Advertisement

مقالات لبنان24

"طلعت ريحتكم" تحرج كل اطياف الطبقة السياسية!

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
29-08-2015 | 02:50
A-
A+
Doc-P-53198-6367053137056594141280x960.jpg
Doc-P-53198-6367053137056594141280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تجاوزت حملة #طلعت_ريحتكم إطارها الطبيعي كحملة مدنية انطلقت عبر العالم الافتراضي احتجاجًا على أزمة النفايات، والتي ترافقت مع هجمة الصفقات والسمسرات التي أزكمت الانوف من فسادها فأضحت بحكم الأمر الواقع الذي لا يستهان به، وقد تؤسس لاتباع أساليب المحاسبة الشعبية المشروعة، فاتسعت رقعة عمل المجتمع المدني كبقعة الزيت وتنوعت الحملات كما الدعوات والشعارات والمناطق. ما عادت طموحات مجموعات الضغط هدفها إسماع صوتها فقط بقدر محاسبة السلطة السياسية، وهو أمر طبيعي في بلد ديمقراطي. التجاوب الشعبي الهائل مع الدعوة إلى التظاهر ينذر بأن لبنان على موعد مع محطة مفصلية عبر يوم غضب سيجتاح الشوارع، وليس سهلا على اهل السلطة هضم ذلك كما هضم مفاعيله. من الواضح أن الطبقة السياسية وقعت تحت وطأة ضغط شعبي حقيقي نتيجة الغضب من آدائها. فليست الحكومة الوحيدة التي تتخبط في مستنقعها بقدر ما دخلت جميع الأطراف السياسية في مأزق حقيقي ومن الصعب التخلص منه عبر تسويات ظرفية كما هي الحال دائمًا، ودون تكبيد الطبقة السياسية أثمانًا باهظة من مكاسبها التي اعتبرتها تاريخيا بمثابة حقوق مشروعة لها من دون حسيب أو رقيب. هناك سلسلة إحراجات جدية ينبغي سردها سريعا. فسعد الحريري محرج امام جمهوره نتيجة اكوام النفايات في بيروت ولعله لم يتصور يوما ان يملأ اهالي عكار ساحة حلبا رافعين شعار # عكار منها مزبلة، في وجه تيار "المستقبل"، وهي الخزان البشري المعهود للتيار الازرق. ميشال عون محرج امام تاريخه النضالي الطويل بعدما اورث الصهر جبران باسيل السلطة والتيار والقرار، وكأنه قرر الانصياع الطوعي لشروط اللعبة السياسية في لبنان لتأتيه حملة # بدنا نحاسب لتضعه امام تحدي جدي لكونه تخلى عمليا عن شعار التغيير والاصلاح. وليد جنبلاط محرج امام طائفته، وهو صاحب الحماية والحمية للدفاع عن حقوق و مكاسب الدروز. فافرادها ما عادوا يشعرون بالتمايز الطائفي والمذهبي ويرزحون تحت ثقل الكدح اليومي ويدفعون ثمن العزلة يوما بعد يوم. نبيه بري محرج بالسياسة وهو المدرك أن الاحتجاجات الشعبية في حال نجحت لن تقف عند حدود اسقاط الحكومة، وحتما هو يدرك ماهية صيحات المحتجين "الشعب يريد اسقاط النظام". وحده "حزب الله"، ببراعته السياسية المشهودة يضع نفسه خارج هذه الاصطفافات. حساباته كما خياراته مختلفة. يعتمد سياسة الصمت المطبق و تتابع قياداته عن كثب مجريات الازمة لتبني على الشيء مقتضاه. عين تراقب سير معارك الزبداني والعين الاخرى على السفيرالاميركي دايفيد هيل. "حزب الله" متحالف مع ميشال عون، ولكنه لا يتبنى كل مطالبه ويتركه وحيدا في الشارع، بل يرسم له حدود التصعيد من دون الوقوع في فخ تعطيل الحكومة و تعليق جلساتها. في هذا الاطار، علق مرجع سياسي رفيع بخبث شديد على حقيقة موقف "حزب الله" من التطورات الحاصلة وتدفق المتظاهرين على ساحة رياض الصلح، قائلا ان "حزب الله" بلع على مضض إمرار قرار التمديد الامني، ولكنه استطاع وبهدوء و بعيدا عن الانظارمنع وصول قائد الجيش جان قهوجي إلى سدة الرئاسة بناء على رغبة اميركية واضحة بحجة التخلص من الفراغ الرئاسي وحالة المراوحة السياسية. سجل "حزب الله" ذلك ليس من باب التحالف مع ميشال عون فحسب وانما لعرقلة اطلاق يد اميركا و السعودية بالقرار في لبنان.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك