Advertisement

عربي-دولي

كيف ساهم الغرب في تقوية "داعش"؟

غسان محمود الأدهمي

|
Lebanon 24
29-05-2015 | 03:25
A-
A+
Doc-P-18375-6367052948814250441280x960.jpg
Doc-P-18375-6367052948814250441280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إذا القينا نظرة إمعان على ما حدث في العراق بعد سقوط الموصل قبل سنة، نرى أن بزوغ أمل إعادة تحقيق السلام كان قريباً، وأن إجبار "داعش" على التقهقر وإعادة ادماج السُنة الذين تعرضوا للإضطهاد تحت حكم نوري المالكي وإضطروا للتعامل مع تنظيم "داعش" سيتبدل وينتهي. لكن سُنة العراق أدركوا بعد شهرين من ذلك التاريخ، ان أمل في كل ذلك، وأنهم باتوا مهددين، ولذلك عاد بعضهم ليتعاون بشكل متزايد مع "داعش" للبقاء على قيد الحياة، وبشكل خاص في الرمادي. بين الحرس الثوري والبيشمركة شهد العراق في الإثني عشر شهر الماضية، حضوراً متزايداً لمليشيات الحرس الثوري الإيراني،تحت ذريعة تقديم الدعم للجيش العراقي، فيما هو يعمل على تفكيك البلد دعائيا. إذ قام بإحتلال تكريت، العاصمة الأيديولوجية لسنة العراق، كما طردت البيشمركة في الشمال بواسطة الأسلحة الألمانية التي تسلمتها السنة من كركوك. لم تكن هذه الأعمال مؤشرات للسنة بوجود إهتمام فعلي بإعادة إدماجهم في المجتمع العراقي. وكان من واجب الحكومة العراقية الجديدة منحهم هذا الشعور خلال السنة الماضية. ولما لم يحصل ذلك، إرتسمت لدى البعض عودة الى "داعش" ما يشكل بالطبع خطرا محدقاً. إذ ان عدداً لا بأس به من قادة الأنبار حيث تقع الرمادي رددوا في العام الماضي قبل ذهاب نوري المالكي للسياسيين الأجانب الذين زاروهم انهم كانوا بين خيارين: اما العيش تحت سيطرة "داعش" او الموت تحت سلطة نوري المالكي. الهيكل الموازي للجيش من جهة ثانية، لم تزداد "داعش" قوة بحد ذاتها، بل أدى وضع يدها على عربات مدرعة بعد إستيلائها على مدينة الرمادي كانتفي حوذة الجيش العراقي إلى زيادة قدراتها القتالية، تماما كما جرى يوم إستولت على الموصل حيث سلمها الجيش العراقي اسلحته دون مقاومة. كذلك قام نوري المالكي في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء البلاد بزيارة الميليشيات الشيعية، وأوضح لهم أن حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد شخصية واهنه. وطالبهم بعدم التراخي، معيدا الى أذهانهم ان السنة قاموا تحت نظام صدام في الثمانينات والتسعينات بذبح الشيعة. والجدير ذكره أن في العراق ميليشيات شيعية يتجاوز عددها وفقا للمعلومات الرسمية 800000 مقاتل مسلحاً، وتشكل هيكلا شيعيا موازيا اقوى من الجيش العراقي. العبادي إفتقر الى الدعم كذلك لم يحصل رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي على الدعم الذي يحتاجه لا من الولايات المتحدة الأميركية ولا من المانيا لا ماليا ولا سياسياً، ونرى الغرب يبدي فرحته لذهاب نوري المالكي لا أكثر، وهذا يعني ان الغرب لم يقم بعمل أو بجهد للوقوف ضد سياسات المالكي المثبتة اعلاه والهادفة لمنع تحقيق وحدة العراقيين. بل إقتصر فعل الغرب على تسليم بعض المدرعات والأسلحة الألمانية للبيشمركة دون الإهتمام بتبديل الهيكلية الأمنية في العراق. فالأمر لا يتعلق فقط بتسليم السلاح بل بإصلاح التركيبة الأمنية، ووفقا للمعلومات الرسمية لم تتم عملية التواصل مع الوزارات ولا التباحث مع صنَّاع القرار لتحقيق الوعود المعطاة بإعادة اللحمة بين السنة والشيعة وخاصة عن طريق دمج الميليشيات السنية في الجيش العراقي. الكارثة: الشعور بالأمان عبر "داعش" قام الغرب بتسليح جيش لا يمكنه الوقوف على قدميه، أي جيش من السهل أن يفقد سلاحه. ولم يتم في الرمادي الإستفادة من أخطاء الموصل. وهكذا ترك الجيش العراقي سلاحه في البلدين لصالح "داعش" وكأنه تم تسليح "داعش" لا الجيش العراقي. واليوم نرى ان الميليشيات الشيعية المكروهة من اهل السنة هي التي ستقوم بإسترجاع الرمادي من "داعش". وهذا ممكن عسكريا، لكن السؤال الذي سيطرح نفسه: ما هي العواقب على أهل السنة؟ وهل سيكون أي منهم آمن على حياته في العراق؟ أو أن شعورهم الوحيد بالأمان سيكون باللجوء إلى "داعش"؟ وهنا ستكون الكارثة. (خاص "لبنان 4ـ2" ـ برلين)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك