Advertisement

لبنان

باسيل يريد تكريس شرعيته الحزبية.. "ولو من دون المناضلين"؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
09-05-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1197335-638508496105772902.png
Doc-P-1197335-638508496105772902.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعيش "التيار الوطني الحر" حالة من الغليان الشعبي في ظل التسريبات عن ان رئيس "التيار" جبران باسيل يستمر في حملته المرتبطة بفصل النواب المعارضين، خصوصاً وأن إخراج النائب إلياس ابو صعب لم يؤد إلى الكثير من الارباك الداخلي نظراً للحالة الخاصة التي يمثلها الرجل بالنسبة للعونيين، لكن الحديث عن قرب فصل النائب الان عون رسمياً بدأ يحدث نوعا من التململ لدى القاعدة الشعبية المؤيدة للنواب المعارضين لباسيل داخل تكتل "لبنان القوي" والمنتشرين في المناطق كافة.
Advertisement

يريد باسيل الاستفادة من الحيوية التي يظهرها الرئيس السابق ميشال عون لإعطاء قرارات الفصل شرعية كبرى، وهذا يعني أن عملية الطرد الداخلية لا يمكن لباسيل وحده تغطيتها، خصوصاً أنها لم تعد تطال قيادات عادية داخل "التيار"، بل تستهدف نوابا متجذرين في العمل الحزبي والنيابي والخدماتي ولهم باع طويل في التعامل مع الناس في دوائرهم الإنتخابية، لذلك فإن وجود عون، وتسريب أنه موافق على كل الخطوات العملية التي يتخذها باسيل لانهاء اي وجود معارض داخل التيار، له غاية كبرى واساسية.

الاهم في كل ما يحصل هو ان النواب المستهدفين لم يخرجوا من تأييد الرئيس عون، اي أنهم أبقوا على ولائهم لعون من دون باسيل وهذا ما يحصنهم شعبياً امام الحالة العونية، مما يصعب عملية طردهم من "التيار" ويجعل الامر بالغ الخطورة، أقله في الاقضية التي ينشطون فيها، لذلك اصبح طرد عون لهم بشكل مباشر هو الحلّ الوحيد الذي يحمي باسيل من هذه الخطوة او أقله يحدّ من أثمانها على المستوى الحزبي، فكانت فكرة "مجلس الحكماء" التي باتت تغطي كل ما يصدر عن باسيل.

رغبة باسيل الاساسية تكمن في تحضير نفسه لمرحلة ما بعد عون، وأن يحافظ على سلطته داخل "التيار" من دون أي مسّ من قبل النواب او القياديين الاساسيين الذين لديهم تاريخ نضالي عوني، اذ ان قدرة باسيل على التأثير على هؤلاء ليست كبيرة، وعليه فهو يفضل أن يبقى في "التيار"الناشطون الجدد الذين أوصلهم في السنوات الماضية الى مراكز قيادية رفيعة، اضافة الى بعض المتمولين الذين تتقاطع مصالحه السياسية والمالية معهم من دون وجود اي قدرة جدية لديهم على تهديد زعامة رئيس الحزب.

وتقول مصادر مطلعة أن نجاح باسيل في فصل النواب المعارضين من دون حصول زلزال حزبي كبير يعني أن الرجل سيتمكن من احكام قبضته على "التيار" بشكل نهائي، لكن هذا"التيار" لن يكون، بعد عملية الفصل هذه، كما كان قبلها، اذ سيتعرض لخسائر شعبية حقيقية، ولخسائر نيابية لاحقاً تجعل من باسيل رئيساً لحزب متوسط الحجم بدل أن يكون زعيماً لاحد اكبر حزبين في الساحة الوطنية، ولعل الرجل يدرك هذه الحقيقة جيداً لكنه يفضلها على أن تكون رئاسته ل"التيار" مهددة.

وترى المصادر ان التحدي الاساسي اليوم يكمن في ردة فعل النواب المعارضين لباسيل في حال تم فصل النائب الان عون، فهل ستحصل استقالات جماعية داخل تكتل "لبنان القوي" ما سيؤدي إلى نشوء موجة شعبية عونية يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة، أم ان هؤلاء النواب سيتظرون قرارات فصلهم الواحد تلو الاخر من دون القيام بأي مواجهة جدية وفاعلة مع باسيل؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash