Advertisement

مقالات لبنان24

"غرائب وعجائب" نفايات السويد: أين منها لبنان؟!

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
31-07-2015 | 06:02
A-
A+
Doc-P-42277-6367053074363523401280x960.jpg
Doc-P-42277-6367053074363523401280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حين ابتلعت النفايات شوارع العاصمة وضواحيها، "هضم" اللبنانيون حقيقة مرّة مفادها ان المسافة بين لبنان والسويد أبعد بكثير مما يقارب الـ 3181 كلم. هذه الكيلومترات يمكن اجتيازها برحلة جوية تستغرق أربع ساعات. لكن هل من سبيل للوصول إلى بلاد الأيل، التي ترى في النفايات كنزاً ملوّناً؟! رحلة ليست بمستحيلة، لكنها تتطلب الاستحصال على "تذكرة سفر" كثيرة الشروط أو البنود. ولعلّ أولها وأهمها، مبدأ الايمان بأن الحفاظ على البيئة وحمايتها هو من الحفاظ على الحياة البشرية. تضع السويد 16 هدفاً بيئياً، تعمل على تحقيقه 26 جهة رسمية، بالإضافة الى اتباع سياسة بيئية ضمن الاتحاد الاوروبي. يصعب تخيّل مدى الاهتمام الذي يوليه الأفراد، والأحزاب، والجمعيات، والحكومة، من أجل الحفاظ على البيئة، ايماناً منهم بتوريث الأجيال القادمة عالماً نظيفاً وصحياً. كثيرون من اللبنانيين لم يصدقوا ان السويد تقوم بشراء النفايات من الخارج! لكن ما بدا مزحة أو وهماً، هو في الواقع حقيقة ملموسة. أكثر من ذلك، فإن عملية معالجة النفايات التي ينتجها السويديون مذهلة النتائج. بحسب الاحصاءات لعام 2014، عالجت السويد 4 547 160 طناً من النفايات وفق التالي: -16.4 % في المعالجة البيولوجية. -35.6 % في اعادة التدوير. -47.3 % في الحرق واستخراج الطاقة. -0.7 % ذهب للطمر. وبحسب الوقائع، فان نسبة معالجة النفايات ارتفعت من 77% الى 99% في السنوات العشر الأخيرة، بحيث ارتفعت نسبة إعادة التدوير من 29% الى 33%، ونسبة استخراج الطاقة من 38% الى 51%، مقابل انخفاض في نسبة الطمر من 22% الى 1%! ومردّ ذلك الى حسن فرز النفايات داخل المنازل! وتسعى السويد، حكومة وجمعيات ومنظمات، الى نشر التوعية حول أصول فرز النفايات، فلا يقتصر على فصل بقايا الطعام عن بقية القمامة، بل تفرز كل مادة على حدة. على سبيل المثال، يفضل عدم رمي الظرف البريدي مع الصحف أو الأوراق، لاحتوائه على الغراء الذي يؤثر في نوعية الاوراق التي خضعت لاعادة تدوير! كذلك، يفضل عدم رمي الأوراق في المستوعب المخصص للصحف، بغية الحفاظ على أفضل نوعية في إعادة التدوير. الأمر ذاته ينسحب على الزجاج، اذ يفضل عدم خلط الأكواب المخصصة للشرب مع العبوات الزجاجية الأخرى، نظراً إلى ختلاف نوعية الزجاج. يستحسن أن ترمى علب الكرتون نظيفة، لكن يجب عدم غسلها بالمياه الساخنة للحفاظ على الطاقة! وتخيّلوا انه يستحسن نزع الفتيل من الشمعة قبل رمي القاعدة. فالفتيل مصنوع من حديد أما القاعدة فهي من الومينيوم، وهذا ما يؤثر في عملية التدوير. تفاصيل أخرى كثيرة متعلقة بعملية الفرز قادرة على اذهالنا، نحن الذين اعتدنا ان نرمي بأوساخنا من السيارات والسطوح. في السويد، يحظر القانون (كما في لبنان) رمي القمامة في الأماكن العامة، بحيث تتفاوت العقوبة بين غرامة مالية وسجن لسنة كحدّ اقصى. يمكن الشرطة تحرير محضر ضبط بقيمة 800 كرون، أي ما يوازي مئة دولار لمن يرمي بالقمامة "العادية" في الطرقات، أي بقايا الطعام والزجاجات والعلب. واذ تقرّ السويد بأنها تعاني من مشكلة رمي أعقاب السجائر، التي تقدر بمليار سنوياً، تدعو بعض الجهات الى اعتبار من يقوم بهذا الامر مخالفاً ويجب معاقبته. ويبقى ان تشدد السويد في ابقاء شوارعها نظيفة مردّه الى ايمانها بنظرية "النوافذ المحطمة". نظرية لخبيري الجريمة جورج كيلينج وجيمس ويلسون اللذين استخلصا ان الجريمة هي نتاج الفوضى وعدم الالتزام بالنظام في المجتمعات البشرية. فاذا حطم أحدهم نافذة زجاجية في الطريق العام، وتُركت دون تصليح، فسيظنّ المارة ان ما من مسؤول او مهتم، لتبدأ نوافذ أخرى بالتحطم وتعمّ الفوضى في المنازل المجاورة، ثم المجتمع كلّه. ولا تقتصر هذه النظرية على عالم الجريمة، بل تشمل ايضاً مراتع القمامة، التي ان تركت مرة فستتمدد وتدوم... ("لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك