Advertisement

مقالات لبنان24

هل يلجأ عون وجعجع إلى المناورة بورقة الجميل؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
27-11-2015 | 08:08
A-
A+
Doc-P-87203-6367053360685126681280x960.jpg
Doc-P-87203-6367053360685126681280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يمكن تخيّل مدى الضرر الذي سيلحقه وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية بالزعيمين المسيحيين الأقويين في لبنان، أو الأصح الضرر الذي يتخيّل هذان الزعيمان أنه سيلحق بهما جرّاء وصول فرنجية، من خلال بعض التسريبات أو الشائعات. وتقول إحدى هذه الشائعات إن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قد يتفقان على إنتخاب الرئيس أمين جميل، بهدف جعل فرنجية رئيساً من دون أي صوت مسيحي، أي أن عون سيتخطى كل خلافاته التاريخية مع الجميّل، وجعجع سيتخطى فكرة "الكيميا" المعدومة مع الرئيس الأسبق، لا لشيء إلا لتعرية فرنجية، الرئيس المفترض، مسيحياً. قد يكون كل ما يُقال شائعات، لكن الحديث المتزايد عن إنفراط عقد قوى الثامن من آذار والرابع عشر منه بسبب هذا الترشيح، خصوصاً أن أياً من الأحداث الداخلية والإقليمية لم تستطع زحزحة هاتين الكتلتين، فيه الكثير من الإشارات. خسائر جعجع: يتفق المراقبون على أن "القوات اللبنانية" تستفيد من حلفائها لإستقطاب المناصرين. فمثلاً هي تستفيد من تحالفها مع رئيس "حركة الإستقلال" ميشال معوّض لتعزيز حضورها الحزبي والشعبي في زغرتا، وهي عززت وجودها أيضاً في البترون على حساب تحالفها مع الوزير بطرس حرب، وكذلك فعلت في الأقضية حيث لنفوذ تيار "المستقبل" الخدماتي يفعل فعله كزحلة مثلاً. لكن وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، يعني أولاً الإستفادة من حضور تياره الشمالي، ليوسّع قاعدته الشعبية على حساب خصومه، وعلى رأسهم "القوات اللبنانية"، كما أن فرنجية سيتمكن من إنهاء وجود جعجع في جبل لبنان من خلال ملء الفراغ، بصفته الرئاسية، الذي يتركه عون والكتائب في الشارع المسيحي في الجبل. ويبدو جعجع متضرراً أيضاً من ثنائية، فرنجية – الحريري (رئاسة الجمهورية – رئاسة الحكومة)، إذ ان هذه التسوية ستنتج ثنائية مشابهة للترويكة التي أنتجها إتفاق الطائف، أي أن التكامل الخدماتي سينتقل من الحريري – جعجع في الأقضية التي تشبه بديمغرافيتها زحلة، إلى الحريري – فرنجية، مما يعني إستعادة مسيحيي قوى الثامن من آذار المبادرة الإستقطابية في العديد من الأقضية التي كانت القوات اللبنانية تتجه نحو الإمساك الكامل بها. سيستطيع فرنجية بوصفه زعيماً شمالياً مزاحمة جعجع في عقر داره، حيث سيعمد إلى تقوية آل عيسى الخوري لإستعادة نفوذهم السياسي في بشرّي. كذلك سيظهر جعجع أمام جمهوره بإعتباره الخاسر الأكبر، وبأن "النضال" طوال السنوات الماضية لم يؤد إلا إلى إنتخاب أشد خصومه رئيساً للجمهورية، وإذا كانت الخسارة المعنوية هذه يتشاركها عون مع جعجع، فإن هناك خسائر أخرى ستلحق بعون، من وجهة نظره طبعاً، في حال وصول فرنجية إلى الرئاسة. خسائر عون: بدأ الإنزعاج العوني من فرنجية منذ اللحظة التي بدأ فيها الأخير يفتح مراكز حزبية في جبل لبنان، فوجد عون أن حليفه ترك الشمال، واتى ليشاركه على حصته الشعبية في جبل لبنان، ومن هنا يقيس "الجنرال" خسارته بوصول فرنجية الى الرئاسة، اذ ان الأخير سيعزز حضوره الشعبي والخدماتي في جبل لبنان حيث العمق المسيحي، وتالياً فإن السنوات الستّ التي سيقضيها فرنجية في الرئاسة ستمكّنه من تأسيس قاعدة شعبية يُبنى عليها في جبل لبنان. ولا تقتصر خسائر عون، رئيس التكتل المسيحي الأبرز، على مستوى الوزن الشعبي في جبل لبنان، بل يبدو أيضاً أن وصول فرنجية إلى بعبدا يعني حصول تسوية تعطي الحريري قانوناً للانتخاب يناسب الحريري، وتالياً لا يناسب عون. وسيكمل فرنجية (الرئيس)،في حال اكتمال التسوية، ما بدأ به بعد وصول الوزير جبران باسيل الى رئاسة التيار، وسيستغلّ فرنجية التسرّب الشعبي العوني لصالحه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك