تتضارب المواقف من "داعش" ومن تقييم حضوره وقوته وسيطرته على الأرض في سوريا والعراق، نظراً للحضور القوي للتنظيم تلفزيونياً وإعلامياً وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أكثر منه على الأرض، ذلك أن داعش ومنذ ظهوره، أطل مارداً إعلامياً أكثر منه قوة عسكرية قادرة على السيطرة والتحكم في مساحات من الأراضي فضلاً عن التصدي لإنشاء دولة أو إدارتها، وهو ما سعت صحيفة "كوريريه دي لا سيرا" إلى إبرازه، عن طريق مخطط بياني تفاعلي يُظهر حجم وسيطرة التنظيم الحقيقية.
وأوضحت الصحيفة أن الرسم البياني وحده يكشف حقيقة وحجم داعش على الأرض، فباستثناء سيطرته على محاور حول مدينتي الموصل والرقة في العراق وسوريا ومناطق متاخمة لها، لا يمكن الحديث عن هيمنة لداعش بشكل حقيقي أو واقعي، فدولة داعش، أقرب منها إلى قطعة جبن الغرويار الفرنسي الشهير منه القوة المستندة فعلاً إلى أرض الخاضعة لسيطرة جهة مُهيكلة أومُنظمة فضلاً عن أن تكون مشروع دولة أو سلطة حقيقية.
ترويج ودعاية
واعتمادا على ما تقدم، فإن دولة "داعش" ليست سوى حملة دعائية وترويجية تقوم على بعض المناطق الخاضعة لسيطرة رجال التنظيم فعلاً في العراق وسوريا، خاصة الموصل والرقة، ثم بعض المواقع المتفرقة التي يستميت التنظيم في الدفاع عنها، واستغلال المعارك التي تحتضنها بين الفينة والأخرى، في عملياته الدعائية.
ورغم بعض النجاح، الذي يحتاج إلى تأكيد وإثبات على الأرض "كما في ليبيا أو في مصر فقد التنظيم في الواقع أكثر من 10% من الأراضي التي نجح في السيطرة عليها في البداية" رغم الاحتفاظ بمناطق هامة مثل "الموصل والرمادي في العراق والرقة وتدمر في سوريا".
(24)