمينات للخليج.. مخارج لليمن وأسئلة سورية؟

Lebanon 24
28-04-2015 | 05:13
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والثلاثين بعد الثلاثمئة على التوالي. ولبنان لم يكن ولن يكون، برئيسه المقبل وتوازنات سلطته السياسية وتعييناته الأمنية، معزولا عن مصائر المنطقة ومساراتها. ولبنان يواجه فعليا حالة بطالة سياسية صارت مضرب مثل لا بل «غيرة» عند باقي الشعوب والدول. بلد يستمر بلا رئيس وبلا تشريع وبحكومة تصريف أعمال، حتى لو كانت مكتملة سياسيا. بلد يستمر برغم تناقضاته وأزماته الداخلية وبرغم الحرائق التي تلفحه من خارج حدوده وتترك تداعياتها على أرضه، خصوصا بكتلة مليونية من النازحين. بلد يتحاور فيه المختلفون حتى العظم ويتخاصم فيه بعض الحلفاء، وتتداخل فيه هواجس الأقليات والأكثريات والولاءات، إلى حد العجز عن إيجاد وصف أو تفسير لسر صموده بالحد الأدنى، برغم هشاشة تركيبته والتفاهمات التي تجري بين حين وآخر، وآخرها خطط الأمن المتنقلة من مكان الى آخر، ومواعيدها الجديدة ـ القديمة اليوم في العاصمة وضاحيتها الجنوبية. طال سفر اللبنانيين في رحلة انقساماتهم الآذارية، ولم يجدوا عنوانا أو بطلا يكسر اصطفافاتهم، وعندما كان اجتماعهم يوحدهم، بعنوان «سلسلة» أو لقمة نظيفة، كان هناك من يصر على إعادتهم إلى مربع طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وزواريبهم الضيقة. التبست الأمور عند اللبنانيين، حتى صار انكفاء معظمهم عن السياسة مظهرا عاديا، في انتظار من يلعب على وتر غرائزهم موسميا، فيتبدى «اللاعبون» أنفسهم على مسرح أزمة سياسية لا أفق لحلها في المدى المنظور. هي أزمة إقليمية وأكثر. كانت كذلك قبل محنة سوريا و «الربيع العربي»، وتفاقمت مع «عاصفة الحزم»، أو على الأصح مع رياح «التفاهم النووي». الكل يستشعر ملامح إقليم جديد. البعض انخرط في إستراتيجية جعلته يجلس على طاولة «الكبار»، والبعض الآخر، تردد وخاف فانكفأ، فشعر أن لا مكان له إلا على طاولة «الصغار»، فقرر تنفيذ «انقلاب» على طريقته. «العاصفة» ضد «التفاهم»! شهر ثان على «عاصفة الحزم»، ولا نهاية ميدانية لها، برغم الإعلان السعودي عن انتهائها و «تحقيق أهدافها كاملة»، لكن أن تتوقف «رسميا» وتستمر عمليا، يكون وقعها أفضل من أن تستمر «رسميا» وتصل الى حائط مسدود ميدانيا! هذه المعادلة لم تكن بعيدة عن عوامل غربية. فقد سعى الأميركيون لدى «المملكة» بالضغط والإغراءات، لثنيها عن المضي بالحرب، فانخرطوا لهذه الغاية بـ «العاصفة» وجاهروا بوقوفهم إلى جانب «دولها» وملأوا المسرح بأسلحتهم وطائراتهم وصواريخهم وبوارجهم الحربية، ولكنهم، حاولوا مقابل كل ذلك، توجيه رسالة سياسية واضحة: هذه العاصفة موجهة ضد الإدارة الأميركية وسعيها إلى توقيع اتفاق نووي مع إيران. بعثت واشنطن برسالة سياسية واضحة إلى طهران بضرورة ضبط النفس وتفادي استفزاز جيرانها الخليجيين. شرحت لهم أن السعوديين يشعرون بأنهم محاصرون من إيران شمالا(العراق) وشرقا (الخليج العربي أو «الفارسي» حسب الخرائط الدولية) وجنوبا (اليمن) كما أن أمنهم الاستراتيجي في البحر الأحمر(غربا) صار مهددا. لذلك، «المطلوب تهدئة قواعد اللعبة». استجاب الإيرانيون للطلب الأميركي، لكن السعوديين استخدموا في المقابل، خطابا غير مألوف مع الأميركيين، ربما شهدوا مثيلا له في اللقاء الذي جمع الملك السعودي الراحل عبدالله بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في نهاية العام 2013، والسبب هو استشعارهم أن مسار التفاهم مع إيران هو قرار استراتيجي اتخذته إدارة باراك أوباما لا عودة عنه. يردد أحد المتابعين أن السعودية تستشعر «الخطر الإيراني»، ولذلك، «قررت أن لا عودة إلى الوراء قبل لجم الاندفاعة الإيرانية في المنطقة». صحيح أن دول الخليج تتشارك بين بعضها البعض القراءة نفسها إزاء الدور الإيراني، لا بل ثمة دول إسلامية أخرى تشاركها القراءة ذاتها، غير أن أساليب المواجهة، كانت ولا تزال محور خلاف، وشكّل «دوز» الانخراط في «العاصفة»، أفضل ميزان للتعرف على مواقف هذه الدولة أو تلك، من دون إهمال البعد الأميركي وراء عدم حماسة الكثير من العواصم للخيار العسكري، وخصوصا الخيار البري، من دون إغفال اثر «الإغراءات» التي قدمها الإيرانيون لبعض العواصم والتي فرضت تحييدها، ناهيك عن اعتماد بعض الدول سياسة مزدوجة تقضي بالوقوف على «خاطر» المملكة وقيادتها الجديدة من جهة والمضي في خيارات متمايزة من جهة ثانية، وهذا الأمر يسري على الأردن ومصر، اذ يقول الإيرانيون إنهم يتمنون أن ينسحب ما يسمونه «شهر العسل الإيراني ـ الأردني» على علاقتهم بالمصريين.. قريبا! قمة كامب ديفيد.. أميركيا وسعوديا في «السياق النووي»، يمكن تفسير دخول العامل الإسرائيلي «إعلاميا» على خط جبهة القلمون تحديدا وتهليل بعض الفضائيات العربية لنتائج ما زال «حزب الله» يبحث عن حقيقتها الميدانية منذ أيام فلا يجد أنها تستدعي تعليقا صغيرا. الأمر نفسه يسري على تهدئة الميدان العراقي في انتظار تبلور معطى سني قادر على احتلال «الكادر» بدل «الحشد الشعبي» أو قائد «فيلق القدس». أما المعطيات السورية، فلا يمكن تجاهل حقائقها، خصوصا في ادلب وجسر الشغور، ولو أن النظام السوري يحيل ما جرى هناك إلى هدف تركيا الذي يبشر به أيضا بعض زوار واشنطن من اللبنانيين، إلا وهو إقامة منطقة حظر جوي في الشمال السوري (أو منطقة عازلة). ويتفق المتابعون على أن الشهرين المقبلين الفاصلين عن فرصة التفاهم النووي، سيشكلان فرصة لمنازلة إقليمية في العديد من الساحات المترابطة، وخصوصا سوريا واليمن والعراق، وأن الأسبوعين الآتيين سيشهدان اندفاعات أو انتكاسات ميدانية في هذه الساحة أو تلك، لمصلحة أحد المعسكرين السعودي والإيراني، وذلك، على خلفية تحضير المسرح الإقليمي لجلوس اللاعبين الأساسيين على الطاولة. ومن الواضح أن الأميركيين يعولون على موعد الثالث عشر والرابع عشر من أيار في كامب ديفيد، «فالرئيس الأميركي أراد بدعوته قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى هذا المنتجع الأميركي الشهير، محاولة إقناعهم بمنحه الضوء الأخضر للقيام بدور يبدد مخاوفهم ويوفر لهم الضمانات الأمنية اللازمة لمرحلة ما بعد التفاهم النووي النهائي، وبالتالي، سيطرح عليهم مجموعة أفكار تتجاوز هذا الملف، إلى محاولة تلمس استعدادات الخليجيين للحديث عن ملفات أخرى أبرزها اليمن، سوريا، العراق والصراع العربي الإسرائيلي» على حد تعبير أحد الديبلوماسيين العرب. دولة فلسطينية.. في مجلس الأمن ويقول الديبلوماسي نفسه إنه لا يمكن توقع أية نتائج حاسمة منذ الآن، وليس مستبعدا أن يجد الأميركيون أنفسهم أمام خطاب سعودي متشدد قد يؤدي إلى زيادة الموقف تعقيدا، خصوصا وأن الرياض تتصرف بوصفها مهزومة من خلال أي اتفاق أميركي ـ إيراني. الانطباع السائد في واشنطن أن ما تم انتزاعه من إيران لم يكن سهلا وأن اليمن يحتاج إلى مؤتمر تأسيسي إما يعقد في سلطنة عمان أو في دولة إسلامية أو عربية لم تتورط في النزاع اليمني، برعاية الأمم المتحدة، أما سوريا، فان ظروف التسوية فيها لم تنضج بعد ولن تنضج قبل سنة على الأقل، ولا شيء يحول دون مضي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بمهمة محاورة أطراف المعارضة والنظام في أيار المقبل، وذلك في موازاة تشجيع المصريين على لعب دور فاعل في الأزمة السورية، على أن تشكل القوة العربية المشتركة (رمزيا) باكورته الأولى، من خلال البحث عن دور لها في الفصل مستقبلا بين المتقاتلين على الأرض السورية. الانطباع الأهم في واشنطن أن ظروف أية تسوية فلسطينية ـ إسرائيلية «ستبقى متعذرة في ظل وجود بنيامين نتنياهو على رأس السلطة»، لذلك، يتجه الأميركيون إلى محاولة إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي قبل نهاية هذه السنة، ينص على إنشاء الدولة الفلسطينية وحدودها.. ويعطي الفلسطينيين سلاحا دوليا في مواجهة نتنياهو وما باتت تشكله سياساته من عبء على الإدارة الأميركية»، كما يردد مسؤولون في واشنطن أمام ضيوفهم العرب. تركيبة لبنان الأمنية.. ثابتة ماذا عن لبنان في واشنطن؟ الأساس هو الحفاظ على «ستاتيكو» الاستقرار السياسي والأمني. لا أفق لانتخابات رئاسية لبنانية قبل سنة أو سنتين على الأقل ولا انفكاك بين أية تسوية في سوريا على قاعدة «جنيف واحد» وبين مستقبل «التسوية» في لبنان. لا مسّ بالتركيبة الحكومية بقيادة تمام سلام. حماسة أميركية للمضي في خيار التصدي للإرهاب. تشجيع الحوار بين «حزب الله» و «المستقبل». التركيبة الأمنية في لبنان هي أحد العناصر الضامنة للاستقرار الأمني. يقود ذلك للاستنتاج أن لا مسّ بها وبالتالي يصبح التمديد لهذا القائد أو ذاك، أفضل من أي فراغ قيادي يمكن أن يهدد الاستقرار. حماسة الأميركيين للتركيبة الأمنية يوازيها «انبهار» واضح بالانجازات الأمنية التي تحققها المؤسسات العسكرية والأمنية.. وحتما سيشكل مشهد دوريات الجيش وقوى الأمن في قلب الضاحية الجنوبية، اليوم، عنصرا دافعا لتزكية التركيبة الأمنية وادارتها السياسية!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك