Advertisement

عربي-دولي

يهود العراق .. "هجرة أو تهجير؟"

Lebanon 24
29-05-2015 | 06:50
A-
A+
Doc-P-18452-6367052949231081511280x960.jpg
Doc-P-18452-6367052949231081511280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
صدر عن مؤسسة "الدراسات الفلسطينية" ببيروت كتاب "هجرة أو تهجير: ظروف وملابسات هجرة يهود العراق"، للكاتب عباس شبلاق، يروي من خلاله سيرة يهود العراق ومنهجية استدراجهم الى اسرائيل في أربعينيات وخميسنيات القرن الماضي عبر "الحركة الصهيونية". ويذكر شبلاق، الباحث في جامعة أكسفورد، أن اليهود في العراق "شكّلوا طائفة دينية متجذرة ومتجانسة نسبياً، واستطاعوا عبر القرون المحافظة على هويتهم وثقافتهم المجتمعية وتقاليدهم، دون أن يمنعهم هذا من أن يكونوا مواطنين أصليين، وأن الوطنيين العراقيين نظروا إلى اليهود بينهم باعتبارهم "إخواناً لهم ورفاق طريق". ويعرض الكاتب أن بعد قضاء البريطانيين على حركة رشيد عالي الكيلاني في ربيع 1941 واجه اليهود البغداديين أول عملية عنف كبيرة ضدهم، أدّت مع توالي الأحداث الى تحوّل هؤلاء نحو الصهيونية وتفضيلهم الرحيل نحو اسرائيل بدل البقاء في العراق. ويُسلّط شبلاق الضوء في كتابه على "ميل أكثرية اليهود في العراق إلى الاعتقاد أن الصعوبات التي صارت الطائفة تواجهها، بعد قيام دولة إسرائيل، هي قضية موقتة ولا بد من أن تزول. لذا، كانت أغلبيتهم ترى أن مستقبلها في العراق، وتنشد التعايش مع الوضع الجديد الناجم عن تأسيس إسرائيل". ويذكر الكتاب حدوث تطورين كان لهما تأثير عميق في التشجيع على حدوث هجرة جماعية لليهود العراقيين: أولهما، في 7 أيار/مايو 1950، حين عُقدت اتفاقية لنقل اليهود بين توفيق السويدي، رئيس الحكومة العراقية آنذاك، وبين شلومو هليل، المبعوث الإسرائيلي وأحد عملاء جهاز الموساد، وُضعت بموجبها عملية إجلاء اليهود في أيدي السلطات الإسرائيلية؛ ثانيهما، بدأت سلسلة من التفجيرات استهدفت أماكن يهودية عامة في الوقت نفسه الذي كان هليل يفاوض في بغداد بشأن صفقة إجلائهم. وأعلنت الحكومة العراقية في 26 حزيران/يونيو 1951 عن اكتشاف خلية تجسس في بغداد يديرها أجنبيان ألقي القبض عليهما، وهما يهودا تاجر، ومواطن بريطاني يدعى روبرت رودني كان عميلاً للموساد". ويلفت الى أن هذه التفجيرات "حققت الغرض الذي توخاه من كان وراءها. فبعد أول اعتداء بالقنابل، أخذ الآلاف من اليهود يصطفون أمام مكاتب التسجيل للهجرة، ووصل كل اولئك الذين سُجلوا، وعددهم 105000 نسمة إلى إسرائيل. وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية، فإن 124646 يهودياً من مواليد العراق قدموا خلال الفترة منذ تاريخ إقامة إسرائيل في 15 أيار/مايو 1948 وأواخر سنة 1953". ويعتبر عباس شبلاق، في خاتمة كتابه، أن دراسة حالة يهود العراق، وهجرتهم الجماعية إلى إسرائيل في الفترة 1950-1951، ربما تكون النموذج الأفضل لتحليل وفهم العلاقة بين الحركة الصهيونية ويهود الشرق، والعرب منهم خاصة. فالحركة الصهيونية تبنت –كما يكتب- المنظور الاستعماري الأوروبي وأساليبه بالكامل، وذلك عبر اقتلاع يهود الشرق بصورة قسرية، ونفي وتشويه موروثهم الثقافي وروايتهم وتاريخهم الحافل الممتد قروناً طويلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك