Advertisement

عربي-دولي

مأزقٌ يجمع بين كاميرون وميركل!

غسان محمود الأدهمي

|
Lebanon 24
30-05-2015 | 03:29
A-
A+
Doc-P-18758-6367052950501056801280x960.jpg
Doc-P-18758-6367052950501056801280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لابد من التساؤل حيال تبدل موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من مطالب رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون. لكن المأزق يجمعهما، فلقد قطع كاميرون وعداً للبريطانيين المشككين باليورو يخشى الا يتمكن من الوفاء به، أما ميركل فيهمها أن تبقى بريطانيا في الإتحاد الأوروبي. لذلك فهي مضطرة لإظهار مرونة حيال مطالب كاميرون وعدم صده كي لا تحدث صدمة تكون نتيجتها تصويت البريطانيين في الإستفتاء المزمع إجراؤه " لا " للإتحاد الأوروبي. لكن عملية الأخذ والرد هذه ستستمر لفترة من الزمن طويلة مع بريطانيا. ومن غير المعقول ان تكون التنازلات الطفيفة كافية بالنسبة لـ كاميرون يقوم بتقديمها في بريطانيا كإصلاحات للوصول الى إتحاد اوروبي أفضل. إمكانية إجراء تعديلات لذلك نرى ان المستشارة اعلنت بعد إستقبالها رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون عن وجود إمكانية لإجراء تغييرات على معاهدات الاتحاد الأوروبي، وهي التي كانت ترفض ذلك جملة وتفصيلا. وحفاظا على انجلترا في الإتحاد الأوروبي قالت ميركل خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء بريطانيا كاميرون إن إمكانية إجراء تعديلات على معاهدات الإتحاد الأوروبي ممكنة. وأضافت "حيث توجد الإرادة، تتوفر الوسيلة، وهذا ما أثبتته أوروبا مراراً"، معلنة عن نيتها في إيجاد حل. المحتوى قبل الشكل الجميع يعلم صعوبات تغيير العقود، لكن المستشارة إعتمدت بإستمرار تجاهل طرح الأسئلة المتعلقة بالشكل في بداية النقاش والتركيز على تنفيذ المحتوى. لذلك نراها تعلن انها تباحثت حول توقعات بريطانيا مع ضيفها البريطاني، وتمنت ان تبقى بريطانيا بعد الإستفتاء الذي سيجريه كاميرون عضوا في الإتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق بمخاوف بريطانيا حيال قضية إساءة المتنقلين والعمال في الاتحاد الأوروبي للتقديمات الإجتماعية، قالت المستشارة إن برلين ولندن لديها نفس المصالح وانه من الضروري الحفاظ على حرية تنقل العمال. ومن جهة ثانية ظهرت ورقة فرنسية ألمانية سرية تتحدث عن حاجة الإتحاد الأوروبي الى تعميق ودعم حراك العمال، أي إجراء تعديلات دون تبديل العقد. رياح عكسية من بولندا اما دافيد كاميرون فطالب بأن يتمتع الإتحاد الإوروبي بالمرونة. وأن جولته الأوروبية ٌهدفها إستطلاع إستعدادات رؤساء الحكومات لإجراء تغييرات في السياسة، وإستعادة الحكومات بعض صلاحياتها من الإتحاد الأوروبي وإعادتها الى المجال الوطني. لكن كاميرون صادف رياحا معاكسة أثناء زيارته وارسو حيث إجتمع مع الحكومة البولندية التي رفضت المطالب البريطانية. إذ صرح رافال ترساسكوفسكي الوزير البولندي في الإتحاد الأوروبي لإذاعة بي بي سي البريطانية ان "إجراء تغييرات على المعاهدة، أو إدخال أنظمة تمييزية تعتبر خطوطاً حمراء لبولندا" وأضاف انه اذا تقدمت كل دولة بطلبات خاصة لإدخالها على سياسات الاتحاد الأوروبي، فسيشكل ذلك نهاية البناء الأوروبي وسينهار الإتحاد. 800000 بولندي في الجزيرة البريطانية وتنظر وارسو بعين من الحذر خاصة حيال رغبة كاميرون في إعادة تنظيم التقديمات الاجتماعية لمواطني الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة. لأن هناك حوالي 800000 بولندي يعيشون في الجزيرة، (إسما يطلقه الأوروبيون على بريطانيا)، وان اي تعديل او تغيير سيؤثر على هؤلاء مباشرة. ضمان حرية التنقل واخيرا لم يفت ميركل ان تقول امام كاميرون إن الإتحاد الأوروبي ليس إتحادا إجتماعيا ما كان له وقعا موسيقيا في أذنيه، لأن جولته الأوروبية هدفها الغاء التقديمات الإجتماعية لمواطني الاتحاد الأوروبي في السنوات الأربع الأولى في المملكة المتحدة. وهو يبرر ذلك بمنع سوء إستخدام التقديمات الإجتماعية. لكن ميركل أضافت أن حرية تنقل العمال والمبادئ الأساسية للسوق المشتركة تبقى "خطوطاً حمراء". ("لبنان 24"- برلين)
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك