Advertisement

أخبار عاجلة

"نسر عرسال" في "العسكريّة"

Lebanon 24
30-06-2015 | 01:27
A-
A+
Doc-P-30007-6367053009694600441280x960.jpg
Doc-P-30007-6367053009694600441280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على مدى أكثر من عشر دقائق، وقف زياد الأطرش بذقنٍ نصف حليقة ينتظر دوره في قاعة المحكمة العسكريّة، واضعاً يديه خلف ظهره، ومرتدياً بيجاما رماديّة. يدرك الموقوف العرسالي أنّ التّهم الموجّهة إليه لا تعدّ ولا تحصى: من الانخراط في "جبهة النصرة" والقيام بأعمال إرهابيّة كزرع الألغام ورمي القنابل وإطلاق الصواريخ باتجاه منطقتي اللبوة والنبي عثمان، مروراً بمراقبة تحرّكات الجيش في المنطقة لاستهداف آلياته ودورياته، ووصولاً إلى تجهيز سيارات وتفخيخها وركن إحداها في «المعمورة" ليلة عيد الأضحى لتفجيرها (محاولة لم تنجح) وتفجير سيارة أخرى في «النبي عثمان»، حيث سقط عدد من الشهداء والجرحى. وعليه، فإن برنامج "العسكريّة" بالأمس كان حافلاً بأربع جلسات مخصّصة للأطرش الذي تمّ إلقاء القبض عليه منذ أكثر من سنة، بعد أن تردّد أنّه قتل برفقة عمر الأطرش عبر استهداف سيارة الأخير في سوريا بصاروخ موجه في نهاية العام 2013. وقف شقيق الإرهابي سامي الأطرش الملقّب بـ "الداروخ" (الذي قتل خلال مداهمة الجيش لأحد المنازل في وادي حميد)، من دون أن ينبس ببنت شفّة، حتى سأله ابراهيم إن كان شقيقه للأطرش فردّ إيجاباً، ومؤكّداً أن أحمد عبدالله الحجيري هو نفسه الملقّب بـ "نسر عرسال". بالطبع، لم يمثل شركاء الأطرش والمتهمون في القضيّة نفسها أمام القضاء، وهم: سامح البريدي ومحمد الحجيري والسوري أيمن عزلي، إلا أن "الشريك الدسم" الملقّب بـ "نسر عرسال" هو هنا. فقد أسعفت ذاكرة العميد ابراهيم الجلسات، ليطلب من العسكريين في المحكمة أن يستدعوا "النسر" الذي تمّ توقيفه منذ أقلّ من حوالي الـ17 يوماً وهو يخضع للتحقيق. وما هي إلا دقائق حتى كان ابن الـ27 عاماً يقف تحت قوس المحكمة بثيابه الرثّة ووجه مشوّه بجرح ملتئم وممتد على خدّه الأيمن، واضعاً يده على عينه اليمنى التي بدا أنّه لم يعد يرى بها. ظنّ البعض أنّ "نسر عرسال" تعرّض للضرب، غير أنه ما لبث أن أوضح أن إصابته هي إصابة حرب خلال قتاله في الجرود. سريعاً، تنصّل الموقوف حديث العهد من تنظيم "داعش" و "جبهة النصرة"، مشيراً إلى أنّه لا يقاتل إلى جانب أي من التنظيمين، بل إنّه "المقاتل الفاتح على حسابه" يعمل وحيداً في "ساحات الجهاد"! أمّا بالنسبة للقبه، فقد ادعى "خليفة عمر الأطرش" (الذي قتل في سوريا) في إدخال السيارات المفخّخة إلى لبنان، أنّ المقربين منه كانوا ينادونه بـ "نسر عرسال" مذ كان صغيراً، وما لبث أن رافقه اللقب "حتى بعد الأحداث"، نافياً أن يكون اللقب قد ألصق به بسبب حبّه لقيادة الطائرات الحربية. وقد تعرّف "نسر عرسال" على المــوقوف زياد الأطرش، بعد أن أدار وجــهه ووضع يده جيداً عل عينه اليمنى مركّزاً بالنظر بعينه اليسرى. كما أكّد أنّه عمــل مع شقيــقه سامي الأطرش "غير أنّنا اختلفنا في الفترة الأخيرة". وبالرغم من ذلك، لم تنعقد الجلسة بسبب عدم توكيل "نسر عرسال" لمحامٍ حتى إبّان التحقيق معه عند قاضي التحقيق العسكري، مؤكداً أنّه سيفعل فور الاتصال بأهله. كما قام العميد ابراهيم بتسطير كتاب إلى نقابة المحامين لتكليف محامٍ، حتى تنعقد جلسته المقبلة إذا لم يعمد إلى توكيل محامٍ. وقد تأجلت هذه الجلسة ومعها كلّ جلسات زياد الأطرش بسبب تقديم وكيلته المحامية عليا شلحة لدفوع شكلية، واستمهالها في المرافعة في القضيّة المتعلّقة بسيارة المعمورة. ولذلك، فقد أرجأ ابراهيم الجلسات الأربع إلى 22 كانون الثاني 2016. الجولاني بدلاً من ريفي! وفي "العسكريّة" أيضاً، مثل الموقوف طلال مصطفى العيسى مع تغيّب المدعى عليهم الآخرين (الصادرة بحقهم مذكرات توقيف غيابية) في القضيّة نفسها المتعلّقة بأحداث طرابلس واستهداف الجيش، وهم: خالد العبدالله الملقّب بـ "أبو عبدالله الفراش"، وعماد رضوان، ومصطفى جوهر، وبلال السيّد، ويوسف العلي، ورائد كنجو. وقد تراجع العيسى عن إفادته الأوليّة التي ذكر فيها الكثير من تفاصيل الأحداث وأهمّها أنّه كان ينتمي إلى مجموعة مسلّحة بقيادة خالد العبدالله ويتقاضى عبر عماد رضوان راتباً شهرياً قدره 300 دولار أميركي. وهو قام أكثر من مرة (ذكر التواريخ في إفادته الأوليّة) باستهداف الجيش عبر رمي القنابل وإطلاق النار بـ "إينيرغا" عبر سلاح من "نوع كلاشينكوف" تسلّمه ثم أعاده إلى عميد حمود، وفق إفادته الأوليّة ثم عند قاضي التحقيق. ولفت الموقوف الانتباه في إفادته الأولية (التي أنكرها أمس) إلى أنّ أحداث 19 حزيران الماضي التي حصل خلالها اعتداءات على الجيش، أتت بعد اجتماع موسّع عقده شادي المولوي وأسامة منصور ومحمود الحلاق و50 مسلحاً في "مسجد الجهاد" في شارع سوريا. وأشار أيضاً إلى أنّ محمود المعوشي قام بتأليف مجموعة تابعة لـ "النصرة" في طرابلس وقوامها أكثر من 15 مسلحاً. أما بشأن إطلاق العيسى النار في الهواء عند الإطلالة الأولى لأمير "النصرة" في سوريا أبو محمّد الجولاني، فقال إنّ "الشباب قالوا لي إنّه (وزير العدل أشرف) ريفي، فقمت بإطلاق النار ابتهاجاً على اعتبار أنّه ابن بلدي، وما إن علمت أنّه الجولاني حتى توقّفت عن ذلك". وقد ترافع وكيل العيسى المحامي مأمون المصري، فيما قرّرت المحكمة الحكم على الموقوف بثلاث سنوات أشغالا شاقة وتجريده من حقوقه المدنيّة وإلزامه تقديم بندقية حربيّة من نوع كلاشينكوف. وحكمت أيضاً على المدعى عليــهم الآخــرين بالأشغال الشاقة المؤبدة وتنفيذ مذكرات إلقاء القبض بحقهم. كما مثل أمام هيئة المحكمة الموقوف عبد الكريم النشار (المعروف بقربه من حزب الله) بعباءته البنيّة بعد توقيفه منذ أقلّ من شهر. وبعد أنّ أشار الموقوف الى أنّه لم يوكل محاميا، فقد طلب العميد ابراهيم تسطير كتاب لنقابة المحامين لتوكيل محامٍ عنه، مرجئاً الجلسة إلى 11/13 المقبل. (لينا فخر الدين - "السفير")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك