Advertisement

لبنان

طمر النفايات في الكسارات.. زواج بالإكراه

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
31-07-2015 | 03:58
A-
A+
Doc-P-42218-6367053073874569951280x960.jpg
Doc-P-42218-6367053073874569951280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يشبه أحد الحلول المدرجة على طاولة اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النفايات الصلبة والقاضي بطمر النفايات المتراكمة في العاصمة والمناطق في المقالع والكسارات واقعة إرغام المغتصب على الزواج من الفتاة التي اعتدى عليها من أجل "السترة"، فهل يشكل هذا الحل خياراً استراتيجياً صحيحاً وصحياً؟ ولماذا التستر على الجرائم البيئية التي ارتكبتها ولا زالت مافيات معروفة تدير كسارات ومقالع في غالبيتها غير شرعية وغير مرخصة لكنها تحظى بغطاء سياسي مع غياب المراقبة والمحاسبة؟ في الأساس، تشكل المقالع والكسارات في لبنان خطراً كبيراً على البيئة، إذ يوجد على امتداد الاراضي اللبنانية أكثر من ألف كسارة معظمها يعمل بشكل غير شرعي، وقد ساهمت هذه الكسارات والمقالع في تدمير الغطاء النباتي وفي تلوث سمعي ونظري وهوائي، إضافة الى تلوث المياه الجوفية وزعزعة طبقات الأرض. المشكلة ليست بيئية فحسب فهي تتعدى البيئة إلى السياسة وتستحضر الروتين الإداري والفساد المستشري، إذ أن وراء كل كسارة تعمل مسؤول نافذ في الدولة، خصوصاً أن حكومات ما بعد الطائف لم تتوصل الى إقرار مخطط توجيهي شامل للحد من خطر نهش الكسارات لجبال لبنان ومواقعه الجميلة. نشاطات الكسارات في لبنان معظمها عشوائي، المرخص منها يعمل إما استناداً الى قرار صادر عن مجلس الوزراء أو عن البلدية المعنية، لكن اللافت أن بعض هذه الكسارات مجهز بمعدات حديثة قادرة على طحن صخور كبيرة تقدر بعشرة أطنان في عشر ثوان فقط، مما أدى الى تشويه أكثر من 5500 هكتار من الأراضي والتسبب بتصحرها. لكن وبعيداً عن فضيحة الكسارات بكل المعايير البيئية والادارية والتنظيمية وحتى السياسية هل يشكل طمر النفايات فيها حلاً مناسباً؟ ثمة من يقول أن الاقتراح الذي يخضع للدرس يقضي بنقل النفايات من بيروت وضاحيتيها وجبل لبنان إلى عدد من الكسارات في أعالي الجبال مثل كسارات ضهر البيدر ومنطقة التويتة الواقعة بين بلدات جديتا وتعلبايا وسعدنايل وحزرتا وكفرسلوان، حيث بلغ عمق الحفر في الجبال أكثر من 120 متراً. ويحكى أن الحكومة ستقدم الحوافز للمعترضين على تحول الكسارات الى مزابل، كما أن أصحاب الكسارات سيتلقون بدلاً مالياً يبلغ ما بين 6 الى 7 دولارات للطن الواحد من النفايات. وإذا صح الحديث تكون هذه الفئة قد جنت ما جنته من تشويه للبيئة سابقاً وستقبض اليوم ثمن تحويل أعالي الجبال الى مطامرعشوائية. يقول مدير معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند الدكتور منال نادر إن طمر النفايات في الكسارات هو حل غير مناسب على الاطلاق، الا إذا تم فرز النفايات وأعيد تدويرها وطمرت العوادم فقط. تحتاج الكسارات إلى تحضير الأرضية الصالحة للطمر حتى لو تم تغليفها قبل الطمر فهذه الأغلفة معرضة للاهتراء بفعل عامل الزمن وتسرب المياه والعصارة الشديدة السمية. كل هذه المواد الضارة، بحسب نادر، سوف تجد طريقها الى الأحواض الجوفية والمجاري السطحية وستلوث بالتالي الحوض المعني من أعلاه الى أسفله، أي من أعلى الجبل الى الساحل، كما أن طمر النفايات في الكسارات يحتاج الى كميات كبيرة من التراب مع الاشارة الى أن التربة في لبنان ضعيفة، ونحن لانملك الكميات الكافية منها. "إعادة ترميم وبناء الجبال أمر ملح لتستعيد الطبيعة اللبنانية رونقها لكن يجب اعتماد أساليب سليمة، لذلك سواء عبر الافادة من النفايات أو من خلال طرق أخرى تعيد البساط الأخضر الى تلالنا وجبالنا" كما يؤكد الدكتور نادر. مسلسل التشويه المتنقل من منطقة إلى أخرى بدأ منذ عقود بالكسارات ووصل الآن الى أزمة النفايات، على أمل أن يجد اللبنانيون يوماً حلولاً لأزماتهم المتلاحقة بعيداً عن "طبخة البحص". ("لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك