Advertisement

عربي-دولي

"Foreign Affairs": على إسرائيل اعلان وقف احادي لاطلاق النار في غزة

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
02-05-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1194417-638502353778012004.jpg
Doc-P-1194417-638502353778012004.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رأت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "حتى الشهر الماضي، كانت الحرب بين إيران وإسرائيل تدور إلى حد كبير في الظل. وبعدها، قرر الإيرانيون إخراجها إلى العلن، وهاجموا الأراضي الإسرائيلية مباشرة، من الأراضي الإيرانية، لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. ويقول بعض المراقبين إن الهجوم الإيراني بالطائرات المسيّرة والصواريخ في 13 نيسان على إسرائيل كان بمثابة لفتة رمزية. ومع ذلك، وبالنظر إلى كمية الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت على إسرائيل وحمولاتها، فمن الواضح أن إيران قصدت إلحاق أضرار جسيمة. وكانت دفاعات إسرائيل خالية من العيوب تقريباً، لكنها لم تتمكن من صد الهجوم الإيراني بالكامل بمفردها. وكما كان الهجوم الإيراني غير مسبوق، كذلك كان التدخل العسكري المباشر من جانب الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، بما في ذلك بعض الدول العربية".
Advertisement
وبحسب المجلة، "بعد خمسة أيام، عندما ردت إسرائيل على الهجوم الإيراني، أخذت دعوات واشنطن لضبط النفس في الاعتبار، وأطلقت ثلاثة صواريخ على منشأة أصفهان، موقع مصنع تحويل اليورانيوم الإيراني. وكان هذا رداً محدوداً للغاية، وقد تم تصميمه لتجنب وقوع إصابات مع إظهار قدرة إسرائيل على اختراق دفاعات إيران وضرب أي هدف تسعى إلى ضربه. ويبدو أن إسرائيل أدركت أن أفضل طريقة للتعامل مع التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها هو العمل مع تحالف، وهذا أيضاً لم يسبق له مثيل. إن فكرة اجتماع الأميركيين والأوروبيين والعرب للمساعدة في اعتراض المسيّرات وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل، بدت في الماضي القريب وكأنها خيال وغير مرغوب فيها بالنسبة لإسرائيل. ولكن الآن بعد أن أصبحت إسرائيل لا تواجه إيران فحسب، بل العديد من الجماعات الوكيلة لها، فإن تكلفة مواجهة كل هذه الجبهات بمفردها أصبحت ببساطة مرتفعة للغاية. ويشير هذا التطور إلى أن النافذة قد فتحت لإنشاء تحالف إقليمي يتبع استراتيجية مشتركة لمواجهة إيران ووكلائها".
وتابعت المجلة، "للاستفادة من هذا الانفتاح، يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية،أن تدرك الطبيعة الفريدة لهذه اللحظة وأن تغتنمها. إن تحقيق اختراق بوساطة الولايات المتحدة في اتفاق التطبيع بين إسرائيل والمملكة من شأنه أن يفعل الكثير لتعزيز هذا التحالف الناشئ. إذا توصل السعوديون للسلام مع إسرائيل، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تغيير علاقة إسرائيل مع الدول الأخرى ذات الأغلبية السنيّة داخل الشرق الأوسط وخارجه . وتشير إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وكذلك القادة الإسرائيليون والسعوديون، إلى أنهم ما زالوا يرغبون في رؤية مثل هذه الصفقة تحدث قريبًا. لكن لكي تستمر المفاوضات حول التطبيع، تعتقد إدارة بايدن أنه يجب أن يكون هناك وقف للقتال في غزة".
وأضافت المجلة، "في حالة عدم التوصل إلى اتفاق في مصر، يتعين على إدارة بايدن أن تلجأ إلى البديل الواقعي الوحيد: تشجيع إسرائيل على إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع. وقد يكون مثل هذا القرار الإسرائيلي هو السبيل الوحيد لتهيئة الظروف للمضي قدماً في اتفاق التطبيع الإسرائيلي السعودي. ومما لا شك فيه أن وقف إطلاق النار من جانب واحد سوف يكون مثيراً للجدال في إسرائيل، وذلك لأنه يفصل بين وقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن، ولأنه قد يبدو وكأنه يتنازل عن شيء ما لحماس. لكن وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة أربعة إلى ستة أسابيع من شأنه أن يوفر لإسرائيل في الواقع العديد من الفوائد الإستراتيجية مع القليل من العوائق المادية".
وبحسب المجلة، "عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية الدفاعية، فإن إسرائيل ملتزمة منذ فترة طويلة بالقيام بالقتال بنفسها دفاعاً عن نفسها، وكل ما طلبته من الولايات المتحدة هو المساعدة في ضمان حصولها على الوسائل اللازمة للقيام بذلك. ومع ذلك، فإن المساعدة التي تلقتها إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد الهجوم الإيراني، ربما لم تكن موضع ترحيب فحسب، بل كانت ضرورية أيضًا. لكن مثل هذه المساعدة تخلق أيضاً التزاماً على إسرائيل. فبعد الهجوم الإيراني، أوضح بايدن للقادة الإسرائيليين أنهم لا يحتاجون إلى الانتقام لأن دفاعهم الناجح في حد ذاته يشكل نجاحاً كبيراً، وبالتالي فشلاً محرجاً لإيران. بالنسبة لإسرائيل، فإن عدم الرد على الإطلاق كان يتناقض مع مفهوم الردع الأساسي في البلاد: إذا هاجمتنا، فسوف تدفع الثمن، ولا يستطيع أحد أن يضغط علينا حتى لا نرد على التهديدات. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيع أن يتجاهل الموقف الأميركي بسهولة".
وبحسب المجلة، "تظهر طبيعة رد إسرائيل على الهجوم الإيراني أن نتنياهو أيضا على استعداد لأخذ المخاوف الأميركية في الاعتبار. إن ضبط النفس الذي تمارسه إسرائيل في ردها على أي هجوم خارجي لن يؤدي في حد ذاته إلى إعادة ضبط علاقتها مع الولايات المتحدة، لكن اتفاق التطبيع الذي توسطت فيه الأخيرة بين السعودية وإسرائيل هو أهم شيء يمكن أن يغير مسار العلاقة. من المؤكد أن وزيري اليمين المتطرف في إسرائيل، بتسلئيل سموتريتش وإيتماربن غفير، سيعارضان أي وقف لإطلاق النار من جانب واحد، بغض النظر عن مدته، لكن أهدافهم الحربية ليست مثل أهداف نتنياهو أو الجمهور الإسرائيلي. فهم يريدون إعادة احتلال غزة، ومن المؤكد أنهم سوف يعارضون أي تقدم مع المملكة العربية السعودية يتطلب تقديم تنازلات لتحقيق التطلعات الوطنية للفلسطينيين. في مرحلة أو أخرى، سيتعين على نتنياهو الاختيار بين بايدن وبن غفير".
وتابعت المجلة، "إن السلوك الجديد الذي أثارته الأزمة الإيرانية الإسرائيلية في شهر نيسان في العديد من الدول يظهر أن الحقائق القائمة منذ زمن طويل في الشرق الأوسط من الممكن أن تتغير. لقد أصبحت إيران الآن في موقف ضعيف، وأمام إسرائيل فرصة سانحة في عام بالغ الصعوبة. ولدى بايدن مصلحة قوية في إظهار قدرته على تحمل الحرب بين إسرائيل وحماس والفوضى التي خلقها وكلاء إيران وصياغة شرق أوسط أكثر استقرارًا وأملًا. لقد حان الوقت للقيام بذلك، لكن لا أحد يعرف إلى متى سيستمر الأمر".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban