Advertisement

صحافة أجنبية

مساهمة أميركا وروسيا في ادارة الحرب والتسوية

Lebanon 24
30-05-2015 | 01:33
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليس للتطورات الدراماتيكية الأخيرة في حرب سوريا طابع مصيري. فلا شيء يضمن ثبات الخطوط العسكرية التي ترسمها المعارك وإمكان أن تصبح خطوطاً جيوسياسية. ولا أحد يجهل، بصرف النظر عن الخطاب الانتصاري لكل طرف يتقدم في مكان ما، ان مصير سوريا لن يقرره طرف ولن تحسمه معركة. لا في ادلب ولا في تدمر ولا في القلمون. والظاهر ان الخوف من سوء القراءة الاقليمية في التطورات دفع أميركا وروسيا الى معاودة التشاور حول الملف السوري، في معزل عن الخلاف حول أوكرانيا. ذلك ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلن ان مواقفنا مع الولايات المتحدة تتقارب في شأن سوريا من دون أن يوضح من اقترب أكثر من موقف من. لكن من الصعب التسليم بأن كل التقارب الذي تحدث عنه هو في التصريحات بأنه لا بديل من الحل السياسي حسب بيان جنيف في ٣٠ حزيران ٢٠١٢. فالبيان من صُنع أميركا وروسيا. وهما اختلفتا على تفسيره بما دفع كوفي أنان الى الاستقالة، وأشرفنا على فشل جنيف - ٢ ثم استقالة الأخضر الابراهيمي. ولم تعطيا ستيفان دي ميستورا سوى ورقة اللعب في الوقت الضائع. أكثر من ذلك، فان الحلّ السياسي لم يكن أصلاً بين رهانات النظام الذي ذهب الى الخيار العسكري، ولا بين رهانات المعارضين الذين ذهبوا الى العسكرة. ولم تتبدل الرهانات، برغم كون الاحداث في السنوات الماضية اكدت استحالة الحل العسكري. ولعل نظرة الى المواقع الحالية على الخارطة السورية تكشف، ليس فقط دمار العمران وخراب النسيج الاجتماعي بل ايضا ان سوريا التي عرفناها صارت بلداً افتراضياً تتقاسمه قوى واقعية متعددة. وهي قوى ترفض الحل السياسي الذي يطالب به معارضون ليسوا في مواقع مؤثرة على الارض. والسؤال هو: لماذا تصر واشنطن وموسكو على حديث الحل السياسي؟ والواقع، بصرف النظر عن صعوبة الجواب وبقاء اسرار الكبار مطوية، هو ان الروس والاميركان يساهمون في ادارة الحرب من اجل الوصول الى الحل السياسي. واذا كانت موسكو تسلح النظام، فان واشنطن التي تحدد لاصدقائها حجم تسليح المعارضين ترفض اسقاط النظام قبل تحضير البديل خوفاً من ان يملأ الفراغ داعش كما قال مدير المخابرات المركزية جون برينان، وهما معاً توظفان الحرب في انهاك القوى المشاركة فيها ودفعها الى تغيير الحسابات والتسليم اخيراً بحل سياسي. وليس ذلك وراء الباب. فالزخم العسكري لا يزال قوياً. والرئيس باراك اوباما قال بصراحة ودم بارد انه لا يتوقع رؤية حل سياسي في سوريا خلال الباقي من رئاسته.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك