Advertisement

مقالات لبنان24

تيمور جنبلاط.. زعامة على طبق التحديات الساخن

كلير شكر

|
Lebanon 24
29-05-2015 | 02:22
A-
A+
Doc-P-18341-6367052948513180261280x960.jpg
Doc-P-18341-6367052948513180261280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن لمن تمرد على البيوتات التقليدية ورفض وصايتها أن يهضم فكرة التوريث السياسي من جيل الى جيل مهما كانت الاعتبارات التي يرصفها أصحاب العلاقة لإقناع ناسهم وجمهورهم بأنّه لا يجوز اخراج الزعامة من دارهم. موقف بطولي، لكنه لا ينطبق لسوء الحظ على غالبية اللبنانيين المعلّبين في قوالب أحزاب وتيارات تدعي العمل المؤسساتي والتنظيمي والديموقراطية ولكنها فعلياً تمتهن الاقطاعية والتوريث السياسي. فبينما أفضت التجربة الأميركية العريقة في إيصال رجل اسود الى سدة الرئاسة عملاً بالمساواة بين المواطنين، ايا كان عرقهم او لونهم او انتماؤهم المذهبي، تغرق التجربة اللبنانية السياسية في حضيضها من خلال اعتماد مبدأ التوريث المناقض كلياً لمفاهيم الديموقراطية... لتضاف الى كومة الأزمات التي تضرب جمهورية الفشل وتعريها من كل مقومات الدولة. طبعاً، لم يهتم وليد جنبلاط لكل نظريات قيام الدولة وأسباب انهيارها حين قرر نقل العباءة من كتفيه الى كتفي نجله. كل ما يهمه هو تجيير تجربته الزعامتية لصالح تيمور، خلال حياته وليس بعد انتقاله الى دنيا الحق. على خلافه هو ووالده كمال جنبلاط اللذين واصلا المسيرة على دماء من سبقهما. هكذا سيتسنى لتيمور أن يغرف من معجن والده الذي راكمه منذ أن صار زعيماً لطائفته بعد اغتيال والده. وبهذا يخفّ الحمل بعض الشيء عن كتفيّ "الزعيم المستقلبي" للجنبلاطيين، كونه سيتعلم من أخطاء من سبقوه وستكون له فرصة تصحيح ما سيرتكبه في بداية انطلاقته. الفرصة متاحة امامه للأخذ من دروس "معلمه" بالمباشر وليس من الكتب كما فعل والده. هكذا، ثمة من يرى أن هذا الانتقال التدريجي في زعامة الجنبلاطيين، له حسناته كما له سيئاته، إذا ما قورن مع ذلك الذي حصل يوم اغتيال كمال جنبلاط. بنظر هؤلاء فإنّ وليد جنبلاط كانت له فرصة عبور معمودية الحرب بما لها من تجارب حلوة او دموية لكنها اكسبته خبرة وتمرساً وصلابة، ما كان ليحصل عليها لو أنّ التسلم والتلسيم حصل في ايام السلم. كما أن رفاق والده كانوا الى جانبه في السراء والضراء وحضنوه طوال سنوات من مسيرته الزعامتية، الى جانب منظومة دولية حمته وصانت موقعه ومكانته في التركيبة اللبنانية. رفاق الأب يحاوطون اليوم الابن، لكن الأخير من مدرسة وهؤلئك من مدرسة اخرى. وهذا ما يظهر جلياً على مفردات الشاب وتعابيره، فيما نقمته بادية على لسانه الذي يرجم النظام القائم والتركيبة الممسكة به وكل ما له علاقة بالشبكة العنكبوتية الحاكمة. تلميذ الثقافة الغربية يصعب عليه هضم بقايا نظام مهترء وعفن، مع انه سيكون في الغد واحداً من أركانه. أما أبرز الصعوبات التي تواجه تيمور، فهي الظروف الإقليمية التي قد تغير معالم المنطقة الجيوسياسية وتعيد رسمها من جديد، ما يطرح تحديات كبيرة، ولا سيما على الاقليات المذهبية التي تخشى من الذوبان او ان تكون فرق عملة بين الاكثريات المتناحرة. وهذه المهمة قد تكون اصعب من تلك التي القيت على كتفيّ وليد جنبلاط حين تسلم الشعلة. إذ ان تحقيق البطولات في زمن السلم هو اصعب بكثير من تحقيقها زمن الحرب... ("لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك