Advertisement

مقالات لبنان24

مشوار مع "السرفيس": ولد "أزعر"، ثرثرة امرأة.. ومخالفات بالجملة!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
28-05-2015 | 06:41
A-
A+
Doc-P-18072-6367052947533527071280x960.jpg
Doc-P-18072-6367052947533527071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الطريق سيراً على الأقدام صعوداً نحو سيدة حريصا، ممتعة على رغم قسوتها. نهاية الشهر المريمي، الطقس خمسيني حارّ، والقلب يبرد كلما اقتربت الارض من السماء. ترافق "الحجاج" غيمات المطر الربيعية. تتسارع الخطوات، و"يا عدرا شدّي القدرة". على بعد امتار من المزار، تشهد الطرقات زحمة سيارات. البرق يختلط بنور التمثال. هناك، زائرون من مختلف الطوائف والاديان. صلاة. خشوع. "سيلفي". وشموع مضاءة على نوايا وتضرعات. رائحة مناقيش الصعتر على الصاج تعبق بالمكان. ثمة من اخرج بضاعة محله الى الرصيف، لجذب الانتباه. نظارات شمسية، ورود ومسابح دينية. "التلفيريك" شغّال. لكن لا وسائل نقل عام في المحيط. نذر زيارة "السيدة" مشياً قد تحقق. لكن، ما السبيل الى العودة نحو السيارة المركونة في جونيه، تقريباً "اول طلعة حريصا"؟ - "نازلين؟!" يخرق ضجيج السكون صوت رجل يقود سيارة "اجرة". كان هو ايضاً يزور، وعائلته المؤلفة من زوجة وطفل لا يتعدى عمره الثلاث سنوات، سيدة حريصا. تجلس وطفلها الى جانبه. الصغير في حضنها، ولا يحضنهما حتى ، أي حزام أمان. - "ايه....لتحت اول النزلة". - "طلعوا"، يقول السائق، ويلتفت فجأة الى يمينه مقهقهاً، منتشياً "بهضامة" ابنه الذي اردى "الدركي الدرّاج" بشتيمة "من الزنار ونازل". الشرطي عاجله بردّ فوري ممازحاً:" بدي حطّك بالحبس". لكن عين الدولة الساهرة لم تلحظ ان الصغير نصفه خارج الشباك الامامي، ونصفه الآخر معلّق بيد امّ تضحك هي الأخرى. على طريق العودة، عادة ما يكون الزائر لا يزال في حال تأمل وصمت ومحبة. لكن داخل سيارة هذا "السرفيس"، كانت حوارات من نوع آخر. الزوجان يتحدثان وكأنهما في المنزل، بمفردهما. ما انفكتّ هي تخبره عن "فنون سلفتها" التي تحاول الايقاع بين افراد العائلة عبر ثرثرتها على "حماتها" وابنة عمها. يوافقها الزوج طالباً منها عدم الاكتراث. اما الصغير، فكان بين الدقيقة والاخرى، يخرج رأسه بشعره المتجعد الاشقر، من النافذة، تماماً كالسلحفاة. لم يكن صامتاً. بل كثير الشتائم. الولد لا يتفوّه بكلمة سوى "المسبات" الثقيلة. يعاجله ابوه: "عيب". ويضحك. اما والدته، فتسأله حين يأخذ لسانه استراحة:" شو قلت لعمو؟"، فيكرر الولد "المسبة". تجيبه:"عيب"، ثم تضحك متسائلة "اي مدرسة ستستقبلك يا ولدي؟"! لم تكن من زحمة سير نزولاً. لدى الوصول الى السيارة المركونة في جونيه، كان الحوار مستمراً بين العائلة. الطفل يشتم. الام تعده بكيس "شيبس". ببطاطا. ببوظة...والاب يعدد ماذا سيشتري من "السوبرماركت". - "اديش بتريد؟" على الطريقة اللبنانية، اجاب السائق:" قد ما بتريدو!". كررها مرتين. - "لأ! عن جد قديش؟" - " 20 الف ليرة". يستحق مشوار الامتار القليلة 20 الف ليرة! مشوار ما بعد الصلاة. لكن، لو كان يعلم الرجل بأن المخالفات التي يرتكبها، بدءا بجلوس ابنه في حضن امه في المقعد الامامي، مروراً بعدم وضع حزام الامان، وصولاً الى مخالفة التعرفة...لكان طلب الراتب. رجاء يا صغير...كررّ تلك "المسبّة"! عساها تكون الأخيرة قبل أن تدخل المدرسة... ("لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك