هل وصل عون الى الحائط المسدود؟

فسر الذين استمعوا الى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون اليوم، على اثر الاجتماع الاسبوعي للتكتل، من كلا الطرفين، كلامه بأنه جاء نتيجة وصوله الى اقتناع، وان مرغما، بأن حظوظه بالرئاسة اقتربت الى الحائط المسدود، وان الاتصالات الاخيرة التي اجريت في الايام القليلة الماضية، والتي شارك فيها اكثر من طرف في الداخل وفي الخارج، افضت الى ما يشبه اقفال باب الاجتهاد. ورأى بعض المراقبين في لهجة عون التصعيدية نوعا من خلع كفوف الديبلوماسية ليدخل بعدها في مواجهة مفتوحة مع جميع الذين يعتبرهم الجنرال "مزورين لارادة الناس". وعليه، يتوقع هؤلاء المراقبون ان تشهد الساحة المحلية مرحلة من التشدد من قبل العماد عون في ما يتعلق بالامور المصيرية، وهو امر يتفق عليه معه جميع الذين يروون في مسار الحكومة بعضا من التخدير وتعويد الناس على فكرة الشغور الرئاسي، الذي قارب ان يطوي عامه الاول. ولم يستبعد هؤلاء ان يصار في المرحلة المقبلة الى اعتماد تكتل "التغيير والاصلاح" سياسة تصاعدية في مواجهة الاستحقاقات الداهمة، وفي طليعتها ما يحكى عن تمديد قسري للقادة الامنيين. ورأوا في كلام عون عن تجاوز قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي لصلاحياته الادارية في غياب المجلس العسكري بداية الطريق لفتح ملفات اكثر اهمية. وفي رأي هؤلاء ان موقف عون التصعيدي، وهو الذي اصر على الادلاء بتصريح مباشر عبر شاشات التلفزة، بعدما كان يوكل هذه المهمة لغيره من اعضاء التيار لاكثر من شهرين، جاء نتيجة معطيات تجمعت لديه، وهي لا تصب في خانة حظوظه الرئاسية، ولا توحي بامكان التوافق على شخص العميد شامل روكز لقيادة الجيش. على كل، فإن ما يمكن ان يستشف من كلام العماد عون لا يوحي بهدنة سياسية، وهو اتى على خلفية ما تناهى اليه من اجواء غير مريحة من عواصم القرار الدولية والاقليمية المعنية بالازمة اللبنانية بالنسبة الى ملامح الرئيس العتيد، والذي لا توجد في حروفه ما يمكن تفسيره على غير معناه. (خاص "لبنان 24")