Advertisement

صحافة أجنبية

اللعب بالنار

Lebanon 24
07-07-2015 | 00:13
A-
A+
Default-Document-Picture.jpg
Default-Document-Picture.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
العماد عون يلعب بالنار، فهو يحرّض المسيحيين على النزول إلى الشارع، مستخدماً حججاً واهية وغير صحيحة بأي شكل من الاشكال، ومفادها ان المسيحيين يتعرضون للتهميش وثمة فريق من اللبنانيين يغتصب حقوقهم، ويعاملهم كذميّين الأمر الذي يرفضه رئيس التيار الوطني الحر الذي خاض في أوائل تسعينيات القرن الماضي حرب إلغاء المسيحيين الذين يدعي هذه الأيام انه يخوض وحده معركة استرداد حقوقهم المغتصبة من قبل شركائهم المسلمين وتحديداً من قِبل الطائفة السنية التي وصفها بأنها أخطر من داعش ومن الداعشيين على الوجود المسيحي في لبنان تماماً كما تشكّل داعش خطراً على الوجود المسيحي في المنطقة العربية، وفي العالم الإسلامي، فكيف يمكن لرئيس التيار البرتقالي ان يدّعي انه يدافع عن المسيحيين وعن حقوقهم المغتصبة من قبل المسلمين وهو يعلم علم اليقين انه بذلك يتعدى على الواقع وعلى الحقيقة إذا لم يكن أكثر من ذلك، لأن الذين يتهمهم بالاعتداء على حقوق المسيحيين شركاءهم في الوطن وفي العيش الواحد بعزة وكرامة هم أبعد ما يكون عن مثل هذه الاتهامات العونية التي لا تمت إلى الصحة والدقة بأي شكل من الاشكال وبالتالي ما الذي يهدف إليه العماد عون من وراء تحريض المسيحيين وإثارة العصبية الطائفية أبهذه الطريقة تستعاد حقوق المسيحيين المغتصبة إذا افترضنا ان ثمة من يغتصب هذه الحقوق وبالتحريض على الآخرين تصان هذه الحقوق، أم بالتعاون مع الجميع لكي تقف الدولة على رجليها، وتنتظم المؤسسات التي يمعن رئيس التيار البرتقالي بتعطيلها من خلال تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية رغم المناشدات المتكررة للبطريرك الماروني له لكي يتوقف عن التعطيل الذي هو أخطر على المسيحيين حتى من حرب الالغاء التي قادها ضدهم في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وبرغم من إجماع كل القيادات المسيحية - المسيحية الأخرى على تحميله شخصياً مسؤولية ضياع رئاسة الجمهورية من يد المسيحيين بسبب إصراره على تنفيذ مشروع تغيير نظام لبنان وإلغاء التعددية التي يتميّز بها هذا البلد والتي يُشكّل احترامها من قبل كل المكونات اللبنانية سر ميزة هذا اللبنان الفريد في نظامه في هذه المنطقة ذات الأكثرية الإسلامية، أم بتعاونه مع القيادات المسيحية الأخرى ومع القيادات السنية في هذا البلد لإنهاء الأزمة الرئاسية التي تخص المسيحيين بإنتخاب رئيس مسيحي للجمهورية يُشكّل وجوده الضمانة الوحيدة لحقوق المسيحيين الذين يدّعي رئيس التيار البرتقالي العمل ليل نهار لاستعادة حقوقهم التي يدّعي انها مغتصبة أو مستلبة من المسيحيين وتحديداً من قبل الطائفة السنية شريكهم في الوطن ورائدة الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى صيغة العيش المشترك منذ ان قامت دولة لبنان الكبير. لم يعد يخفى على أحد ان الهمّ الأساسي والوحيد لرئيس التيار البرتقالي ليس استعادة حقوق المسيحيين وهي محفوظة بل احتلال قصر بعبدا مجددا كما احتله في أواخر الثمانينات لاعلان حرب الالغاء من جديد وإيصال صهره إلى قيادة الجيش وبذلك يبسط يده على لبنان ويقيم دولة العونية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك