Advertisement

إقتصاد

النفايات في الكرنتينا: السمك والرغيف مهددان

Lebanon 24
31-07-2015 | 00:44
A-
A+
Doc-P-42158-6367053073647077151280x960.jpg
Doc-P-42158-6367053073647077151280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أزيلت النفايات، أمس، من معظم شوارع العاصمة. الإعلان عن «وُجهة» هذه النفايات اقتصر على منطقة الكرنتينا، كـ"ملاذ" لنفايات بيروت الإدارية، فيما توزعت نفايات الضاحية بين "مطمر" "الكوستا برافا"، ومنطقة الرمل العالي، على طريق المطار. يُجمع المعنيون على الصيغة المؤقتة لهذا الحل "إلى حين إقرار خطة واضحة للنفايات"، إلا أن هذه "الحلول" ستؤدي حتماً إلى تفاقم الأزمة، لا إلى حلّها في ظل عجز الأماكن عن استيعابها، إذ يتخوّف البعض من استحداث مطامر ومحارق عشوائية وعبثية. على مقربة من المدخل الرئيسي لسوق السمك المركزي في منطقة الكرنتينا، وعلى بُعد أمتار قليلة من مطاحن "بقاليان" التي تنتج بين 35 و40 بالمئة من حاجة لبنان الى الدقيق المستعمل في صناعة الخبز العربي (وفق ما تقول الشركة)، سيتم وضع جزء كبير من نفايات بيروت الإدارية. يقول محافظ مدينة بيروت، القاضي زياد شبيب في حديث إلى "الأخبار"، "إن الكرنتينا ليست المكان الوحيد الذي سيتم وضع النفايات فيه، بل هناك خمسة إلى ستة أمكنة في بيروت سيتم توزيع النفايات عليها". لم يُعلن شبيب أسماء هذه الأماكن "لأنه لا داعي للتهويل على الناس"، فيما أثارت بعض المصادر المطّلعة وجود مقترح لعقار قرب حرج بيروت، سيستخدم في حال نفاد سعة تخزين هذه الأماكن. يصرّ شبيب على أن المكان الذي خُصِّص لوضع النفايات في منطقة الكرنتينا "ليس مكبّاً عشوائياً للنفايات، هو مكان لوضع النفايات الموضبة من قبل شركة سوكلين، تمهيداً لطمرها أو معالجتها"، لافتاً الى أن هذه النفايات سيتم وضعها "مكان موقف الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت". من جهته، يقول رئيس نقابة مالكي الشاحنات العمومية، نعيم صوايا، إن الموقف تابع للبلدية، وإنهم أخبروا منذ أيام بضرورة إخلائه. والموقف هو عبارة عن "بورة" قديمة تبلغ مساحتها حوالى 20 ألف متر، «كانت مكباً للنفايات قبل أن يلجأ أصحاب الشاحنات منذ نحو 8 أشهر الى تنظيفها واعتمادها كموقف لهم". ويلفت صوايا الى أن أصحاب الشاحنات "تركوا الموقف، لكنهم بانتظار البديل، مشيراً الى "وعد تلقوه من وزير الداخلية نهاد المشنوق ومن المحافظ شبيب يقضي بإعطائهم عقاراً آخر "تابعاً لإدارة المرفأ يتسلّمه حالياً المتعهّد عبد الرحمن حورية". ويلمّح صوايا الى تهديد باقتحام هذه المساحة وأخذها من قبل أصحاب الشاحنات "إذا لم يسلّمونا إياها"، يوم الاثنين المقبل. وإذا كانت مصلحة أصحاب الشاحنات تتوقف على إيجاد البديل للموقف فقط «ذلك أن ضرر النفايات علينا يعد محدوداً"، وفق ما يقول صوايا، فإن الضرر الكبير يقع على عاتق أصحاب البسطات في سوق السمك المركزي، إذ يقع الموقف على مقربة من المدخل الرئيسي للسوق، من هنا يأتي اللقاء الذي ستعقده نقابة باعة الأسماك ونقابة أصحاب الشاحنات العمومية في المرفأ وإدارة سوق السمك المركزي، "للتشاور في الخطوات التي يمكن اعتمادها لتفادي تداعيات هذا الأمر»، وفق ما يقول رئيس نقابة باعة الأسماك عبدالله غزال. هذا الأمر دفع وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور الى الإعلان، أمس، عن «إقفال سوق السمك المركزي الى حين الانتهاء من أزمة النفايات"، وهي خطوة تطرح تساؤلاً حول الآلية المعتمدة لإيجاد بديل من السوق المركزي. لا يتوقف الأمر على المصدر الرئيسي للسمك في لبنان، بل يشمل تأثيره على مطاحن "بقاليان"، التي تبعد أمتاراً قليلة عن الموقف، وعلمت "الأخبار" أن مندوبين في وزارة الصحة قصدوا المطاحن، أمس، "لأخذ عينات من الدقيق والتأكد من سلامة مواصفاتها". إدارة المطاحن كانت قد أعلنت، منذ أيام، عزمها على "الإقفال والتوقف عن العمل بعد اتخاذ قرار بتجميع النفايات في أرض ملاصقة للمطحنة، ما يلحق الضرر البالغ بهذه المطحنة التي تنتج بين 35 و40 بالمئة من حاجة لبنان الى الدقيق المستعمل في صناعة الخبز العربي". حينها، ناشدت المسؤولين "وقف عملية تجميع النفايات حرصاً على صحة وسلامة المواطنين". إلا أن شبيب كان قد قال في حديث إلى "السفير"، إنه "لن يأخذ في الاعتبار أي احتجاج من أي نوع كان وممن أتى، لأننا اليوم في مرحلة طوارئ. وعلى الناس أن يُدركوا أن إزالة النفايات من الشوارع باتت أمراً داهماً. ومن لديه أي اعتراض فليتقدّم به أمام مجلس شورى الدولة". تقول مصادر في بلدية بيروت إنه يجري جمع نفايات بيروت الإدارية "بطريقة التوضيب والتكديس ووضعها بصورة مؤقتة. تصرّ المصادر على "الصيغة المؤقتة" لهذا الوضع، «ذلك أن المخطط التوجيهي للمنطقة لا يمكن أن يستوعب مشهد نفايات متكدّسة"، مشيرة الى "التصورّ العصري لمدخل بيروت الشمالي الذي يتضمن بنى تحتية متطورة ومخططاً يليق بالواجهة البحرية للمدينة. بخلاف حديث بلدية بيروت عن توضيب "مرتّب" للنفايات، فإن الجهات المعنية في المنطقة تؤكد أنه يتم رمي النفايات "بصيغته العشوائية على ضفة نهر بيروت"، إضافة الى وضعها "في أماكن مبعثرة". يقول شبيب في هذا الصدد إن "هناك مبادرات فردية قامت بها بعض الجهات تمثلت برمي النفايات بطريقة فردية وغير منظمة". ماذا عن مشهد النفايات العشوائي الذي يوثقه أهل المنطقة؟ يجيب شبيب بأن "شركة سوكلين لم توضب الدفعة الأولى من النفايات بالطريقة المطلوبة"، لافتاً الى "أنه طلب من سوكلين توضيب النفايات بشكل مناسب، وبالتالي فإن أي دفعة جديدة ستكون موضبة". هذا على صعيد بيروت الإدارية، فماذا عن بقية النفايات في العاصمة؟ تفيد المعطيات بأن النفايات التي تجمعها شركة "سوكلين"، توضع غالبيتها في منطقة "الكوستا برافا". "أكثر من 70% من النفايات التي يتم لمّها من الضاحية تذهب الى هناك"، تقول مصادر بلدية في الضاحية الجنوبية لـ"الأخبار". ينفي رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا هذا الأمر، ويكتفي بالقول "الأمر في عهدة سوكلين، لا نعرف أين تذهب بها، إلا أن الحديث عن طمرها في منطقة الكوستا غير صحيح". تقول المصادر نفسها في هذا الصدد إن «القسم الذي لا يُطمر في منطقة الكوستا يوضع في منطقة الرمل العالي، أي طريق المطار". "الأخبار" حاولت التواصل مع وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، لتوضيح موقف الوزارة من هذا الأمر، على اعتبار أن "عقار الكوستا برافا يتبع للوزارة"، وفق ما قالت مصادر «الكوستا» التي لفتت الى أن "الوزير زعيتر قال إنه لن يقبل بطمر النفايات"، وهو أمر يناقض المعطيات الواقعية المصورة، إلا أن زعيتر لم يرد على الاتصالات المتكررة. (هديل فرفور - "الأخبار")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك