Advertisement

لبنان

هذا هو الإنهيار.. لا داعي للهلع!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
10-06-2020 | 06:27
A-
A+
Doc-P-712099-637273925214137466.jpg
Doc-P-712099-637273925214137466.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يزال اللبناني المسيّس يدخل تحليلاته في الشاردة والواردة، ويقوم بقراءة للأحداث مهما كان حجمها وأثرها وتأثيرها، ربما هذا هو لبنان، السياسة تتدخل في كل شيء، والحراك السياسي مهما كان صغيراً يكون مدفوعاً برغبات وحسابات.
Advertisement

مثلا، وضع المراقبون الكثير من الآمال على حراك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، قيل انه فرصة لتحسين الوضع السياسي ولتشكيل حكومة جديدة ولبدء مرحلة من استعادة ثقة الغرب وتعويم الليرة، تحليلات أخرى قالت ان هناك مؤامرة تحصل وتحضر ضد حسان دياب.

ايضاً، يدخل ارتفاع سعر صرف الدولار في التحليلات السياسية، كأن الواقع الإقتصادي مريح والليرة تهبط من دون سابق انذار، فيقال ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غضب من الإجتماع المالي الذي حصل في بعبدا واراد الإنتقام برفع صرف الدولار، ويقال ايضاً ان ما يحصل هو بسبب تهريب الدولار الى سوريا، اي دولار؟ ويقال انه للضغط على الحكومة لاسقاطها.

كما ان الاشتباكات على خطوط التماس لها تحليلاتها، الثوار يعتبرونها مؤامرة على الثورة وثورة مضادة للانقلاب على كل ما تحقق. ماذا تحقق؟ وغيرهم يراها حركة سياسية لاسقاط الحكومة وتأليف غيرها، اي ان التوتير الحاصل تقوم به احزاب لا ترغب بالإستقرار الا بسقوط الحكومة. 

لكل حدث تحليلاته، لكن عذراً، ما نشهده ليس بحاجة الى تحليلات، اذ انه وبعيدا عن خلفياته نحن نعيش في الإنهيار، هذه الفوضى ليست منسقة بالضرورة، وقد يكون كل ما قيل صحيحاً، لكن ما نشهده هو الانهيار.

الدولار ليس بحاجة لمؤامرة ليرتفع، وقد تكون المؤامرة تحصيلاً حاصلاً بسبب الفوضى السياسية وضعف الدولة وعدم قدرتها على الحسم، وقد يكون الاشتباك الطائفي والمذهبي وعودة خطوط التماس شكلا من اشكال الإنهيار، لا ثورة مضادة ولا تهيئة ارضية لاسقاط الحكومة ولا من يحزنون.

ما نشهده اليوم هو الفوضى التي ستستمر خلال الاشهر المقبلة، والاشتباكات على خطوط التماس ستتكرر، في كورنيش المزرعة وعين الرمانة وساحة الشهداء وعلى طريق الجنوب وغيرها. الاشكالات ستكون مشهداً طبيعياً.

المبادرات الفاشلة ستزداد. لا لزوم لتحليلها، فهي حتى لو نجحت كمبادرات لن تؤدي الى انقاذ البلد وتحسين الوضع.

لعل الصدف والظروف الذاتية والموضوعية، جعلتنا نحن اللبنانيين غير قادرين على بدء حرب أهلية، ربما لأن لا توازن للقوة في الداخل، لكن وضع المجتمع اليوم يعتبر مثاليا لبدء هذه الحرب، ولو قدّر للمنظري علم الإجتماع السياسي ان يعطوا مثالاً على حال المجتمعات المهيئة للاقتتال الداخلي لاختاروا لبنان اليوم. فقر وانقسام حاد، تحريض وتحريض مضاد، بطالة، انفعال وأدرينالين عالي المستوى، حسابات اقليمية متناقضة، كل شيء جاهز. ان مراقبة مواقع التواصل الإجتماعي يظهر بعض الجنون الذي نعيشه.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك