Advertisement

مقالات لبنان24

افرح.. احزن واطلق الرصاص.. أنت في لبنان!

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
28-07-2015 | 07:09
A-
A+
Doc-P-41004-6367053067805299221280x960.jpg
Doc-P-41004-6367053067805299221280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لكل مناسبة في لبنان طقوسها وأعرافها الخاصة، لكن القاسم المشترك بينها هو ظاهرة إطلاق الرصاص سواء إبتهاجاً أو حزناً. فبهذه الطريقة غير الحضارية يعبر اللبنانيون عن مشاعرهم فتتحول في كثير من الأحيان الأفراح الى أتراح أو تتضاعف الأحزان بوقوع ضحايا أبرياء بـ"نيران صديقة". هذا الواقع المتفلت من المحاسبة تعكسه أخبار الموت المجاني بالرصاص الطائش التي تنتهي بوضعها في خانة "القضاء والقدر". فمن يتحمل مسؤولية كل الدماء التي تسقط من جراء رصاص تافه يوجه الى السماء؟ أصبح إطلاق النار في لبنان عرفاً، وكذلك سقوط الضحايا من جراء الاستعمال العشوائي للسلاح. فالألعاب النارية وحدها لا تفي بالغرض المطلوب بالنسبة الى اللبناني، حتى المسدس لا يكفي إذ يعمد مطلقو النار الى استعمال أسلحة من العيار الخفيف وأحياناً المتوسط مثل البنادق الحربية، وفي كل المناسابات: أعراس، وتشييع واحتفاء بالشهادات العلمية على تدرجاتها. كما أن أزيز الرصاص بات يشكل إشارة أو دليلاً على أن رئيس حزب ما يطل على جمهوره فينهمر الرصاص كالمطر حاصداً المزيد من الضحايا الذين يسقطون بالرصاص المجهول المصدر مما يؤدي الى الوفاة أحياناً أو في أحسن الأحوال الى إعاقة دائمة، عدا عن ترويع الناس وتخويفهم. هذه الظاهرة العشوائية يبدو أنها موروثة. ففي معظم المناطق اللبنانية هناك اعتقاد بأن الفرح أو الحزن من دون إطلاق عيارات نارية "لا نكهة له ولا طعمة"، لكن ماذا يقول القانون عن هذه الظاهرة غير الحضارية؟ ينص القانون اللبناني، الذي لم يلحظ أي تعديل عليه منذ العام 195، على معاقبة وتغريم كل من يطلق النار في الأماكن الآهلة وغير الآهلة، ويخص الأماكن التي يتواجد فيها الناس في مساكنهم أو أماكن عملهم أو مقرات توفير الخدمات الخاصة والعامة أو في حشد من الناس ولو كان خارج هذه الأماكن، سواء تم إطلاق الرصاص من سلاح مرخص أو غير مرخص. القانون قصد بذلك حماية أمن المواطنين والحفاظ على سلامتهم وراحتهم، منطلقاً من أن إطلاق النار لأي سبب قد يؤدي بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى إهدار تلك الحماية وإقلاق راحة الناس وترويعهم وتعريضهم للخطر. العقوبة المنصوص عليها هي الحبس من ستة أشهر الى ثلاث سنوات، إضافة الى الغرامة أو فرض إحدى العقوبتين، وذلك بحسب طبيعة الفعل والجرم ويصادر السلاح من مطلق النار في كل الأحوال. من منظار علم الاجتماع، يعتبر إطلاق النار شكلاً من أشكال التعبير المفرط والمبالغ فيه، والذي يفترض التخلي عنه بسبب ما قد يلحقه من أذى أو ضرر، ويجب التعبير عن أي شعور في أي مناسبة أو ظرف بطرق أخرى من دون إطلاق النار أو استعمال السلاح، بحسب أستاذة علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتورة ماغي سعد، التي تقول إن جزءاً من هذه الظاهرة هو من مخلفات الحرب الأهلية، والجزء الآخر يعود الى ما قبل الحرب حين كان المواطنون يخرجون للتظاهر حاملين السلاح تعبيراً عن القوة وتحدي السلطة، وقد ساعدت الحرب على أن يمتلك معظم اللبنانيين قطعة سلاح. إطلاق النار في المناسبات هو امتداد للنموذج العربي الذي يعتبر أن السلاح " زينة الرجال" والذي يتحول الى وسيلة ممتعة واستعراضية بالنسبة الى مطلق النار، الذي يشعر بفائض القوة على المستوى النفسي وبتفوقه على الآخرين على المستوى الاجتماعي. أما إنهاء هذه الظاهرة، بحسب سعد، فهو ممكن إنما يتطلب العمل على مختلف الصعد، وأهمها التربية على المستوى الوطني بشكل عام بهدف الوصول الى تغيير عميق لثقافة اللبنانيين بالتعامل مع مفهوم الحماية والأمن ، كما أن الاعلام يلعب دوراً إيجابياً في هذا المجال. مع تراجع هيبة الدولة لصالح الفلتان المسلح، سيبقى إطلاق النار في المناسبات سيد الموقف وستبقى القوانين المرعية "حبراً على رصاص". ("لبنان24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك