Advertisement

لبنان

إنجازات رغم التحديات.. القواس: نجاحات الكونسرفتوار سببها رئيس حكومة واعٍ

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
03-04-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1182563-638477385743916295.jpg
Doc-P-1182563-638477385743916295.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
منذ تأسيسه في العام 1925 على يد مؤلف النشيد الوطني وديع صبرا، يدور المعهد الوطني العالي للموسيقى"الكونسرفتوار" في دوامة من الأزمات، تشتدّ حدّتها أكثر فأكثر بين الفينة والأخرى. وبعد سنوات من الإقفال إثر جائحة كورونا والازمة الاقتصادية الخانقة التي لم يسلم منها أي قطاع في لبنان، يحاول المعهد النهوض على قدميه مجدداً تحت إدارة جديدة، لم تلقَ استسحان جميع أساتذته.
Advertisement

تواريخ لافتة
غادر عدد من الموسيقيين والمدرسين هذا الصرح الموسيقي العريق، إلا أن محطات بارزة يجب التوقف عندها طبعت مسيرة الكونسرفاتوار الوطني بعد الإقفال التام، أولها تسلّم السوبرانو هبة القواس مهام إدارة المعهد عام 2022 بعد تكليفها من قبل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.

وفي تشرين الأول من العام 2023 تمت العودة الجزئية للتدريس في المعهد الموسيقي بين الحضوري وعن بعد، لتكون العودة الكاملة إلى التعلم الحضوري في كل الفروع الـ 18 مع حلول تشرين الأول من العام 2024.

أما في تشرين الثاني من العام 2024، فكانت عودة الفيلهارمونية اللبنانية، ثم في شباط من العام 2024، عادت الأوركسترا الشرقية العربية الوطنية اللبنانية بشكل كامل.

ماذا يحصل في أروقة الكونسرفتوار؟
هذه المحطات اللامعة لم تسلم من "حرتقات" في أروقة الكونسرفتوار الداخلية، وأبرزها الحملات التي طالت رئيسة الكونسرفتوار السوبرانو هبة القواس بعدما تبوّأت منصبها بأشهر قليلة، فضلاً عن الإضراب الذي واجهته من قبل أعضاء هيئة التدريس واتخاذ البعض قراراً بعدم تجديد عقده مع المعهد، على الرغم من سعيها لتحسين ظروف العمل.

"هي حملات طبيعية حين يكون الهدف هو التغيير". بهذه العبارة علّقت القواس عبر "لبنان 24" على ما تتعرّض له، لافتة إلى أنها تسلمت إدارة الكونسرفتوار بعدما أقفل 4 سنوات، فتوقفت الأوركسترات عن العمل وتوقف التدريس بشكل جديّ بسبب غياب البنية التحتية اللازمة للتعليم عن بعد، وبالتالي توقفت المؤسسة.

وأضافت: "أتيت لإتمام مهمة سمّاها الكثيرون بالمستحيلة، فوصلت إلى مكتب لا حبر فيه ولا ورق، لا كهرباء، لا اساتذة ولا موسيقيين".

وتابعت القواس: "باشرت بتقديم هبات من مؤسستي الخاصة بهدف إعادة الحركة ولو بشكل بسيط من خلال إعادة تفعيل الأوركسترات، ثم بات همّي كيفية تحسين رواتب الأساتذة وللمتعاقدين بالساعة ونجحنا بزيادتها 10 أضعاف"، مشددة على أن هذه الزيادة غير كافية وهناك سعي لرفعها.

وأشارت القواس إلى أنه تمّت إعادة الأوركسترات بعد قرارات تساوي اللبناني بالأجنبي لناحية تقاضي الأتعاب، فبات اللبناني يتقاضى راتبه بالدولار تماماً كالأجنبي، إلا أن الفارق هو المهارة والكرسي الذي يتوّلاه في الأوركسترا.

وعن الأصوات المعارضة التي علَت، لفتت القواس إلى أن أغلبها كان سببه إخراج بعض الأساتذة من منطقة الراحة الخاصة بهم، علماً أن المعارضين كانوا قلّة، ففي البداية ومن أصل 400 أستاذ، لم يتعدّ عدد المعارضين الـ20 الذين لهم أسبابهم، على حدّ تعبيرها.

القواس: الإنجازات سببها رئيس حكومة واعٍ
وأوضحت: "همّي أن تنهض المؤسسة على قدميها وأن يلتزم كلّ من فيها بشكل جديّ، فكنت أحسم أجر الأستاذ الذي لا يحضر لتدريس الطلاب، لأنه بحسب القانون فالمتعاقد بالساعة عليه أن يعطيها أو لن يحصل على أجره"، مشددة على أن "أخذت عهداً على نفسي بعدم السماح لهذه المؤسسة الحكومية العريقة أن تنهار، فأول ما يجب القيام به هو وقف الفوضى وخلق الإلتزام".

وقالت القواس: "عدد من الأساتذة أراد العمل بدوام كامل من دون الحضور فعلياً للقيام بذلك، وبالطبع لم نوافق على أن يداوموا في مؤسسات أخرى على حساب الكونسرفتوار، إلا أن أساتذة آخرين صرّحوا بالفعل عن الأماكن التي يعلّمون فيها وقلّصوا ساعاتهم بما يتناسب مع وجودهم في المعهد".

هذا الأمر بحسب القواس، لم يناسب بعض الأساتذة الذي لا يتعدّى عددهم الـ10 اختاروا أن يكونوا خارج المؤسسة وكان شرطهم أخذ 36 ساعة أي 6 إيام عمل من دون أن يداوموها بالكامل، في الوقت الذي يعمل فيه أكثر من 365  أستاذاً من قلبه بالفعل لـ5 آلاف طالب، مشددة على أنه كأي مؤسسة حكومية أخرى، من دون إنتاجية والتزام فعليين، فلن ينهض الكونسرفتوار من أزماته.

وفي هذا الإطار، كشفت القواس عن أن هدفاً اساسياً تعمل عليه، وهو معرفة آراء وأفكار ومطالب الأساتذة عن كثب بعيداً من كل ما يقال الإتهامات التي طالتها بشأن ممارستها "سياسة قمعية" داخل المعهد.

وقالت: "كل الإنجازات التي حصلت، تمّت بسبب وعي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لأهمية الثقافة والموسيقى والحضارة، والذي كان داعماً بشدّة للأهداف التي أخبرتها عنه في ما خصّ الشق الدبلوماسي والإقتصادي للموسيقى، ووضع كل قوّته معنا للموافقة على كل الزيادات التي تمّت"، كما نوّهت بدور وزيري المالية يوسف الخليل، والثقافة محمد وسام المرتضى، واصفة إياه بالـ"القبضاي والمقدام"، الذي أكّدت خلال تسلّمها المنصب أنه سيقف معها في الرؤية الموسيقية.

نجاحات وطموحات
وبعيداً من الأجواء السلبية، يسطّر الكونسرفتوار حالياً نجاحات عدّة، آخرها أمسية الاوركسترا الفيلهارمونية بالتعاون مع دولة النمسا.

وفي هذا الإطار، شددت القواس عبر "لبنان 24" على أنه سيتم العمل مع دول أخرى كإسبانيا وإيطاليا ودول من أميركا الجنوبية، كجزء من المروحة الكبيرة لعلاقات الكونسرفتوار الدولية، بهدف ترسيخ حضور العالم في لبنان وانفتاح الأخير موسيقياً من خلال تبادل الموسيقيين والأوركسترات.

وعن الحفلات المرتقبة، كان الموعد الأول الاثنين الفائت، إحياءً لعيد الفصح في الصرح البطريركي في بكركي بحسب القواس، التي أوضحت أن الحفلات لا تقتصر على الأوركسترا الفيلهارمونية، بل الشرق- عربية أيضاً، فضلاً عن تلك الخاصة بالطلاب التي باتت تشكل حالة متقدمة، بالإضافة إلى العزف الجماعي.
 
 
 


وأشارت القواس إلى أن هناك تركيز كبير على دعم الأوركسترا الشبابية سواء تلك العربية أو الغربية، مشددة على أن مفاجآت عديدة بانتظار عشاق الفن والثقافة ومنها مشاركة عازفين عالميين في الأوركسترات اللبنانية، ومشاركة موسيقيين عرب مع الأوركسترا الشرق- عربية، فضلاً عن حضور موسيقيين لبنانيين من الخارج للمشاركة بحفلات فردية أو مع الأوركسترات، ومفاجآت عدة أخرى سيتم الإفصاح عنها في وقتها.

وعن الواقع الفني في لبنان، فوصفته القواس بالمهم بشكل عام، ولكن الأعمال الموسيقية المهمة ليست بمتناول الرأي العام بشكل كاف، وذلك خارج أضواء الإعلام الذي يبحث عمّا هو استهلاكي بشكل أكبر.

الموسيقى قوة اقتصادية كبرى
من هنا، أشارت القواس إلى أن الموسيقى هي أحد الأقانيم التي تملك قوة اقتصادية كبرى، الأمر الذي يحتاج إلى خطة كبرى باشر بها المعهد لبناء البنية التحتية اللازمة بهدف بناء نظام موسيقي يجمع كل ما يصنع الإقتصاد من الناحية الموسيقية، من إنتاج، تسويق، مسارح، مؤلفين، دور الأوبرا، تجاوز الحدود الجغرافية في البثّ، التعليم الدولي والإفتراضي، رفع المستوى الأكاديمي كي يصبح الكونسرفتوار مركزاً تخصصياً في الشرق الأوسط.

 وأضافت: "في دراسة أجراها معهد باسل فليحان المالي، حلّت الموسيقى في المركز الثاني للناتج المحلي الإجمالي من ناحية المساهمة في بناء الإقتصاد اللبناني، فضلاً عن أن الكونسرفتوار استقطب 100 ألف فرصة عمل محسوبة ضرائبيا"ً.

وفي السياق، أوضحت القواس أن أقساماً جديدة أبصرت النور منذ تولّيها منصبها، منها علم الموسيقى، علم الموسيقى العرقي، تكنولوجيا وتوليفة الموسيقى، هندسة الصوت، العلاج بالموسيقى، الباليه والرقص المعاصر، وهذه كلها أقسام ستساهم بتعزيز النظام الذي يسعى الكونسرفتوار لبنائه بهدف دعم الإقتصاد، خاصة وأن لبنان يعاني من نقص بهذه المجالات.

وكشفت أن المعهد يستقطب متخصصين من خارج لبنان، كما يتم العمل حالياً على تغيير المناهج ونظام الإعتماد الجديد بهدف إصدار الشهادات العليا المعترف بها دولياً، والتي توجد للمرة الأولى في الكونسرفتوار منذ تأسيسه، ما يتيح لهذا الصرح الموسيقي أن يكون المعهد العالي الذي يعطي شهادات لطلابه، تخوّلهم لإكمال دراساتهم مثل أي جامعة موسيقية دولية.

كما أكّدت القواس أن الكونسرفتوار يشهد حالياً ورشة عمل ضخمة يومياً على مدى الفروع كافة، ما يشكّل سابقة في الكونسرفتوار الذي نشر نشاطاته في أبرز المعالم اللبنانية مثل المتحف الوطني، متحف سرسق، محمية الأرز في الشوف، عاليه، زغرتا وصيدا، وأماكن عدّة أخرى.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam