Advertisement

صحافة أجنبية

بين السطور معركة عرسال؟!

Lebanon 24
29-05-2015 | 01:47
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تجاوز مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها قبل ظهر أمس، خطرين داهمين أحدهما خطر الوضع في بلدة عرسال في ضوء قرار إتخذه حزب الله بمعزل عن الحكومة بتطهيرها من مسلّحي داعش وأخواتها والثاني التعيينات الأمنية وعبرها التمديد للقيادات الحالية التي يرفضها وزراء التيار العوني ويتضامن معهم وزراء حزب الله. فحزب الله كان طلب عبر وزرائه بحث موضوع عرسال في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء قبل ظهر أمس وفق تصوّر وضعه لحل مشكلة المسلحين المتطرفين داخل البلدة يقضي هذا التصوّر بدخول الجيش إلى عرسال وقبول الحزب وتيار المستقبل بتفكيك مخيمات النازحين المنصوبة في الجرد وتوزيع المقيمين فيها على مخيمات متفرقة في البقاع. ويلحظ التصوّر كما جاء في عدد من وسائل الإعلام المقرّبة من الحزب سيناريو إفتراضي أن يتولى الجيش إحكام السيطرة على عرسال والممرات التي تربطها بالجرود في مرحلة أولى على الأقل بتغطية سياسية ومذهبية من تيّار المستقبل لمنع أي تدفق للمسلحين إلى البلدة في حال حصول أي هجوم على مواقعهم المنتشرة في جرودها أو أن تتخذ الحكومة القرار السياسي بالطلب الى الجيش تحرير جرود عرسال من المجموعات المسلحة باعتبارها تحتل أرضاً لبنانية وتشكل خطراً على البلدات المحيطة. وبعبارة واحدة هي أن حزب الله يطلب زجّ الجيش اللبناني في معركة ضد أهل عرسال بذريعة منع دخول مسلحي المعارضة السورية إلى داخلها والتغلغل بين الأهالي والاحتماء بهم، علماً بأن ذلك يُشكّل تصوّراً إفتراضياً من حزب الله هدفه الأول والأخير إقحام الجيش وبتغطية سياسية من تيّار المستقبل في الحرب التي أعلنها حزب الله على المعارضة السورية في القلمون وصولاً الى جرود عرسال وانتهاءً بالبلدة نفسها التي أجمع سكانها وأهلها على التعاون مع الجيش المنتشر حول البلدة وفي داخلها، لمنع مسلحي المعارضة السورية من الدخول إليها والعبث بالأمن، وهذا ما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل به تيّار المستقبل كونه يهدف بالنتيجة إلى فتح معركة بين أهالي عرسال والجيش اللبناني هدفها الأساسي تدمير عرسال وتهجير أهلها بحجة أنها تأوي مسلحين من المعارضة السورية، ولهذا السبب الذي لا يحتاج إلى أدلة قاطعة أرجأ مجلس الوزراء بحث هذا الملف إلى جلسة أخرى قد تكون بعيدة لتلافي حصول أزمة حكومية يمكن أن تطيح بها بالنظر إلى رفض حزب الله التراجع عن قراره بخوض معارك في جرود عرسال وصولاً إلى البلدة نفسها لتدميرها وتهجير أهلها كونهم من منظور حزب الله يشكلون حاضنة لمسلحي المعارضة السورية، وهذا التأجيل هو تأجيل للأزمة الوزارية إلا إذا توصلت الحكومة إلى إيجاد مخرج ينقذها من الانفجار بإقناع الحزب العودة عن قراره بفتح معركة وهمية ضد الوجود العسكري لمسلحي المعارضة في جرود عرسال يزج بها الجيش اللبناني الذي اتخذ كل التدابير العسكرية الوقائية لمنع دخول أي مسلح إلى بلدة عرسال، وقد بات هذا الاجراء معروفاً من حزب الله كما بات معروفاً أيضاً أن الجيش لن يتدخل في الحرب التي يشنها الحزب ضد المعارضة السورية إلا في حالة واحدة هي اعتداء المسلحين عليه سواء في جرود عرسال أو في أي مكان آخر، وهذا أمر يعرفه جيداً المسلحون ويتجنبونه حتى لا يستفز الجيش اللبناني ويدخل الجميع في معارك لا يستفيد منها الطرفان بل سيقع الضرر على الجميع ولا سيما على الجانب اللبناني الذي يتحاشى امتداد النار السورية إلى الداخل في حال استجاب إلى طلب حزب الله بزج الجيش في معارك لا مصلحة له في الدخول فيها.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك