Advertisement

عربي-دولي

أنقرة - ليفكوشة: ومن الحب ما قتل

Lebanon 24
28-04-2015 | 09:51
A-
A+
Doc-P-7295-6367052893841599011280x960.jpg
Doc-P-7295-6367052893841599011280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص التركية ادت الى تحقيق مرشح اليسار المعارض مصطفى اقْنُجي فوزا ساحقا بنسبة أصوات بلغت 60.15% فيما حصل منافسه الرئيس الحالي درويش أر أوغلو على نسبة 39.62% من مجموع الأصوات المشاركة في الانتخابات . اقنجي المعروف عنه ليبراليته ودفاعه عن فكرة توحيد الجزيرة واستعداده للدخول في مفاوضات جادة وحاسمة مع القبارصة اليونان تعهّد بتركيز طاقته على كسر الجمود المستمر منذ عقود وتحقيق اتفاق إعادة توحيد الشعبين في هذه الجزيرة الصغيرة. خصوصا وانه قال كلاما اغضب انقرة في الأسابيع الاخيرة “نحن حققّنا التغيير، وسوف تركز سياستي على التوصّل إلى تسوية سلمية وهذا البلد لا يستطيع أن يتحمل إضاعة وقتٍ أكثر”. قابلها رد عاجل من الجانب القبرصي اليوناني لخصه القيادي اناستاسيادس " أن فوز اكينسي في الانتخابات هو تطورٌ يبعث الأمل لوطننا المشترك”. اقْنُجي الذي دعمه اليسار التركي رفع اولا في قبرص شعار " التغيير والحل في قبرص " اعلن انه سيعتمد سياسة مغايرة للسياسة التقليدية المعتمدة من قبل الحكومات السابقة في مناقشة ازمة الجزيرة وهو من المدافعين عن سياسة تغيير العلاقات بين تركيا وقبرص الشمالية من الوطن الام والوطن الابن الى سياسة الدولتين الشقيقتين كما ردد انه لن يقف في وجه تركيا لكنه سيتمسك بمواقفه السياسية وطروحاته هو في الحديث معها حول الملف القبرصي. المرشح الفائز مصطفى اقْنُجي لم يطالب تركيا هذه المرة باعادة «عائشة» (كلمة السر في بدء العمليات الحربية التي شنها الأتراك عام 1974) بإنهاء عطلتها التي مضى عليها سنوات طويلة والعودة إلى بلادها لكن تركيا تعرف تماما ان أقنجي، سيستمد قوته اولا من الصناديق بحصوله على 65 ألف صوتاً أي بنسبة 60.38 بالمئة ، في المقابل حصل منافسه الرئيس الحالي، درويش أر أوغلو على 42 ألف و520 صوت، أي بنسبة 39.62 بالمئة من مجموع الأصوات. واقنجي الذي سيقود قبرص الشمالية لمدة 5 سنوات مقبلة وعد ثانيا باطلاق صفحة جديدة من المحادثات مع قبرص اليونانية خلال 6 اشهر وايصال المفاوضات الى نقطة إيجابية خصوصا وانه من المدافعين عن وحدة الجزيرة مما قد يترك العلاقات مع انقرة امام ازمة تذكر بازمة السياسي القبرصي اليساري المخضرم محمد علي طلعت. هي ليست الازمة الاولى من نوعها بين انقرة ولفكوشة وهي لن تكون المرة الأولى التي يرفع فيها بعض مواطني قبرص التركية شعارات تطالب برحيل الجيش التركي أو يهتفون بانتقاد سياسات أنقرة حيال دولة شمال قبرص التركية التي لم يعترف بها دوليا سوى تركيا رغم مرور 33 عاما على إعلانها بسبب تحذيرات مجلس الأمن الدولي في هذا الاتجاه. اليسار القبرصي التركي نجح بالتعاون مع المعارضين لسياسة تركيا في جزيرة قبرص الشمالية مرة اخرى في إيصال مرشحه لانتخابات رئاسة لجمهورية الى السلطة وبفوز ساحق دفع درويش اوغلو اليميني القومي للاعلان انه سينسحب من العمل السياسي مبشرا هو الاخر باقتراب موعد الازمة الجديدة بين انقرة وليفكوشه . ومع ان بولنت ارينش الناطق الرسمي باسم حكومة العدالة والتنمية حاول تخفيف التوتر عندما اعلن ان حكومة داوود اوغلو تحترم آراء الرئيس الجديد الذي حصل على دعم غالبية شعبية كبيرة في الانتخابات فان اردوغان ابلغ اقْنُجي في اتصال التهنئة حتى ان علاقاتهما ستكون صعبة اذا ما استمر في مواقفه التي هو عليها اليوم . ومع ان داود أوغلو أكد لأكنجي أن برنامج حكومته يتضمن مواصلة تركيا مساهماتها البناءة بصفتها دولة ضامنة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم في جزيرة قبرص، يستند على أساس المساواة السياسية، والدور التأسيسي للشعبين في الجزيرة. فان رجب طيب أردوغان الغاضب سارع وبالقسوة نفسها للرد على اقْنُجي كما فعل قبل سنوات «تقولون لنا غادروا الجزيرة، كما أن لليونان حساباتها ومصالحها واستراتيجياتها، نحن أيضا لنا حساباتنا ومصالحنا هنا، من أنتم وما الذي تمثلونه؟». الا تسمع إذنك ما يقوله لسانك"؟ انقرة ذكرت القبارصة الأتراك كذلك بمبلغ 9 مليارات دولار من المساعدات قدمت إليهم في ال15 سنة الاخيرة وبمساعدات العام الواحد التي تصل الى مليار دولار. وهي تقول انها لن تتخلى عن «الوطن الصغير» وبعد أكثر من حوالي 65 عاما على التزامات وتعهدات قدمت لأتراك الجزيرة لكن أنقرة تعرف ايضا ان هناك قوى محلية واقليمية ودولية و «طابور خامس» يحاول أن يشوش على سياساتها القبرصية ويحملها مسؤولية عدم حل النزاع القبرصي تماما كما فعلت اليونان وألمانيا وفرنسا. الكثير من المتابعين لملف الازمة القبرصية في أوروبا يرون ان غالبية سكان قبرص الشمالية باتت ترى ومن خلال خيارها الاخير في انتخابات الرئاسة التي دعمت اقْنُجي اليساري المنفتح على أوروبا وقبرص اليونانية ان سياسات تركيا القبرصية وصلت إلى طريق مسدود وهي التي اعلنت في أكثر من أزمة دولية في مطلع الستينات ثم في منتصف السبعينات ان حقوق القبارصة الأتراك خطا أحمر لن تسمح لأحد بتجاوزه. ورغم تدخل تركيا العسكري في الجزيرة باسم حق الحماية الذي منحته لها اتفاقيات زيوريخ ولندن عام 1959 وإشرافها على مشروع إعلان دولة قبرص الشمالية ليكون الحل البديل لأزمة الجزيرة، فإن الغرب، وتحديدا الاتحاد الأوروبي الذي قبل طلب الانتساب الذي قدمه القبارصة اليونان عام 1991 ومنحهم العضوية الكاملة عام 2004، تحول هو الآخر إلى لاعب أساسي يقف إلى جانب قبرص الجنوبية باسم حماية الجزيرة ووحدتها. سيناريو التوتر قبل اعوام بين اردوغان ومحمد علي طلعت يتكرر هذه المرة بين اردوغان واقنجي . فهل ما يجري هو مقدمة لسياسة قبرصية تركية جديدة للخروج من حالة اللاسلم واللاحرب أغضبت انقرة ؟ أم هي لحظة غضب وانفعال لأردوغان سيعمل للالتفاف عليها وتليينها في الأيام المقبلة عندما يزوره اقْنُجي في الأيام القليلة المقبلة لانهاء كل هذا التوتر؟ فوز اقْنُجي قد يتحول الى فرصة امل للقبارصة في جانبي الجزيرة لكنه قد يكون ايضا فرصة لتركينفسها لتخرج من ورطة الملفدالقبرصي التي مضى عليها عقود طويلة وكلفت تركيا الثمن الباهظ سياسيا وماديا واستراتيجيا. (خاص "لبنان 24" - أنقرة)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك