Advertisement

مقالات لبنان24

القوى السياسية الآتية من المريخ!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
10-02-2016 | 02:15
A-
A+
Doc-P-113675-6367053572949968171280x960.jpg
Doc-P-113675-6367053572949968171280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يحتار المواطن اللبناني بأمره حين يسمع السياسيين في لبنان يتبادلون التهم وتحميل بعضهم البعض مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وبالأخصّ عندما يجهّلون الفاعل. وغالباً ما نسمعهم يردّون تعبير القوى السياسية، وكأن هذه القوى آتية من المريخ ولا وجود لها على أرض الواقع. فمن هي هذه القوى التي تُحمّل كل تلك الأوزار؟ نسمع مثلاً وزيراً يقول إذا اتفقت القوى السياسية على ترحيل النفايات يصبح الأمر نافذاً، ولا يعود عندنا مشكلة اسمها "نفايات"، ولا تعود صحة المواطنين مهدّدة بشتى أنواع الأمراض الخبيثة والفيروسات التي لم يكن لها وجود قبل أن تصبح أكوام الزبالة مشهداً عادياً في حياة اللبنانيين. فمن هي هذه القوى، وكأننا نتحدث عن أشباح غير مرئية بالعين المجردّة؟ وعلى حدّ علمنا فان الحكومة الموقرّة تضم مختلف القوى السياسية، وهي ممثلة في السلطة التنفيذية، باستثناء حزب "القوات اللبنانية"، فمن هي هذه القوى التي تُرمى على أكتافها كل تلك المسؤولية؟ عبارة كثُر استعمالها في الآونة الآخيرة، وكأن المقصود بها تعمية الحقائق والتهرّب من تحمّل المسؤولية، ومحاولة لتغطية السموات بالقبوات وذرّ الرماد في العيون، وكأن المواطن لم يعد يميز بين الحقيقة والسراب، وهم مستمرون في سياسة استغبائه والإستخفاف بعقول الناس، الذين حرموا من حقّ المحاسبة في يوم الحساب، فألغي صوتهم الذي هو وحده يصنع الفرق في صندوقة الإقتراع، بعدما أصبح للحراك المدني هدف وحيد وهو إحداث تغيير في المنظومة القائمة، ولذلك شنّت على القائمين به حروب شعواء. فالقوى السياسية المجهّلة تتحمل وحدها مسؤولية عدم انتخاب رئيس للبلاد، وهي المسؤولة أيضاً عن عدم التوصل إلى إقرار قانون جديد للانتخابات يكون عصرياً ويكسر حلقة الاستئثار بالسلطة، وهي المسؤولة أيضاً وأيضاً عن عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وهي التي تحاول فرض ضرائب جديدة على الطبقة التي اصبحت تحت خط الفقر المدقع، وهي التي تمنع أن يكون لبنان في منأى عن حروب الآخرين، وهي التي ترتبط بطريقة أو بأخرى بالخارج وتسعى إلى ربط أزمات لبنان الداخلية بأزمات المنطقة. ويبقى السؤال : من هي هذه القوى السياسية؟ ويبقى لكل هذه الأزمات مجتمعة هوية واضحة، وتبقى لهذه القوى صفة من دون مسمّى، ومن دون عنوان محدّد في المكان والزمان. ولأن لا هوية لكل تلك القوى يستمر الفراغ وتستمر الأزمات السياسية والإقتصادية والاجتماعية، ويبقى لبنان واللبنانيون يدورون في حلقات فارغة وفي دوامة مصالح هذه القوى البعيدة عن مصالح الناس بعد الأرض عن الشمس.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك