"القوات اللبنانية" في الاردن

كان لافتاً مشاركة وفد من حزب "القوات اللبنانية" في فعاليات مهرجان الاعلام العربي الثاني الذي اقيم في العاصمة الاردنية، وضمّ كلا من رئيس جهاز التواصل والاعلام ملحم رياشي والمسؤولة الاعلامية انطوانيت جعجع ورئيس تحرير إذاعة "لبنان الحر" انطوان مراد والمسؤول عن الموقع اللاكتروني جورج عاقوري. وقد استطاع "الفرسان الاربعة" أن يكّونوا خلال ثلاثة أيام شبكة علاقات واسعة مع أغلبية الاعلاميين العرب الذين شاركوا في المهرجان، وبالاخص الفلسطينيين والاردنيين والسوريين منهم، من خلال جلسات مناقشات جانبية كانت تحصل على هامش المؤتمر، وتناولت طبيعة عمل "القوات" في الداخل والخارج. لم تخلُ هذه المناقشات من اختلاف في وجهات النظر، خصوصاً لناحية عدم إلمام ومتابعة الاعلاميين العرب للتطور الحاصل في الخطاب السياسي لـ"القوات اللبنانية"، وقد كان للبعض من هؤلاء مآخذ على أدائها، وقد بدوا عالقين عند نقطة تاريخية محددة، وكان لافتاً ان الوفد القواتي يملك كل الأجوبة المناسبة واللازمة لكل التساؤلات التي طُرحت عليه مما يدل على تنسيق وجهوزية لا مثيل لهما لدى الأحزاب العربية، بحيث فنّد وفد القوات للمشاركين في المؤتمر التطور الفكري والايديولوجي لدى الحزب، القائم على الانفتاح وتجاوز مآسي الماضي، وما فيه من بعض الالتباسات الظرفية، التي كانت مرتبطة بظروف الحرب ومخلفاتها. وأبدى الوفد القواتي اهتماما بالقضايا العربية المشتركة كالقضية الفلسطينية وسواها. إلاّ أن إصرار الوفد على توضيح الصورة على حقيقتها استطاع أن يكسر هذا الحاجز، بحيث تدرجت حلقات الحوار لتصل إلى تكوين قواسم مشتركة بالنسبة إلى الرؤى المستقبلية حول ما يجري في المنطقة وضرورة وعي خطورة ما تتعرض له المنطقة من مخاطر مشتركة على مستقبل الاجيال العربية. وفي حديث لـ "لبنان24" أكدت الانسة انطوانيت جعجع، التي كانت حركة لا تهدأ، أن هذه التجربة الفريدة زادتنا قناعة بالسير قدماً في ما تؤمن به "القوات اللبنانية" لناحية الانفتاح على الجميع من ضمن قناعاتها وأهدافها، وهي متيقنة بأن سياسة الانفتاح على العرب من خلال إعلامييه هي نقيض لحالة التقوقع. واشارت جعجع الى ان حزب القوات يعتمد هذه السياسة الانفتاحية على كل الإعلام العربي، مذكرةً بأن التواصل مع الاعلاميين العرب بدأ في مصر والدول الخليجية كالامارات العربية المتحدة والسعودية على أمل أن يشمل كل العالم العربي. وكشفت بأن هذه التجربة كانت مهمة جداً وزادتها قناعة بضرورة إقامة شبكة علاقات واسعة مع الاعلاميين العرب، بهدف ايجاد قواسم مشتركة، قد يؤسس عليها في المرحلة اللاحقة، وهي تتطلب تكثيف الجهود. ("لبنان24")