Advertisement

المرأة

متلك متلو: حلم المثالية لا المثلية

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
29-06-2015 | 08:56
A-
A+
Doc-P-29763-6367053008250081711280x960.jpg
Doc-P-29763-6367053008250081711280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هو شاب لا تحتاج الا لثوان لتعرف أنه مثلي. يرتدي قبعة مزينة بالستراس والدانتيل وحذاء رياضياً نسائياً وقميصاً وسروالاً ضيقين يظهران تفاصيل الجسم مع بشرة تلمع تحت أشعة الشمس من جراء مساحيق التجميل الموضوعة عليها بخجل. يتغندر في مشيته كأي صبية عشرينية، يلعب بخصلات شعره المصبوغ ويتحدث عن معاناته في جلسات إزالة الشعر بواسطة الليزرو تكاليفها الباهظة. انه نموذج صارخ لفئة من الشباب يطلق عليهم إسم "مثليي الجنس" بديلا عن "الشاذين جنسيا" في الفترة الأخيرة. فهل يقبل المجتمع اللبناني وجودهم بسهولة؟ الى أي درجة يتقبل اللبنانيون زواج المثليين في بلد تجرع بصعوبة مسألة زواج مدني عقد على أرضه؟ هل المثلية الجنسية مرض أو إنحراف وما هي الأسباب الطبيعية أو البيولوجية التي تكمن وراء حالات الشذوذ الجنسية؟ بحسب دراسة قامت بها إحدى الجامعات السويدية، فإن المثليين الذين ينجذبون الى نفس الجنس، نوعان: الأول ينجذب ولا يمارس المثلية، والثاني ينجذب ويمارسها، وقد يكون في بعض الأحيان غير منجذب الى نفس الجنس، لكنه يمارس هذه الأفعال بسبب إضطرابات نفسية، وهم يمتازون بتعدد الشركاء الجنسيين بمعدل يتراوح بين ثلاثة الى خمسة أشخاص سنوياً. من وجهة النظر العلمية، ليست المثلية مرضاً جينياً، وبالتالي لا تعد مرضاً له علاج طبي. فأحدث الدراسات تشير الى أن لا علاقة للجينات بالأمر، وأن الامراض التي يمكن ان تنتشر بسبب هذه الممارسات خطيرة ومتنوعة منها : السيدا، سرطان الغدد اللمفوية وخلل في جهاز المناعة. أما الأسباب الطبيعية او البيولوجية المسببة لحالات الشذوذ الجنسي فتنقسم الى قسمين: الإختلال الهرموني وفي مقدمه نقص هرمون التستوسترون عند الرجال، والثاني العوامل الوراثية على رغم أن العلماء لم يستطيعوا ان يحددوا حتى الان الجينات المسؤولة عن الإنحراف الجنسي، وبالتالي لا يمكن لأحد ان يجزم ما هو الطبيعي وما هو الشاذ، إلا أنه وفي هذا الموضوع بالتحديد يرى الكثيرون ان الطبيعة فرضت نفسها، فهم يعتبرون أنه لا يمكن لذكر وذكر أن يتكاثرا كما لا تستطيع أنثى وأنثى أن تنجبا، وهذا هو في أساس الغرض من العلاقة الجنسية وبالتالي تكون العلاقة بين مثليين خارجة عن الطبيعة. يقول المحامي بالإستنئاف بيار داغر أن المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني تنص على أن كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة، وهذه المادة تستخدم لتجريم المثليين في لبنان، الذين يواجهون خياراً صعبا يتمثل أما بالمغادرة أو العيش حياة مزدوجة، بما أن القانون اللبناني يجرم هذا الفعل على رغم أن موضوع المثليين يتطور منذ فترة من خلال تعبيرهم الجريء عن أنفسهم أكثر من الماضي، حيث كان يعتبر بمثابة "تابو" ولم يكن احد ليتجرأ عن الإعلان عن نفسه، مع الاشارة الى انه ليس من السهل الحصول على أعداد المثليين في مجتمع منقسم بين من يقبلهم ومن لايزال يرفضهم. من وجهة النظر الدينية، تدين المسيحية الشذوذ الجنسي وتحذر من مغبة القيام بهذا العمل، وقد جاء في الكتاب المقدس:" لا تضلوا، لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مضاجعو ذكور يرثون ملكوت السموات(كورنثوس الأولى)" وقد أصدر الفاتيكان وثيقة تمنع الشاذين جنسيا من كل السيامات وحتى الزواج. لفظة لواط لم ترد في القرآن الكريم بشكل مباشر إنما ورد ذكر حكم قوم لوط الذين إجتمعوا على ارتكاب هذه الفاحشة، وفي السنة النبوية الشريفة الأحاديث التي وردت عن اللواط عديدة ومنها"ملعون من عمل عمل قوم لوط". هل فعلاً بات لبنان من أهم دول المثليين في الشرق الأوسط؟ وهل تتفشى المثلية بيننا، وكيف السبيل الى الحد من هذه الظاهرة الاجتماعية التي تدينها كل الاديان السماوية ؟ إنه كابوس آخر يقض مضاجع مجتمع لا يزال يتمسك بوضوح بقيمه ومبادئه ومثاليته لا مثلييه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك