Advertisement

مقالات لبنان24

لماذا "انزلق" بوتين بسرعة الى المستنقع السوري؟

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
26-11-2015 | 05:59
A-
A+
Doc-P-86740-6367053357200826781280x960.jpg
Doc-P-86740-6367053357200826781280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعتقد مرجع ديبلوماسي غربي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعجل التورط في الأزمة السورية واضطر الى إستدعاء ترسانته الصاروخية الثقيلة باكراً الى مسرح العمليات العسكرية التي يخوضها في سوريا منذ ليل 30 أيلول الماضي بعدما دفعته عملية إسقاط الطائرة الروسية فوق جبال التركمان الى هذه الخطوة المؤجلة الى حين. ويعتقد المرجع أن ما بدأت به القوات الروسية من حشد عسكري ثقيل لدعم قواتها في شمال سوريا لم يكن على جدول أعمالها في هذا التوقيت بالذات. فالخطط العسكرية التي وضعت قبل القيام بالعملية الروسية كانت تقول ببرنامج أكثر مرونة، ووفق مراحل غير مستعجلة ووفق خريطة طريق طويلة الأمد تمتد للأشهر الستة الأولى من العملية، قبل ان تلحظ العتاد الثقيل والبعيد المدى. لكنّ إسراعها في استخدام الصواريخ البالستية من بحر قزوين والبوراج الأخرى فتح جبهات عدة على القيادة الروسية لم تكن محتسبة أصلاً. ويكشف المرجع الديبلوماسي أن القيادة الروسية التي خصصت للعلميات العسكرية طائرات "السوخوي" الهجومية لم تكن تعتقد يوماً أنها ستواجه امتلاك بعض فصائل المعارضة السورية أسلحة مضادة للطائرات، على رغم أنها لم تفاجأ بأخرى مضادة للآليات المدرعة، التي واجهت الجيش السوري النظامي في أكثر من موقع على الجبهات المفتوحة بالعشرات على مساحة الأزمة السورية، من شمالها الى جنوبها مروراً بالعاصمة وعلى تخوم الساحل السوري. كان ذلك قبل المواجهة التركية – الروسية، حيث اعتقد الديبلوماسيون والقادة الروس أن تركيا لن تتجرأ على التعرض لطائراتها الحربية على رغم الخروقات الجوية التي سجلتها في المجال الجوي التركي الخاص بها، ولا على مستوى تحليقها في مناطق حسّاسة على طول الحدود السورية – التركية، حيث وقعت عملية جبل التركمان، والتي ادّت الى إسقاط أولى طائرتها الهجومية، والتي كانت تدعم عملية تخوضها القوات السورية النظامية في مواجهة وحدات تركمانية معارضة سعياً الى استعادة السيطرة على نقاط حدودية سورية - تركية سبق لها أن فقدتها، على رغم إستعادتها لمنطقة كسب الحدودية المطلة على الأراضي السورية السابقة قبل أن يسيطر العثمانيون على قطعة ساحلية سورية لم تسترجعها سوريا بعد الحرب العالمية الثانية وقبل إستقلالها. على كل حال، يتوقع المرجع الديبلوماسي أن ينزلق الرئيس الروسي بالسرعة التي لم يكن يتوقعها في سوريا. فتعهداته بعد إسقاط الطائرة الروسية بتغيير الواقع السوري في مهلة الأشهر الثمانية المقبلة تدل بوضوح إلى أنه غير مخيّر في خياراته العسكرية، وأن الإستراتيجية المعتمدة سابقاً قد تعرضت لتعديلات طارئة سريعة دفعته الى إستقدام المزيد من البورارج الروسية الى البحر المتوسط لتنضم الى رفيقاتها، ومنها الطراد "موسكو" المكّلف بالحماية الجوية، عدا عن الإجراءات التي بدأها، والتي من شأنها أن نجعل طائرات "الميغ" تواكب طائرات "السوخوي" في عملياتها من الآن وصاعداً. وعليه تترقب الأوساط الديبلوماسية المزيد من العمليات الروسية الكبيرة الحجم في المدى القريب، ما يوحي بأن بوتين سيواجه واقعاً جديداً لم يكن يحتسبه فكيف سيتصرف؟!
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك