Advertisement

مقالات لبنان24

ايران: قيادة الجيش "أولاً" ورئاسة الجمهورية "تحصيل حاصل"؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
28-06-2015 | 06:21
A-
A+
Doc-P-29352-6367053006434726851280x960.jpg
Doc-P-29352-6367053006434726851280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بالرغم من احتفاظ لبنان حتى الساعة ببركات وعناية المظلة الدولية لناحية الحرص على استقراره عبر مسك دفة التوازن فيه بين فكي الصراع حوله من وسطها، سعياً لابعاده عن نيران محيطه، الا ان الواقع الميداني للمعارك الدائرة في سوريا بشكل خاص واقتراب "سكين" داعش واخواتها من رقبة العاصمة دمشق لتتجاوز الخطوط الحمراء، مصحوبة ببريد انتحاري ارهابي جاء على شكل انذار لبعض عواصم المغرب العربي والخليج وصولاً الى أوروبا، بات كله يؤشر الى ان نَفَس المظلة الدولية لن يدوم طويلا. وربما يمكن قراءة ذلك من النقطة الاضعف في لبنان وهي مكوناته السياسية الماسكة زمام "التحكم" فيه، ووجهة سيرهم السياسية التي لم يفلح ريائهم السياسي في الحرص على استقرار البلد، من تغطية اشارات التكتيك السياسي المطلوب من كل فريق على حدة والغايات المرجوة منه. واولى هذه الاشارات وأهمها مسألة التعيينات الامنية التي كانت الرصاصة التي أُطلقت في رأس الحكومة بمسدس كاتم للصوت أرداها من حيث لا تدري، والتي كشفت عن ان المفصل الحقيقي والاهم في اللعبة اللبنانية اليوم هي قيادة الجيش اللبناني بالتحديد، بعد ظهور استعداد الجميع للقيام بعلمية انتحارية داخل الحكومة - التي من المفترض انها من متطلبات الاستقرار- من اجل الاحتفاظ بها، في الوقت الذي لم يشعل فيها الفراغ الطويل لمقام رئاسة الجمهورية "سيجارة" واحدة في فم الوطن. هذا "الاستشراس" الى حد الانتحار كان قد سبقه اهتمام كبير بالجيش اللبناني ترجم عبر هبة المليارات الثلاثة التي منحتها المملكة العربية السعودية لتعزيز قدرات الجيش وتطويره، والعرض الايراني بمنح مساعدات عسكرية للجيش كـ"هدية" بدون قيد أو شرط من منطلق "ان ايران لا تريد من لبنان شيئاً بالمقابل وهي مهتمة بأمنه سيما وانه يعاني من أزمة قوية بسبب الارهاب"، وفق ما صرح به السفير الايراني محمد فتح علي في تشرين اول من العام 2014، الا ان هذا الاهتمام غير المشروط كشفت مصادر متعددة انه في حقيقة الامر اهتمام مشروط مرده "خشية" و"عدم ثقة" في الجهة الممنوحة، حيث سبق وكشفت مصادر لصيقة من "حزب الله" عن قلق لدى الاخير اذ رأت أن المكرمة السعودية التي ستفضي الى ادخال السلاح الى لبنان بشكل علني قد تؤدي لاحقاً وبسبب اشعال الفتنة المذهبية التي تغذيها دول المنطقة الى مصادرة هذا السلاح من حلفاء تلك الدول كما حصل في مخازن الاسلحة التي كان يملكها الجيش السوري والتي كانت اهم مصدر تسليح لمعارضة التكفيريين وسواهم". بالمقابل رأى مصدر دبلوماسي أن سبب تأخر الهبة السعودية يعود الى أن " المملكة العربية السعودية صارمة جدا في ان تصل تلك المعدات الى الجيش اللبناني وحده ليستفيد منها اللبنانيون كافة، وان السعوديين يريدون ضمانات ان لا تصل تلك المعدات الى قوى اخرى". الامر الذي يفسر معركة شد الحبال الذي تتعرض له قيادة مؤسسة الجيش اللبناني والذي ستتعاظم في الايام المقبلة على وقع خط المعارك الميدانية التي اقتربت من العاصمة دمشق، مما ينذر بزيادة الضغوط على مؤسسة الجيش اللبناني للتدخل واستنفار الحدود الشمالية والشرقية والقيام بمؤازرة "حزب الله" في معركته مع الارهاب الزاحف باتجاه الحدود، وربما قد يصل المطلوب منها الى ما هو ابعد من ذلك، من منطلق "اولوية ايران، وهي ليست الحفاظ على النظام السوري من اجل عيونه ولكن من اجل حماية خط الامدادات لحزب الله الذي يعد الحليف الاستراتيجي الآخر لايران في لبنان"، وفقاً لما قالته مصادر ايرانية لصحيفة "التايمز" البريطانية، الامر الذي يستلزم سحب قيادة الجيش باتجاه يحقق ويدعم هذا الاتجاه. ومن جهة اخرى، ان الاتفاق النهائي النووي بين ايران ومجموعة "5+1" اصبح جاهزاً بنسبة 90% على حد ماصرح به بالامس نائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي ريابكوف" مما قد يدفع بالجهات المتضررة من حصوله الى ممارسة المزيد من الضغط على الخاصرة اللبنانية من نقطة قيادة الجيش اللبناني باعتبار ان ما قبل الاتفاف النووي لن يكون كما بعده، وما كان عرضا ايرانيا للمؤسسة العسكرية قد يتحول الى منحة "واجبة القبول" في ظل غياب العقوبات وعدم ممانعة اميركا تحديدا طالما ستتوحد ساحات المعركة من اجل مواجهة الارهاب. من هنا فان ربح معركة قيادة الجيش سيشكل ورقة قوية تمكن حاملها من "أش" جميع اوراق اللعبة من على الطاولة اللبنانية بما فيها رئاسة الجمهورية التي حينها ستصبح بحكم "تحصيل حاصل".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك