أثارت الهجمات الإرهابية التي يشنها تنظيم "داعش" في أكثر من مكان حول العالم، ومنها لبنان، تزامناً مع فترة الاعياد وقبيل الاحتفال برأس السنة الميلادية، الكثير من المخاوف والهواجس، من الانزلاق إلى مزيد من الاستهدافات العبثية وحصد الأرواح. وإذا كانت الدول الأوروبية تمتلك بنية مؤسساتية ثابتة تخولها من اعتماد سياسات فعالة للأمن الوقائي، يبدو خوف المواطن في لبنان مضاعفاً سواء لناحية فقدان الانتظام في عمل المؤسسات أو الاستقرار الهشّ المعرّض للاهتزاز مع كل حدث. وبغض النظر عن "أهداف" هجمات "داعش" وأخواتها التي تحمل طابعاً سياسياً وطائفياً ومذهبياً وعقائدياً وأيديولوجياً وإنتقامياً، فإن سياسة الأمن الوقائي تعتبر من أهم الضمانات المعتمدة عالمياً لتحصين الاستقرار من الاختراقات الأمنية، وهي سياسة تتبعها أهم أجهزة المخابرات الدولية في رصد العمليات الإرهابية قبل حدوثها، أو ملاحقة مرتكبيها بعد حصولها.
وفي زمن الإشاعات والتحذيرات التي تستهدف تارة الجامعات وتارة أخرى المراكز التجارية والأسواق الشعبية، ومع انطلاق احتفالات الأعياد، ما هي الخطوات الإحترازية التي ستتخذها الأجهزة المختصة لحماية المواطنين في هذه الفترة؟ وما هو دور البلديات؟
كان لافتاً إعلان محافظ جبل لبنان، الأمين العام لمجلس الوزراء، فؤاد فليفل، الأربعاء، عن تدابير إضافية ستتخذ على هذا الصعيد، ومنها "وضع كاميرات على كافة المداخل والطرق الرئيسية في محافظة جبل لبنان، وكذلك على مداخل القرى والبلديات، وستكون موصولة بمراكز غرفة التحكم المروري"، مشيراً إلى أن "ذلك سيتم بالتعاون مع الأجهزة الامنية إستباقاً لأي عمل أمني".
عن هذا الأمر، تحدث
"لبنان 24" مع رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم الذي شدد على أن "لا معلومات لدينا بخصوص هذا الموضوع، لكن قد تكون هذه الكاميرات موجودة والجديد هو أن تقوم البلديات بوضعها قيد العمل"، لافتاً إلى أنه "لا قدرات مالية لدى قوى الامن لوضع كاميرات إضافية".
ماذا تقول البلديات؟
بدوره، يقول رئيس بلدية الدكوانة أنطوان شختورة لـ
"لبنان 24" إنه "بعد تفجيري الضاحية والتحقيقات التي كشفت أن أحد المشاركين كان يسكن في شقة مستأجرة في الأشرفية، لجأنا إلى تفتيش ومداهمة أماكن تواجد الأجانب في المنطقة من سوريين وعراقيين وفلسطينيين، سواء منها ما كان بأمر من البلدية أو بالتعاون مع الأجهزة الامنية ومخابرات الجيش"، مضيفاً: "حالياً، لم نتلقَ أي معلومات عن تحذيرات بشأن عمليات إرهابية في فترة الأعياد، لكن من واجبنا ان نقوم بكل التجهيزات اللازمة منعاً لأي عملية قد تحصل، حتى لو افترضنا أن هذه التحذيرات كاذبة".
وعن كاميرات المراقبة، أكد شختورة أنها "موجودة منذ عام 2010 وهي تغطي كل الطرقات والمداخل والأماكن الحساسة في المنطقة"، مضيفاً: "الأمن لا يمكن أن يكون مضبوطاً 100% حتى في البلاد المتقدمة".
من جهته، يؤكد رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان لـ
"لبنان 24" أن "البلدية تقوم بواجباتها فيما يخص ضمان أمن المواطنين، لكن في ظل الظروف الأمنية الراهنة، ينبغي على كل مواطن أن يكون "خفيراً"، مثنياً على "أهمية التعاون بين البلدية والأجهزة الأمنية في حال الاشتباه بأي عمل تخريبي أو إرهابي".
وعن الخطوات التي تعتمدها البلدية خلال فترة الاعياد، قال سمعان إن "مفوضي الشرطة قاموا بدوريات كبيرة على مدى شهر ونصف وقاموا بتدريب الحراس للقيام بواجباتهم"، وشدد على أن "كاميرات المراقبة متواجدة في المنطقة منذ 5 سنوات لكن هناك بلديات كثيرة لا كاميرات لديها"، مضيفاً: "لم نتلقَ أي تحذيرات أمنية حتى الأن".
أما رئيس بلدية بصاليم جورج سمعان فـشدد لـ
"لبنان 24" على أن "مخابرات الجيش متواجدة في المنطقة والتعاون مع الجيش والأجهزة الامنية مستمر ونحن نثق بها، لكننا نقوم بالتدخل إذا ما استدعى الامر"، مؤكداً أن "كاميرات المراقبة متواجدة في بعض المناطق الأساسية وعلى مفارق الطرقات والكنائس وسنكون متواجدين في كل الإحتفالات التي ستجري".
بدوره، أشار رئيس بلدية قرنة شهوان جون بيار جبارة لـ
"لبنان 24" إلى ان "لا خطوات جديدة فيما يخص التحضيرات للاعياد، وكالمعتاد سنكون "العين الساهرة" على أمن المواطنين بالتعاون مع الجيش والشرطة، ومن هذه التدابير نشر الحرس على مفارق الطرقات الاساسية"، وفيما يخص كاميرات المراقبة، قال إن "الكاميرات متواجدة في 10 مواقع أساسية وهي موصولة بغرفة البلدية لمراقبة أي عمل تخريبي أو أمني، لكن هذه المواقع تغطي المداخل الاساسية للبلدة من انطلياس ونهر الموت والزلقا وغيرها لانه يمكننا أن نضع الكاميرات في كل زاوية من الطرقات".
بيروت: شبكة مراقبة ألياف ضوئية
لكن عن التحضرات للاعياد في بيروت، وهل من اجراءات استثنائية؟ رئيس بلدية بيروت بلال حمد يؤكد لـ
"لبنان 24" أن "التحضيرات تتم على أكمل وجه"، مضيفاً اننا "لن نجعل التحذيرات الامنية والتهديدات الإرهابية تعيق فرح المواطنين، لذا نقوم بتزيين شجرة الميلاد وساحات بيروت بالإضافة إلى مبنى القصر البلدي، وقد تلقينا التعليمات اللازمة من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بشأن كيفية تعزيز الأمن".
وأعلن حمد عن "مشروع مهم جداً وهو عبارة عن شبكة مراقبة عبر الألياف الضوئية ستضم النطاق البلدي لبيروت"، مشيراً إلى انه "تمت الموافقة عليه في مجلس الوزراء بانتظار ديوان المحاسبة في لبنان"، مشدداً على ان "هذا المشروع سيحصن بيروت من اي عمليات أمنية قد تحدث".
أما عن كاميرات المراقبة فقال إنه "تم تركيبها وسيتم تشغيلها بعد البدء بتنفيذ المشروع".
(خاص "لبنان 24")