Advertisement

لبنان

"سجال" النازحين وحزمة المليار يورو.. متى تتوقف "المزايدات"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
07-05-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1196402-638506760516052055.jpg
Doc-P-1196402-638506760516052055.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
لا حديث في البلاد منذ أيام سوى عن حزمة المليار يورو التي انتهت إليها زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس إلى بيروت الخميس الماضي، والتي بدل أن تشكّل "نعمة" للبنان، وتُصنَّف في خانة "الإنجازات" للحكومة، تحوّلت في مفارقة معبّرة ولافتة، إلى "نقمة" بأتمّ معنى الكلمة، بل عدّها البعض "مذمّة" للحكومة، ما فتح الباب أمام هجوم يكاد يكون غير مسبوق عليها.
Advertisement
 
لعلّ ذلك يتجلّى بوضوح من خلال "التقاطع النادر" بين العديد من الأفرقاء "المتخاصمين" على مهاجمة الحكومة بسبب حزمة المليار يورو، وصولاً لحدّ وصفها بـ"الرشوة" التي قبلتها الحكومة، مقابل "ثمن" قال هؤلاء إنّه لن يكون أقلّ من "إبقاء" النازحين السوريين في لبنان لأربع سنوات مقبلة بالحدّ الأدنى، وبالتالي "تهميش" قضية اللاجئين، وغضّ النظر عنها، وهو كلامٌ يبقى غير مثبت، ما يحصره في خانة "التكهنات" حتى إثبات العكس.
 
وعلى الرغم من أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقّف "الحملات غير البريئة"، فسارع إلى التأكيد على أنّ المساعدات الأوروبية للبنان "غير مشروطة"، وطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة عامة لمناقشة موضوع النازحين بهدف وقف ما وصفه بـ"الاستغلال السياسي الرخيص الحاصل"، وستعقد الجلسة في الخامس عشر من الجاري، إلا أنّ هناك من يرجّح استمرار "الحملات"، مدفوعة بموجة من "المزايدات الشعبية" التي تبدو "مُربِحة" بشكل أو بآخر!
 
"مزايدات" وأكثر
 
من يراقب التصريحات والمواقف منذ أيام، يلاحظ كيف "انقلب" المزاج العام في البلاد فجأة، فتراجع الحديث عن الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، وعن الوساطات الدائرة لتجنّب المزيد من التصعيد على خطّها، وما عادت الرئاسة "المجمّدة" بقرار سياسي ضمني ينتظر "كلمة سرّ" من الخارج في الصدارة، بل إنّ تسريبات "عصابة التيك توك" لم تعد "الحدث"، لتصبح "مشكلة المشاكل"، بل "مصيبة المصائب"، هي حزمة المليار يورو التي حصل عليها لبنان.
 
قد يكون ذلك مفهومًا ومبرَّرًا، بحسب العارفين، إذا ما كانت هذه الهبة "مشروطة" فعلاً كما قيل، خصوصًا أنّ موضوع النازحين يُعَدّ من الملفّات "الحسّاسة" التي تترك "ثقلاً كبيرًا" على يوميات اللبنانيين، ولا سيما أنّ "الحِمل" الذي يتركه هذا الملف بأعبائه وكلفته، أكبر من طاقة اللبنانيين على تحمّله، وطالما أن المجتمع الدولي لا يتحمّل برأي الكثير من اللبنانيين مسؤولياته في هذا الملف، وكأنّ كلّ همّه أن يمنع أيّ "نزوح مضاد" باتجاه أراضيه.
 
لكنّ المشكلة التي تضرّ بقضية النازحين قبل أيّ شيء آخر، أنّ الملف تحوّل وفق ما يقول العارفون، إلى مادة للاستغلال السياسي والمزايدات الشعبية لا أكثر ولا أقلّ، وهو ما ظهر بوضوح في المواقف التي صدرت في الايام الماضية، من قبل "الخصوم" في السياسة، الذين بدا أنّ كلّ همّهم تركّز على "المزايدة" على بعضهم البعض، في سبيل تحقيق بعض المكاسب "الشعبوية"، ولو على سبيل التوصّل إلى حلّ "جدّي" للقضية.
 
 ما المطلوب؟
 
بعيدًا عن المزايدات، التي قد يعتقد البعض أنّها قد تفيده لتحسين ما فقده ربما من شعبية على مدى الأشهر والسنوات الماضية، قد يكون من المفيد بحسب ما يقول العارفون التفكير بالجهد المطلوب من أجل مواكبة قضية النازحين، من أجل الوصول إلى حلّ جدّي يتماشى مع المصلحة اللبنانية العامة، وهو ما تصبّ في خانته تحديدًا الحركة الدبلوماسية والسياسية المكثّفة التي تقوم بها الحكومة من أجل شرح أبعاد الملف وخطورته على لبنان، كما أوضح رئيس الحكومة.
 
ويلفت العارفون في هذا السياق إلى "استحقاق قريب" على خطّ ملف النازحين، هو مؤتمر بروكسل الذي يعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري، تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، وهي "فرصة" يجب أن يستغلّها لبنان لتسليط المزيد من الضوء على القضية، والتأكيد على أهمية "العودة الآمنة" متى توافرت ظروفها، وبالتالي العمل لحشد أكبر تأييد ومساندة لموقفه على مستوى المجتمع الدولي، انطلاقًا من تفهّم الخصوصية اللبنانية.
 
من هنا، يقول العارفون إنّه بدلاً من "التنقير" على حزمة المليار يورو، قد يكون الأهمّ في هذه المرحلة العمل على بلورة موقف لبناني "موحّد"، إذا كان الهدف فعلاً الوصول إلى حلّ دائم لهذا الملف يشكّل تقاطعًا بين المصلحة الوطنية من جهة وهواجس المجتمع الدولي من جهة ثانية، علمًا أنّ الجلسة النيابية العامة التي طلب رئيس الحكومة من رئيس البرلمان الدعوة إليها، قد تكون "المنطلق الأمثل" لمقاربة من هذا النوع.
 
لا شكّ أنّ ملف اللاجئين السوريين هو أحد الملفات الشائكة على المستوى اللبناني، والتي تتداخل فيها الأولويات، ولو أنّ المقاربة باتت شبه موحّدة على عدم القدرة على تحمّل كلفة النزوح، التي باتت باهظة اقتصاديًا، ولكن أيضًا أمنيًا واجتماعيًا. لكنّ الثابت أنّ الوصول إلى حلّ حقيقي وجدّي لهذه القضية، لا يمكن أن يحصل بالمزايدات والشعارات الرنّانة، بل بالعمل الجاد والمسؤول بالتنسيق مع المجتمع الدولي، بعيدًا عن أيّ أجندات معلنة أو مخفية!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa