Advertisement

لبنان

سيناريو يكشف حقيقة أحداث مزارع شبعا: مراقبة لمسرح كمين ولا "عملية أمنية"

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
27-07-2020 | 14:59
A-
A+
Doc-P-728756-637314808683977507.JPG
Doc-P-728756-637314808683977507.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لا شيءَ حتى الآن يؤكد أنّ ما حصل في مزارع شبعا، اليوم الإثنين، هو "عمليّة عسكرية" نفذها "حزب الله" داخل الاراضي المُحتلّة. فضمنياً، لم يتبنّ الحزب في بيانه الأول ما حصل، كما أنّه لم يعلن صراحةً عن أي عملية من تحضير عناصره.

 
Advertisement

فكما بات معروفاً عند أي عملية ينفذها الحزب، يُصدر الإعلام الحربي التابع للمقاومة الإسلامية البيان "رقم 1"، ويعلنُ فيه تبني الحدث الأمني بشكل واضح وكامل لا لُبس فيه. غير أنّ ما حصل اليوم يدورُ في حلقةٍ مُبهمة تكشفها تفاصيل عديدة في روايتي حزب الله والجيش الإسرائيلي.

 

ومع كلّ ذلك، فإنّ الثابتة الوحيدة والأكيدة هي أنّ لا "حزب الله" ولا الجيش الإسرائيلي بصدد الإنخراط في حرب موسّعة، وكل المعطيات تشيرُ إلى ذلك، حتى أنّ هذا الأمر ألمح إليه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حديثه بالأمس لقناة "الميادين"، إذ قال أن "الاجواء لا تشي بنشوب حرب"، لكنه استدرك قائلاً: "في حال أراد الإسرائيلي شنّ حرب فسنرد".

 

فعلياً، فإنّ أحداث مزارع شبعا اليوم تكشف عن العديد من الفرضيات المتعلقة بحقيقتها، في حين أنها تشيرُ بشكل واضح وكبير إلى الإرتباك القائم في صفوف القيادة العسكرية الإسرائيلية. ومع كل ذلك، فإنّ قراءة ما بين سطور بيان "حزب الله" أمرٌ  في غاية الأهمية، ويكشف عن حقيقة ما حصل.

 

فمع عدم تبنّي الحزب للعملية، فإنّ ما تبيّن أنه ما من هجوم عسكري حصل من الداخل اللبناني باتجاه الأراضي المُحتلة. الامرُ هذا أشار إليه "حزب الله" في بيان بقوله: "لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفه في أحداث اليوم حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر".

 

وفي هذه النقطة بالتحديد، يُطرح التساؤل التالي: إن لم يكن هناك هجوم عسكري تبنّاه "حزب الله"، فعلى من كان الجيش الإسرائيلي يُطلق النار؟ ولماذا جرى ذلك بكثافة؟ ومع من كان الإشتباك؟

 

الأمرُ الآخر وهو الأكثر أهمية والذي يُشكل "بيت القصيد" بشأن ما حصل هو في بيان "حزب الله" أيضاً، إذ قال أنّ "كل ما تدّعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط هكذا عملية من الاراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة، وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح".

 

وتفصيلاً، فإنّ "حزب الله" بهذه الجملة لم يؤكد حصول عملية تسلّل، كما أنه لم ينفِ ذلك، بل تحدث فقط عن عدم صحّة كلمة "إحباط". وهنا، تبرز فرضيتان أساسيتان بقوة في هذا الصدد: الأولى تقول أن عناصر "حزب الله" قد تمكنوا من التسلّل إلى الداخل الإسرائيلي ومن ثم الخروج من نفس النقطة التي دخلوا منها وبالتالي نجاح العملية. أما الثانية فتشير إلى أنه قد لا يكون هناك عملية تسلل في الأساس إلى الأراضي المحتلة.

 

وفعلياً، فإنّ الفرضيّة الأولى قد تكون أكثر بروزاً، وتتقاطع مع الرواية الإسرائيلية على لسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي قال أنّ القوات الإسرائيلية "أحبطت عملية تخريبية لخلية من حزب الله مكونة من بين 3 إلى 4 عناصر، تسللت أمتاراً معدودة للخط الأزرق ودخلت إلى منطقة سيادية إسرائيلية".

 

منطقياً، فإنّ الحديث عن تسلل عناصر "حزب الله" إلى داخل منطقة سياديّة اسرائيلية يعني أن العملية نجحت، وبالتالي فإن كلمة إحباط التي تحدث عنها أدرعي ليست حقيقية. ففي حال كانت الرواية الإسرائيلية صحيحة، فإنّ الإحباط يحصل من خلال منع أي أحد من الدخول إلى داخل الأراضي الأراضي المحتلة. إلا أن الإسرائيلي استدركَ هذا الأمر ليعزز روايته بالقول أنه تمّ فتح النيران باتجاه العناصر وتشويش مخطّطهم، في إشارة إلى كلمة "إحباط".

 

وما لا يمكن إغفاله أبداً هو أنّ كلام أدرعي يتنافى تماماً مع كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو في مؤتمره الصحافي، مساء اليوم، إذ قال أن "الحزب نفذ عملية تسلل"، لكنه لم يتحدث عن إحباطها. الأمرُ هذا يكشف عن وجود تفاصيل يخفيها الإسرائيليون خصوصاً أمام الداخل لديهم. 

 

ومن هنا، تتأكد الفرضية الأولى بشأن حقيقة أحداث مزارع شبعا اليوم، وما حصل بشكلٍ عام يندرِج في إطار حرق الأعصاب والحرب النفسية، وقد يكون "حزب الله" نجح بالقيام بحركة خاطفة وسريعة إلى داخل الأراضي المُحتلة، ساهمت باستفزاز الإسرائيلي ودفعته لإطلاق النار بقوّة وبشكل عشوائي لإبراز أن هناك هجوماً وجرى إحباطه. وبشكل أو بآخر، وحتى إن حصلت عملية التسلل، فإنها قد لا تكون في إطار الرّد على مقتل علي كامل محسن في سوريا، بل قد تكون عملية للرصد أو لزرع عبوة أو مراقبة مسرح كمين. وبذلك، فإنّ ما حصل اليوم هو مقدّمة لردّ سيكون أوسع، لكن آثاره محدودة.

 

 

 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك