Advertisement

مقالات لبنان24

عن إعلام " قطع الرؤوس" ودموع جويل حاتم!

فاطمة حيدر Fatima Haidar

|
Lebanon 24
29-05-2015 | 06:22
A-
A+
Doc-P-18440-6367052949104124071280x960.jpg
Doc-P-18440-6367052949104124071280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من دموع "المطلقة الشهيرة" جويل حاتم إلى "مملكة" ميريام كلينك المفلسة، مروراً بـ"العارية الدائمة" رولا يموت..ووصولاً إلى حفلات قطع الرؤوس الداعشية الـ"HD" هو إعلام العنف والقتل والإثارة والعري والجنس والإرهاب.. وما بين المسؤوليات المهنية الأخلاقية والإنسانية وشغف ملاحقة الإثارة، تقع بعض وسائل الإعلام الإلكترونية في فخ "الأكثر قراءة" لتضرب بسيف ذو حدين معيارين أساسيين: أخلاقيات المهنة والرسالة الإعلامية من جهة، وثقافة شعب بأكمله من جهة أخرى. ليس مفاجئاً أن تنشر وسيلة علامية خبراً ثانوياً في الأهمية والمضمون بصيغة بارزة، ولا أن تتجاهل وسيلة أخرى هذا الخبر لمصلحة آخر قد يكون أقل منه في الأهمية ربما، لكن النافر هو التراكم في السباق الإعلامي على إبراز الهوامش السلبية في ممارسات أفراد أو سلوكيات قلّة لا تمثل رأياً عاماً ولا نمطاً اجتماعياً يمكن القياس عليه، وأكثر من كل ذلك نفوراً، تسويق إشاعة أو أخبار غير دقيقة قد يترتب عليها تداعيات نفسية أو أمنية أو إجتماعية لا تُحمد عقباها. وهذا ينطبق على أمور مثل قضايا الأسرى والمفقودين، وتسويق العنف، ونشر صور الجثث والحوادث، وخبريات الطلاق والشتائم، وصراعات الفنانيين والمشهورين، وغير ذلك. والسؤال.. الحق عمين؟ الإعلام الذي ينشر بسرعة ويصدر مجاناً وبرحابة صدر كل أنواع "الخداع البصري" دون رقابة مسبقة بحكم أن لبنان بلد حريات وإعلامه حر، أو على الشعب الذي "يشتهي" ويتمتع بقراءتها، ربما هرباً من الأخبار السياسية والأمنية المكررة، أو بقصد الترفيه والحشرية، أو حباً بالغموض والإثارة التي يفتقدها في حياته، باحثاً عنها في العالم "الإفتراضي"، ليصبح مدمناً يتنقل من موقع إلى آخر قاصداً هذ النوع من الأخبار. تسويقياً، أي في عالم التجارة والربح، تبدو معادلة "العرض والطلب" صحيحة 100%، وفي العالم الإفتراضي يُعتبر إصطياد قارئ من أي مكان في العالم كسباً لأصحاب المواقع، لذا في حال ارتفع الطلب، لا بد من العرض.. وإلا فالخسارة حتمية، ولولا حشرية القارئ وهوسه بهذه الأخبار لما ارتفعت أسهم قراءات هذه الأخبار إلى الآلاف لتفوز على قائمة الأعلى مشاهدات، في حين أن موضوعات العلم والثقافة والفكر والحضارة والتاريخ والفلسفة، تستحوذ إهتمام القليل القليل منهم!! وبحسب الخبراء، فإن هذه المقاربة إن دلت على شيء فعلى مجتمع قّلت إهتمامات شعبه بالعلم وهبطت مستوى ثقافته، وتحول إعلامه إفتراضياً إلى وسيلة للإساءة والتشهير والإساءة والإثارة، والخطر الذي لا بد من التدخل لتجنبه هو أن إتجاهات القراء تعكس اهتمامات الشعب، وبالتالي مستقبل مجتمعنا، ومن المعيب جداً أن يتحول "صدر" يموت و"سيقان" كلينك وتضاريس فنانة وبوتوكس أخرى ضمن قائمة إهتمامات الأجيال الصاعدة، ونقطة سوداء في تاريخ الإعلام ان يعتمد أصحاب المواقع المعروفة على الإباحية والإغراء لتسويق "منتوجاتهم"، أي الاخبار التي أصبحت منتجاً للربح فقط دون الإهتمام بالمضمون والمحتوى. جريج: "لا" للرقابة "نعم" لاحترام القوانين وفي هذا الصدد، تحدث الوزير رمزي جريج لـ"لبنان 24"، مشيراً إلى أنه "في لبنان لا يمكن وضع رقابة مسبقة على وسائل الإعلام، لا حالياً ولا حتى مستقبلاً، لانها تناقض أسلوب حرية الإعلام المتّبع، لكن الإعلام يخضع للقانون، وبالتالي أي تجاوزات أو نعرات طائفية أو مخالفات أدبية وأخلاقية يلاحق المسؤول قانونياً ضمن الأحكام العامة لقانون العقوبات، لأن القانون يجرّم القدح والذم والتشهير، كذلك الأمر في حال خدش الآداب العامة أو التحريض، إذ يتعرض المسؤول للملاحقة القضائية"، لافتاً إلى أن "المواقع المعروفة والمسجلة في المجلس الوطني للإعلام يمكن ملاحقة المسؤول فيها، لكن المشكلة أن هناك العديد من المواقع التي لا نعرف من هم أصاحبها لذا لا يمكن ملاحقتهم". ولفت جريج إلى أن "قطاع الإعلام الإلكتروني غير منظم لكننا نعمل على مشروع قانون متكامل بشقيه المكتوب والمرئي والمسموع والإلكتروني لإجراء التعديلات اللازمة والتي تمس بالآداب العامة، لكن هذا القانون لن يُنجز قريباً لانه يحتاج إلى موافقة مجلس النواب عليه، وحالياً المجلس لا يجتمع"، مشيراً إلى انه "من أهم بنوده "العلم والخبر" وهو نوع من الترخيص الضمني، كما أن هناك شروطاً يجب ان تتوافر في الموقع الالكتروني، وأهمها معرفة أصحاب المواقع"، خاتماً: " لكن بشكل عام لا قيد على هذه الحرية في مجتماعنا لان الإعلام في لبنان حر". عبد الله: لحماية المجتمع بدورها، تؤكد الاستاذة والباحثة الإجتماعية مي عبد الله أن "هناك مسؤولية على الإعلام بحماية المجتمع والشعب لكن مع الاسف ساهمت الوسائل الإلكترونية في الإنهيار الثقافي بشكل كبير، لان المشاهد يتاثر بما يرى"، لافتةً إلى أن "الإعلام لديه مسؤولية تربوية وتعليمية وتثقيفية وتنموية والمفروض عدم عرض كل ما يطلبه من عري وإثارة، لأن الإعلام هو من يتحكم بالنشر وهو من يقدم الاخبار لذا المسؤولية تقع عليه". وتشير عبد الله إلى أن " الإعلام المرئي وكل الوسائل الإلكترونية لها مفعول قوي في إثارة الغرائز وتصوير العنف وتكدّيس عوامل التأثير بمشهد واحد، أما الصحف المكتوبة فتأثيرها أقل لأنها لا تغتال المشاهد فجأة بل هناك صفحات مخصصة للعري والإثارة وعادةً تكون المجلات والصحف التي تنشر مثل هذه الاخبار معروفة لذا يبتاعها القارئ اختيارياً، أما مشاهد العنف فنراها في الأزمات والحروب فقط، لذلك الخطر ليس كبيراً على الصحيفة". وتضيف: "أنشأنا منذ العام الماضي "الرابطة العربية للإعلام" التي تضم كبار الإعلاميين، مهمتها درس القضية الإعلامية بما يخص الإنهيار الثقافي من خلال تنظيم ورشة عمل لرصد الثقافة في المضامين الإعلامية والإضاءة على الاخطاء، متسائلةً: هل نستطيع أن نلحق الهوية الثقافية والقيم التي افتقدناها وساهمت وسائل الإعلام الإلكترونية إلى حد كبير من الإنهيار الكامل؟". (خاص "لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك