"روبنز بو شبكة".. بطلٌ لبناني يقرع أبواب الفورمولا 1

"اللبناني الطائر"، بهذا اللقب وصفت الصحافة البرازيلية الطفل اللبناني روبنز بو شبكة بعد مشاركته في جائزة البرازيل الكبرى الثانية لسيارات "الكارتينغ" عام 2009 رغم عدم تعديه سنّ الـ7 سنوات. لم يكن حينها بو شبكة، المُصنّف 13 عالمياً، مدركاً لتفاصيل الحلبة ومنعرجاتها لكنه استطاع بموهبته التي يعمل على إثقالها يومياً ان يتألّق ويتفوّق على منافسيه ويرفع اسم لبنان عالياً، ويفرض نفسه رقماً صعباً في منافسات هذا النوع من السباقات. برع السائق الصغير باكراً بقيادة سيارات "الكارتينغ"، واستطاع أن يشارك بسباقه التنافسي الأول في لبنان بعمر 6 سنوات. يُدرك بو شبكة، صاحب 14 عاماً، مدى الالتزام الذي يتطلبه الوصول الى حلمه. يتكلّم ويشرح تفاصيل تمارينه بجدية وانضباط: "أحافظ على وزني وأقوم بتمرينات بانتظام، وأحاول الالمام بكل التفاصيل الميكانيكية الصغيرة لسيارتي". يقول بعفوية متناهية لـ"لبنان 24". يُعدد بطولاته بحرصٍ خوفاً أن يغفل عن إحداها: من بطولة لبنان وبطولة الأردن للناشئين وصولاً الى مشاركاته في عديد المنافسات المحلية والعربية، ويتوقف مطولاً عند مشاركته المقبلة في منافسات بطولة العالم التي ستُقام منتصف الشهر المقبل، ويقول: "أتمنّى أن أحظى بالدعم اللازم، أريد أن أقدّم أفضل مستوياتي، لا بل أطمح أن أكون ضمن الخمس الأوائل كي أرتقي في سُلّم التصنيف العالمي". يُفاضل بو شبكة بين الحلبات التي يهوى القيادة عليها، فسعيه الكامل للاحترافية جعله يُفضَل حلبات بلجيكا وفرنسا لاتساع ميدانها لأكثر من سيارتين ما يُعزز المنافسة التي يهواها السائق الشاب ويزيد من فرص نجاحه تألّقه في السباقات العالمية. يحترف روبنز قيادة السيارات ذات المحرّكات من نوع "FIM" و"IAME X30 JUNIOR" لكن طموحه هو التمثّل بسائقيه المفضلين ايرتون سينا وفيليبي ماسا، نجمي الفورمولا 1. يعلم أن هذا الحلم يحتاج لدعم مالي كبير لا تستطيع عائلته تحمّل نفقاته، "نحتاج لعقود رعاية ودعمٍ من نوع خاص بغية الوصول الى حلم الفورمولا 1 بالإضافة الى الزامية البدء بقيادة سياراة الفورمولا 4 و3 الأمر الذي لا أستطيع القيام به في لبنان لانعدام الامكانات وعدم ايلاء هذه الرياضة الاهتمام الكافي". يتكلّم روبنز عن دعم عائلته الكبير لموهبته، يشرح كيف تقبّلا شغفه وساعداه لينمّي قدراته، "كانت والدتي تساعدني على قيادة السيارة، تدوس على المكابح فيما أقوم أنا بتحريك المقود، أما والدي فلجأ الى أحد المدرّبين الذي ساهموا كثيراً في توجيهي وتعليمي على طُرق قيادة هذا النوع من السيارات". بدوره يشرح الوالد عماد بو شبكة لـ"لبنان 24" أنه وبالرغم من الدعم المطلق لهواية ابنه الا انه يخاف عليه "ككل الآباء ينتابني القلق، لكن ثقافة الخوف من الرياضات المصنفة بالمفهوم اللبناني خطيرة، هي ثقافة موجودة في العالم العربي فقط، اذ ان هامش الامان في الكارتينغ كبير في اوروبا ان كان على مستوى التنظيم في الحلبة او في الملابس، وغيرها من الامور". أما عن اهتمامه بدراسته فيشرح الوالد أن "مسيرة روبينز المدرسية لم تتأثر، اذ ان من يمارس هذا النوع من الرياضة من الضروري ان يتمتع بجانب كبير من التنظيم لينظم طريقة نومه، واكله، وممارسته لرياضات مختلفة مساعدة، لذا فهو ينظم ايضاً درسه، ووقته من دون ان تؤثر شهرته على شخصيته او طريقة عيشه". لا تتوقف اهتمامات روبنز على قيادة السيارات، بل تتعداها الى لعبة كرة القدم التي يذهب باحترافها حد المشاركة مع ناشئي نادي "برشلونة" الاسباني، ليُعطي بذلك مثالاً كبيراً للشاب الطموح الذي يعمل بجهدٍ كبير للوصول الى أقصى درجات حلمه. ("لبنان 24")