Advertisement

المرأة

قطار "عمو غسان" الرمضاني.. قصة أملٍ تجوب البقاع

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
07-07-2015 | 06:49
A-
A+
Doc-P-32800-6367053025149366471280x960.jpg
Doc-P-32800-6367053025149366471280x960.jpg photos 0
PGB-32800-6367053025171687791280x960.jpg
PGB-32800-6367053025171687791280x960.jpg Photos
PGB-32800-6367053025164280721280x960.jpg
PGB-32800-6367053025164280721280x960.jpg Photos
PGB-32800-6367053025156773541280x960.jpg
PGB-32800-6367053025156773541280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن يعلم غسان ديب يوماً انه سيكون نجم رمضان المفضل لدى الاطفال، هو الذي ترك التجارة التي ورثها عن والده ليصبح سائق قطار خلال شهر رمضان المبارك وطيلة فصل الصيف في بلدات رياق وماسا وعلي النهري. ولد غسان في بلدة تمنين - بعلبك المقابلة لبلدتي رياق وعلي النهري وتفصل بينهما بضعة كيلومترات، تركها منذ عام 1993، على خلفية حادث قضاء وقدر حصل عن طريق الخطأ مع شقيقه الاكبر في ذلك العام. مما اضطر العائلة يومها الى ترك المنزل وترك اكبر المستودعات لبيع المواد الغذائية لينتقلوا الى منزل جديه في علي النهري. ومنذ ذلك الحين لم يزر تمنين مطلقا. يعود غسان بالذاكرة يوم كان والده أحد اكبر تجار بيع الجملة، وكيف كانت تجارتهم تزدهر وتنمو حتى انه ترك مدرسته عن عمر 12عاماً لالتحاق في محل والده. بعد وقوع الحادثة، اضطرت عائلة غسان على ترك كل شيئ والهرب من دون استطاعتهم من تفريغ المستودعات، فاقفلت وفسدت فيها البضائع وتلفت بعد انقضاء فترة طويلة. لم تفلح الوساطات التي قامت بها الاحزاب في المنطقة من أجل اقامة المصالحة بين العائلتين، حتى بعد خروج شقيق غسان من السجن وقضاء محكوميته. وتابع غسان عمل والده من جديد، وعاد الى نقطة الصفر منذ ذلك الحين حتى عام 2011، يوم قرر ترك التجارة العامة بعدما شعر بالاشمئزاز من معاملة الناس ومن خبث بعضهم ودهاء البعض الآخر. وقال: "الناس تغيرت، لذلك قررت التفتيش عن عمل اتشارك فيه مع الاطفال، فهم ابرياء ولا يعرفون لا الغش ولا النميمة". ولد مشروع "التران" في رمضان 2014، ووضعت الخطة على سكة التنفيذ اوائل عام 2013 واستغرق تنفيذه عاماً ونصف العام، بعد ان حققت نجاحاً مع صديق له في بلدة كفرصير الجنوبية ويدعى وسام قميحة والذي كان له الفضل الكبير على انطلاقة غسان في مشروعه. ويروي غسان انه توجّه الى قميحة طالباً منه المساعدة لشراء السيارة الاولى التي بدأ مشروعه بها وهي مخصصة لملاعب الغولف وتعمل على مادة البنزين وقد كلفته حينها تسعة آلاف دولار، وهي يابانية الصنع ماركة هيتاشي، صنع 2013. انا لا ابغي الربح المادي يقول غسان:" فأنا في كثير من الاحيان، لا آخذ بدل اتعابي والذي هو الف ليرة عن الصغار والفين عن الراشدين، فمن الممكن كثيراً أن أرى أطفالاً يقفون بعيداً وهم لا يحملون مالاً، "فالكزدورة على حسابي "، المهم ان لا يشعر الولد بالغبن، فما ذنبه ان ولد فقيراً، وبكل الاحوال فإن هذا المشروع ولد من اجل الفقراء وليس لميسوري الاحوال، لان الغني باستطاعته التوجه يومياً الى مدينة الملاهي، اما الفقير فلا". المشهد نفسه كل يوم، أطفال ينتظرون على شرفات منازلهم منتظرين "عمو غسان" وما ان يطل حتى يعلو الهتاف والصراخ وصيحات البهجة تعلو المكان. غسان لا يستطيع اليوم تأمين الطلب في البلدات الثلاث حالياً على الرغم من توسيع المشروع ليشمل قطارين. وعلى الرغم من دخول قطار أحد ابناء البلدة على خط المنافسة الا ان الاهالي يفضّلون "عمو غسان" لان الاتزان عنوانه وسلامة الاطفال هدفه. والفرق بين القطارين ان القطار الآخر هو كناية عن مقصورة دمجت بسيارة رباعية دون التقيد بأي معيار للسلامة العامة على عكس عمو غسان الذي يمنع اي طفل من الوقوف ويمشي باتزان وبسرعة خفيفة حرصاً عليهم. أفكار عمو غسان كثيرة ومشاريعه التي يحلم بها لن يقدّرها أهل المنطقة، فهم وبحسب تعبيره "يخافون الافكار الجديدة التي أصبحت بالية في بلدان غير لبنان وهم يحرصون على العادات والتقاليد التي نشؤوا عليها في البقاع، فهذه المشاريع بالنسبة للبعض هي مجرّد "فذلكات". وينوي عمو غسان إقامة حفل تومبولا على مدى الاشهر الثلاثة القادمة، في مناطق مختلفة كباحة مطعم او في صالة العاب للاطفال أما الهدايا فتشمل هواتف خلوية، كومبيوترات لوحية وغيرها.. افكار كثيرة تجول في خاطر الشاب الاربعيني، ولكن صدمة العادات والتقاليد التي تغزو قاطني المنطقة مرهقة ومحبطة ان وقف عندها. لكن غسان ديب مصرّ على المضي قدما حتى لو خسر، فالتغيير بحاجة الى كسر حلقة الجهل، فهذه الافكار والمشاريع كفيلة بإعادة الحياة الى سهل دمره حرمان الدولة عنه وغيابها. غسان الذي لا يخاف ان يقوم غيره بإنشاء القطارات وتشغيلها لأنه يؤمن بأن رب العالمين يرسل لكل منا رزقته، وهو حالياً يدرس مشروع بناء عربة فريدة ومبتكرة خاصة لنقل العروسين فيها يوم زفافهما. ويستطرد بالقول:"آمل ان تتحقق جميع امنياتي, وان يعم السلام لبنان ويعود البقاع عنوانا للاصطياف والبردوني عنوانا لملتقى الاحباب، وان يندحر الارهاب عن جبالنا، وان يشبع الخاطفون وان يكفوا عن طلب الفديات المالية، لان الصورة التي اعطيت عن البقاع مغايرة عن واقع اهل البقاع، فهم اهل الكرم والاصالة".
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك