Advertisement

لبنان

"مهنة" تنتعش في رمضان.. تحايل على أوجه الخير

آية الحاج - Aya El Hajj

|
Lebanon 24
30-03-2024 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1180985-638473870237938786.png
Doc-P-1180985-638473870237938786.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تنشط ظاهرة التسول في رمضان، أكثر من بقية الأشهر الأخرى، لاستجداء عاطفة الناس في هذا الشهر الفضيل، وإقبالهم على فعل الخير والعطاء، وحرصهم على المسارعة في مد يد العون للمحتاجين والفقراء، من أجل الفوز بالأجر والثواب المضاعف في رمضان، حيث يستغل المتسولون هذه الأوقات للتسول، حاملين أوراقاً ليس لها مصدر، مدعين أنها تقارير طبية أو قضية مالية، أو أنهم يحتاجون للمال بحجة شراء الطعام والشراب أو تذكرة سفر للعودة إلى بلدهم، وغيرها من الحجج الوهمية، التي تخدع الشخص المحسن.
Advertisement
المواطنون يقعون أحياناً ضحايا بين مخافة الله تعالى من عدم إعطاء السائلين خوفاً من الحاجة الحقيقية، وبين عدم الحاجة والتمثيل والنصب والإحتيال! حيث يستغل المتسولون رمضان كشهر خير للعزف على أوتار الرحمة والعطاء والصدقة والزكاة.
هؤلاء المتسولون يسيئون للدين والوطن والإنسانية، فهنالك فنون جديدة للتسول بإسم الجمعيات والأندية ومنظمات المجتمع المدني، وبإسم الإنسانية وغيرها.
أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان الى ازدياد أعداد المتسولين في الشوارع بشكل كبير، من أطفال وشباب ونساء ومسنين، أغلبهم من النازحين السوريين، وذلك لعدم قدرة الدولة، على مر السنوات الماضية، على إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة التي تتزايد مع تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد.
اضافة الى ذلك، فإن المواطنين اشتكوا من خرق خصوصياتهم في أثناء تجولهم في الشوارع، او جلوسهم في المقاهي، ومن الخطر الذي يستشعرونه بسبب ملاحقة المتسولين لهم.
كما يتبع المتسولون أسلوب الإحراج عند استهداف الشخصيات، ولاسيما ممن تقلهم سيارات فارهة، ولا يتورعون في ارتداء الألبسة البالية والمبالغة في الإلحاح و"تقبيل الأيادي لنيل مرادهم ما دامت الغاية تبرر الوسيلة". وغالباً ما يعمدون إلى تقديم "الطعم" للمستهدفين، وذلك عبر اختيار الأطفال الصغار، وخاصة دون سن المدرسة كمتسولين ووسيلة لاستدرار العطف، في حين تلجأ النساء إلى حيلة حمل الأطفال الرضع لطلب ثمن الحفاضات والحليب المرتفع الثمن، للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مال "الشحادة".
يحرص المصلون في هذه الأيام على أداء صلاة التراويح التي تضفي طابعا خاصا على أجواء رمضانية رائعة، لكن في مقابل هذا، تطفو على السطح عادات سيئة سلبية قد تذهب حلاوة هذا الضيف الكريم خصوصا وأنها تشهد انتشارا كبيرا في الآونة الأخيرة، ألا وهي ظاهرة التسول التي أصبحت من الظواهر المشوهة للأحياء والمساجد وأصبحت المكان المفضل للمتسولين خلال شهر رمضان لاستعطاف المصلين بصفة خاصة إذ يتفاجأ ويشتكي المتوجه إلى الصلاة كل يوم من الأعداد الهائلة من المتسولين الذين يستغلون فرصة هذا الشهر الكريم لجمع الأموال.
وامام هذه الظاهرة الخطيرة، تتعالى الأصوات مطالبة القوى الامنية باتخاذ تدابير وقائية تمنع انتشارها خصوصا انها تقلق الأهالي. إبداعات وفنون المتسولين تعدت الخيال ولم يعد المتسول هو ذلك الضرير المتدثر بملابس رثة حيث خرجت من كونها احتياجا موقتا للفرد في اضيق الحدود الى وظيفة يمتهنها الوافدون في كل الأوقات داخل المدينة واحيائها وتجارة رابحة لهم وليس احتياجا بل تطورت واصبحت عملية منظمة لها هيكلها الوظيفي المتدرج يبدأ من متسول في الميدان الى الرئيس المشرف على كل مجموعة.
ظاهرة التسول تشكّل خطراً موقوتاَ في المنطقة، لاعتبار التسول جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة شهر على الأقل وستة أشهر على الأكثر، إلى جانب معاقبة من يقوم بالإتجار بالأطفال والفتيات وإجبارهم على التسول، من منظمات وأشخاص.
ولعل غياب رقابة الجهات المعنية أو شبه غيابها لرصد ومعالجة الظاهرة المستشرية والمستفحلة بشدة في شهر الصيام، يعتبره البعض حرمة لهذا الشهر من إلحاق أي ضرر بالناس، ومنهم محترفو التسول.
هناك فرق بين السؤال والتسول، فالسؤال في حد ذاته ليس محرما إذا كان الإنسان بحاجة لسد ضروراته لكن يجب ان يكون بعدم إلحاح وإن كان من الأفضل ألا يسأل أحد الناس. أما المتسول فهو الذي يأتي يوم القيامة ولحم وجهه يتساقط مما اقترفه من التسول بغير حاجة فإنه أيضا يحرم المتعففين المستحقين من حقهم في مال الأغنياء. فلا يجوز لأحد أن يسأل دون وجه تفتيرا وأكلا لأموال الناس بالباطل.
تُشكّل ظاهرة التسول خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تُؤدّي إلى إعاقة مسيرة الحياة من خلال تعطّل العمل وانتشار الأشخاص غير المنتجين الذين يعجزون عن العمل وحمل المسؤوليات، فيعتمدون على غيرهم في تأمين احتياجاتهم، لذلك لا بدّ من الكشف عن الآثار السلبية المترتبة عن ظاهرة التسوّل، ومحاولة معرفة الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية، والأمنية لهذه الظاهرة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

آية الحاج - Aya El Hajj